إليك أيها الجاهل!

نشر في 23-07-2019
آخر تحديث 23-07-2019 | 00:20
 د.نجم عبدالكريم ظهر على التلفاز أحد ديدان الإعلام ممن ينفثون جهلاً في إحدى الجرائد الكويتية، لينفي وجود فلسطين والفلسطينيين على الخريطة، وليمنح بني صهيون حقهم التاريخي المزعوم في أرضنا العربية.

لهذا التافه البليد أكتب هذه السطور، ليدرك كم هو غارقٌ في جهله... وإني والله لألعن تلك الساعة التي غدت فيها مثل هذه العاهات تنشر أفكاراً ملوثة بجراثيم الغباء الفتاك.

***

• تؤكد الحقائق التاريخية: أن موجات سامية انطلقت من جزيرة العرب، وجُلهم من الكنعانيين، فسكنوا أرضاً أطلقوا عليها "أرض كنعان"، وكانت هي فلسطين، حيث سادوا فيها من 1500 حتى 2500، أي مكثوا 1000 عام قبل الميلاد، وبعد ذلك تم الاستيلاء على هذه المنطقة عندما أقام داوود مملكته عام 1004 قبل الميلاد، وهو الذي أسس مملكة إسرائيل في الشمال فقط... واستمر سبعين عاماً حتى تم الغزو الأول للملك الآشوري شلما نصّر، حيث تم سبي أهل شمال مملكة إسرائيل، وهذا الذي سُمي بالغزو الأول، فأقاموا لأنفسهم "مملكة يهوذا" في الهضبة الفلسطينية الداخلية، فقام الملك البابلي نبوخذ نصّر بغزوهم وسبيهم، وهذا الذي يسمى بالسبي البابلي... فمملكة داوود إذاً لم تعمّر أكثر من سبعين عاماً، وبقي اسم فلسطين ملازماً لهذه الأرض، رغم وجود أقلية عبرية، أما اسم إسرائيل فبقي محصوراً بين العبرانيين أنفسهم فقط، وهم أقلية قليلة إذا ما قيسوا بالفلسطينيين.

***

• عندما احتل الفرس منطقة بلاد الشام سمح قورش لليهود بالعودة من منفاهم البابلي إلى هضبة فلسطين وإعادة بناء معابدهم، لأن التاريخ يشير إلى أن أم قورش (أو زوجته) من اليهود.

• في عام 333 قبل الميلاد خضعت المنطقة لغزوات الإسكندر المقدوني، وبقيت محتفظة باسمها (فلسطين).

• ثم جاء الحكم الروماني عام 64 قبل الميلاد، وعقب هذه الفترة بسنوات ولد السيد المسيح، وما هي إلا فترة وجيزة حتى بُنيت كنيسة المهد وكنيسة القيامة، وفي هذه الأثناء قام الإمبراطور مسبسيان بتصفية اليهود وتدمير معابدهم، وأقام ولاية أسماها "فلسطين الصحيحة"، وصك عملة باسمها وضم إليها جزءاً من مملكة الأنباط والجنوب.

• أما في العهد البيزنطي فقد قُسمت فلسطين إلى ثلاثة ولايات:

- فلسطين الأولى: ومركزها قصاريا، وتمتد عرضاً من البحر حتى مشرق الأردن.

- فلسطين الثانية: مركزها بيسان، وتمتد عرضاً من شمال فلسطين إلى شمال الأردن.

- فلسطين الثالثة: ومركزها البتراء، وتشمل بلاد الأنباط وديار السبع جنوباً.

• من هنا تكونت بين الفلسطينيين علاقة تراحم مع العرب المجاورين لهم، مثل دولة الأنباط ودولة الغساسنة ودولة المناذرة.

***

• هذه الومضات التاريخية المكثفة جداً تأخذك أيها الجاهل إلى دور فلسطين في الفتح الإسلامي، ودورها في التاريخ العربي والإنساني، بل حتى ويل ديورنت صاحب كتاب قصة الحضارة – وهو يهودي – لم يشر إلى دور اليهود... فتأتي أنت أيها التافه لتتبرع لهم بفلسطين؟

back to top