سدانيات: أفخاذ عارية!

نشر في 19-07-2019
آخر تحديث 19-07-2019 | 00:07
 محمد السداني وجهه الأشقر وعلامات التعب التي اعتلت وجهه لم تخف أبدا قيمة العمل الذي يقوم به لإصلاح الشارع الذي أمر به يوميا للذهاب إلى مقر عملي، هذا الشاب الإنكليزي الذي لو ارتدى بدلة لظننته «توني بلير» أو أحد الفرسان الخمسة الذين حرروا المعبد، لا أعرف لماذا تذكرت وأنا أشاهد هذا المشهد اليومي صراعات أبناء وطني في دواوينهم الفخمة التي لولا النفط لما كانت على هذا الشكل، تذكرت صراع بناة الكويت القديمة التي صدع القوم رؤوسنا بأنهم من بنوها، ولكنك لو سحبت أحدهم من يده وقلت له قم بما يقوم به هذا الإنكليزي لرفض رفضا قاطعا، وكأنك تريد أن تخرجه من النور إلى الظلمات!

لا يلام هذا المترف الذي لم ير قيمة للحياة إلا فيما يملك، والحق يقال لقد أفسده النفط وأفسدته الحكومة الرعوية التي قامت بكل الأدوار عن الشعب، حتى لم تترك له أي دور ليمارس كإنسان أو كمواطن! إن النفط عندما جاء نزع قيمة الأشياء المعنوية التي تحملها في طياتها، وخلق تصنيفا جديدا من القيم التي يجب أن يكون عليها «مواطن النفط الجديد»، فلا قيمة للعامل الذي يصلح الشوارع التي نسير عليها بأثمن السيارات، ولا قيمة لعامل النظافة الذي يحمي البلاد من كوارث لا تحمد عقاباها إذا غاب يوما أو يومين، ولا قيمة حتى للمعلم الذي يبني الشخصيات ويبني المجتمع لأنه ليس من وظائف النخب أو «الفشخرة» المجتمعية التي تتباهى بها الأمهات في جلسات الشاي مع جاراتهن وأخواتهن، ولا حتى رجل الأمن يحمل هذه القيمة إلا إذا اعتلت فوق أكتافه بعض نجمات لا ترمز لكفاءة بل ترمز لراتب ومكانة اجتماعية فقط!

إن انسلاخ المجتمع من المنظومة القيمية التي من المفترض أن يعطيها لكل عناصره فيتأثر بها وتؤثر فيه يمثل إشكالية كبرى في ديمومة هذا المجتمع واستمرار اعتماده على الآخرين في بناء وإصلاح وتطوير المجتمعات، وإن من يصرخ ليل نهار بسبب كثرة الوافدين وهو جزء من منظومة تشريعية يجب عليه أن يتوقف عن الصراخ، ويقود المجتمع لاحترام عناصره أيا كانت وظيفتهم؛ لأنَّ كل عامل أو عنصر من هذا المجتمع هو جزء من العجلة الكبرى التي يسير بها نحو الأمام، وكل سقوط لهذه الأجزاء يمثل تقهقرا وتراجعا للمجتمع بأسره.

خارج النص:

- أفخاذ عارية كان اسم وجبة الدجاج التي كنت بصدد طلبها من المطعم، لكني لا أعلم لماذا ترددت وشعرت أنني أرتكب جريمة شرعية بسبب المعنى المصاحب لهذا المسمى!

- الآن فقط استوعب «بعض» أعضاء مجلس الأمة أن التأمينات تتعامل بالربا! ومع كل هذا نحن نستحق هذه النوعيات التي تُمثل على الشعب ولا تُمثله.

- عندما سأل والد البنت التي سيتزوجها صديقي عن وظيفته، قال صديقي بكل ثقة: أنا معلم تاريخ، فرد والدها: الشغل مو عيب يا ابني!

back to top