أسبوع «ديمقراطي» حافل... مناظرة ثانية وشهادة مولر

• الحزب يتخوف من «مباراة إعادة» بين بايدن وهاريس
• سجال ترامب و«النائبات الأربع» وهاجس الانزلاق يساراً يحضران

نشر في 23-07-2019
آخر تحديث 23-07-2019 | 00:03
الأميركي ستيف سوانسون يرفع لافتة أمام البيت الأبيض أمس الأول كتب عليها «اعزلوه الآن» (رويترز)
الأميركي ستيف سوانسون يرفع لافتة أمام البيت الأبيض أمس الأول كتب عليها «اعزلوه الآن» (رويترز)
يبدأ الديمقراطيون أسبوعاً حافلاً مع شهادة المحقق الخاص روبرت مولر غدا، ويصل إلى الذروة الخميس في 31 الجاري، مع مناظرة ثانية للمرشحين الرئاسيين، يتوقع المراقبون أن يهمين عليها ما سيقوله مولر، بالإضافة إلى مواجهة متوقعة بين جو بايدن وكامالا هاريس.
تجري الخميس في 31 الجاري، المناظرة الثانية بين مرشحي الحزب الديمقراطي المحتملين، لمنافسة المرشح الجمهوري الرئيس دونالد ترامب على رئاسة البلاد في الانتخابات الرئاسية الـ59 التي ستجري في 3 نوفمبر 2020.

وأعلنت اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، أسماء المرشحين العشرين، المؤهلين للمناظرة، وهم نفس المشاركين في المناظرة الأولى، باستثناء النائب عن كاليفورنيا اريك سوالويل الذي أعلن انسحابه من السباق، واستبدل بحاكم مونتانا ستيف بولوك.

هاريس وبايدن

لكن الأمر الأكثر اثارة للمخاوف لدى الديمقراطيين في المناظرة الثانية، هو "مباراة الإعادة" المتوقعة بين المرشحة الديمقراطية الصاعدة كامالا هاريس التي تطمح أن تصبح أول رئيسة أميركية سوداء، وجو بايدن نائب الرئيس السابق باراك أوباما، الذي يتطلع الى إنهاء حياته السياسية الطويلة ببلوغ القمة.

وكانت هاريس السيناتورة حالياً عن كاليفورنيا، المدعية العامة بالولاية نفسها سابقاً، شنت خلال المناظرة الأولى التي جرت في 25 الشهر الماضي، هجوماً قوياً ومفاجئاً على بايدن، مستهدفة موقفه المعارض لقانون أثار سجالاً واسعاً في السبعينيات كان يلزم حافلات المدارس العامة باصطحاب التلاميذ السود الى المدارس، بالاضافة الى إشادته بسيناتورين جمهوريين راحلين كانا من المؤيدين للتمييز العنصري.

وعقب المناظرة، أظهرت استطلاعات الرأي، تقدم كامالا حفيدة دبلوماسي هندي من ناحية الأم، على حساب بايدن، الذي أقر بأنه تلقى ضربة قوية بينما بقي فريقه على مدى أيام يحاول دون جدوى إصلاح ما تضرر.

وفي وقت يبدو أن المؤسسة الديمقراطية، ووسائل الإعلام الليبرالية الداعمة لها، تحاول دفع بايدن الى الواجهة، بوصفه المرشح الوحيد للحزب القادر على منافسة ترامب وربما هزيمته، قررت اللجنة الوطنية للحزب إجراء سحب على أسماء المشاركين في المناظرة التي ستعقد على جولتين على مدى يومين كل واحدة من 10 مرشحين، لتجنب أي سجال أو اتهام بفصل بايدن عن هاريس، ربما لحمايته.

وقد يجنب وجود هاريس وبايدن في مجموعة واحدة خلال المناظرة نائب أوباما السابق معركة قد تدفع حظوظه الرئاسية الى الهاوية، وتبعده عن السباق حتى قبل عبور الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين التي ستقود مرشح الحزب الى معركة "لا ترحم" مع منافس غير تقليدي يدعى دونالد ترامب.

وأمس الأول، أفاد استطلاع أجرته شبكة CBS الاخبارية الأميركية، بأن بايدن لايزال يتقدم المرشحين الديمقراطيين بحصوله على 25 في المئة من الأصوات، مقابل حصول منافسته السيناتورة إليزابيث وارن من ماساتشوستس على 20 في المئة وكامالا هاريس على 16 في المئة، متقدمة بنقطة على السيناتور الاشتراكي الديمقراطي بيرني ساندرز الذي حل رابعاً بنسبة 15 في المئة.

«نائبات اليسار»

ومن المتوقع أن يحتل حيزاً في المناظرة، الهجوم المتواصل لترامب على النائبات الاربع ألكسندريا اوكاسيو كورتيز وأيانا بريسلي ورشيدة طليب وإلهان عمر، اللواتي ينتمين الى التيار اليساري الراديكالي في الحزب الى جانب انهن ينتمين الى اقليات.

ودان مجلس النواب الذي يهيمين عليه الديمقراطيون هجوم ترامب ووصفوا بعض تصريحاته بالعنصرية. لكن ما قام به ترامب جاء بعد أزمة بين النائبات الاربع وزعيمة الغالبية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي.

ولم تخف وحدة الحزب بمواجهة عدائية ترامب، الأزمة التي يعيشها الديمقراطيون منذ مدة. ويقول المراقبون إن هناك انزلاقاً متسارعاً للحزب باتجاه اليسار، واعتماداً أكبر على الأقليات العرقية (السود أو الناطقين باللاتينية) أو الجندرية (على سبيل المثال المثليين) على حساب ناخبين أكثر وسطية يشكلون القاعدة العريضة للمجتمع الأميركي.

ويعتبر بادين الأكثر "وسطية" نسبياً بين المرشحين الديمقراطيين المحتملين، فوارن وهاريس محسوبتان على التيار التقدمي بالحزب، أما ساندرز فهو يكاد يكون خارج التصنيف بذهابه بعيداً باتجاه اقصى اليسار، وفق المعايير الأميركية.

شهادة مولر

لكن الأمر الذي قد يهيمن بالكامل على المناظرة قد يكون شهادة المحقق الخاص السابق روبرت مولر أمام لجنتي القضاء والمخابرات في مجلس النواب غداً الاربعاء.

وعبّر جيرولد نادلر الرئيس الديمقراطي للجنة القضائية في مجلس النواب عن ثقته بوجود "أدلة جوهرية" في التقرير الذي اعده مولر حول تدخل روسيا بالانتخابات الرئاسية في 2016، تثبت أن الرئيس ترامب ارتكب جرائم ومخالفات كبرى، وقال أمس الأول إنه ينوي أن يطلب من مولر، تقديم هذه الحقائق خلال شهادته.

وبرأ تقرير مولر ترامب من التآمر مع روسيا، لكنه رفض التوصل الى نتيجة بشأن ما إذا كان الرئيس قد عرقل العدالة.

ويريد الديمقراطيون الاستعانة بمولر لاطلاق اجراءات عزل ترامب الذي نجا الاسبوع الماضي من تصويت في مجلس النواب حول هذا الأمر.

ولا يزال ديمقراطيون كبار بينهم بيلوسي يعارضون اجراءات العزل، وبعضهم يعتقد أن خطوة كهذه قد تفيد ترامب انتخابياً. في المقابل، قال النائب الجمهوري، مات غيتز، عضو اللجنة القضائية بمجلس النواب إن شهادة مولر ستكون بمثابة "هدية سياسية" إلى الرئيس.

وفي كل الأحوال، فإن الديمقراطيين على موعد مع اسبوع حافل قد يكون له تداعيات سياسية كبيرة على انتخابات 2020 التي تصفها بعض النخب الأميركية بـ"المصيرية".

back to top