بوريس جونسون سيصبح قريباً القائد الأكثر شعبية في العالم

نشر في 25-07-2019
آخر تحديث 25-07-2019 | 00:00
 سبكتاتور في بريطانيا اليوم إنسان وحيد يعتقد أن بوريس جونسون قد يحرمنا من تولي جيريمي هنت رئاسة الوزراء. وهذا الإنسان هو جيريمي هنت نفسه، أما سائر البريطانيين، فيظنون أن مسعى هذا السياسي الأشقر الطموح سيثمر وأنه سيتولى رئاسة الحكومة.

لن تشكّل هذه مفاجأة لكل مَن يعرفه، فلطالما بدا مميزاً بطبيعته، حتى خلال سنته الأولى كطالب في جامعة باليول في سن الثامنة عشرة، بدا مريباً على نحو غريب بفكيه البارزين، ووضعية جسمه المنحنية المتنمرة.

يقول الناس إنه يعجز عن «الخوض في التفاصيل»، ولكن ما من إنسان يمضي أربع سنوات في دراسة الآداب القديمة بجامعة أكسفورد من دون أن يتمتع بالقدرة على فهم واستيعاب كمية هائلة من المعلومات المجردة.

تكمن المشكلة في أن بوريس يستطيع بسهولة فهم المسائل وإتقانها، لذلك لا يخطر في باله أن الآخرين قد يواجهون صعوبة في ذلك، وربما يمل التفاصيل. مهمته كقائد أن ينشر الثقة والتفاؤل من الأعلى، وبعد ثلاث سنوات من التعامل مع تردد تيريزا ماي، نحتاج إلى القليل من التشجيع والجرأة في رئاسة الوزراء.

من اللافت للنظر أن معظم الناس يعتقدون أنهم يعرفون بوريس جيداً، يظنه كثيرون رجلاً متسرعاً مازحاً لا يهتم إلا بنفسه يسيطر على كل حوارات مستعيناً بمجموعة من النكات والمناورات المعتادة، كما لو أنه أوسكار وايلد أشقر. لكن هذا غير صحيح، يبدو بوريس إنساناً متواضعاً أو حتى خجولاً عندما يشارك في مأدبات الطعام، يحصر حديثه بمَن يجلسون إلى جانبه مباشرةً ولا يحوّل مطلقاً حدثاً اجتماعياً إلى عرض شخصي، فضلاً عن أنه مستمع جيد. يكسب ثقة الناس بكشفه أمراً شخصياً عن نفسه. على سبيل المثال، عندما اقترب أولاده من مرحلة المراهقة، أخبرني ذات مرة: «أشعر ببعض القلق حيال أولادي. لست واثقاً من أنهم يحترمونني».

طلب نصيحتي بشأن كيفية التعاطي مع المراهقين المتمردين، فشعرتُ فجأة أنني خبير في تربية الاولاد. هل كانت هذه محاولة لكسب إعجابي؟ ربما، لكنها حققت النجاح. قبل بضع سنوات، راح يحضني على كتابة مقال عن حصار النفط، إلا أنني كنت متردداً في تغطية هذا الخبر: «أعتذر يا بوريس، أكتب مسرحية، يحتاج هذا الخبر إلى صحافي يتابع الأخبار بدأب». أجابني بمسحة من السخرية الذاتية المقنعة: «كلا، يحتاج هذا الخبر إلى فنان». وهكذا وضعت المسرحية جانباً وكتبت الخبر. لمَ استسلمتُ؟ ربما لأن المديح كان صريحاً جداً، لكنني أدركت أيضاً أن الانضمام إلى بوريس في أي مشروع سيكون ممتعاً. قد تبدو هذه صفة كارثية بالنسبة إلى رئيس وزراء، ولكن بما أن مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على المحك، فقد تمنحنا هذه الصفة أفضلية بالغة الأهمية، لا شك أن ميل بوريس إلى المشاغبة وطابعه الفوضوي سيحولان خطر خروج بريطانيا من دون أي صفقة إلى احتمال حقيقي.

سيعجز قادة الاتحاد الأوروبي عن قراءته، ولن يروقهم ذلك، كذلك سيستاءون عندما يكتشفون أنهم لا يستطيعون استمالته أيضاً، فكل مَن يدخل مداره يجد نفسه مأخوذاً بحضوره الغريب المرح الحيوي. يحب بوريس الناس، ويبادله الناس هذا الحب، ومن هذا المنطلق يكون أقرب إلى ريغان منه إلى ترامب، سيستخدم سحره ليستميل رؤساء الدول ومستشاريها الذين سيلتقيهم قريباً، وبحلول فصل الخريف، سنملك القائد الأكثر شعبية في العالم.

* لويد إيفانز

* «سبكتايتور»

back to top