«المستنسخات»... لجذب السياحة الأثرية إلى مصر

إتاحة القطع المقلدة بحرفية في الأسواق والمطارات بدلاً من المنتج الصيني

نشر في 15-07-2019
آخر تحديث 15-07-2019 | 00:03
جانب من معرض المستنسخات في متحف الفن الإسلامي
جانب من معرض المستنسخات في متحف الفن الإسلامي
لجأت وزارة الآثار المصرية أخيراً إلى فكرة جديدة لجذب السياحة إلى البلد الذي عانى سنوات ركود قطاع السياحة منذ ثورة يناير 2011، حيث تم إنتاج مستنسخات للقطع الأثرية المصرية المهمة، تشمل العصور الفرعونية والإسلامية والقبطية، وسيتم عرضها وبيعها في أماكن مميزة لتعريف السائحين بهذه الآثار والتاريخ المصري.
في ظل تراجع الإقبال على شراء القطع المستنسخة للآثار المصرية والمصنوعة في الصين، وفي محاولة لتنشيط السياحة الأثرية في مصر، كشف المدير التنفيذي لوحدة إنتاج النماذج الأثرية بوزارة الآثار، عمرو الطيبي، عن برتوكول تعاون بين وزارتي الآثار والطيران، لتخصيص مكان داخل الأسواق الحرة في عدد من المطارات، لعرض وبيع المستنسخات الأثرية، المصنوعة كنماذج مقلدة بدقّة وحرفية عالية، بدلاً من المنتجات الصينية التي لم يعد هنالك إقبال عليها خلال السنوات الأخيرة.

وأوضح الطيبي، في تصريحات له، أنه سيتم لأول مرة وضع قطع من المستنسخات الأثرية من قبل وزارة الآثار في مطارات القاهرة وشرم الشيخ والأقصر وأسوان، حيث كانت وزارة الطيران تتعاقد مع تُجَّار لعرض النماذج الأثرية، لافتاً إلى أن النماذج الأثرية التي يتم تنفيذها من قبل وحدة النماذج ستكون أكثر جودة وتوثيقاً من القطع التي يصممها التجَّار، حيث يوجد بالوحدة التابعة لوزارة الآثار متخصصون على أعلى مستوى من الحرفية لتصنيع المستنسخات، ومن أهم المستنسخات التي سيتم عرضها وبيعها بمنافذ الأسواق الحرة هي مستنسخات لمجموعة الملك توت عنخ آمون، وغيرها، مثل الكاتب المصري ومجموعة من الحلي والخزف الإسلامي وتماثيل ولوحات وأيقونات قبطية.

وتعد وحدة النماذج الأثرية خطة تطوير شاملة لآليات العمل، بما يضمن الاستفادة القصوى من الكفاءات الفنية الموجودة حالياً وتطوير خطوط الإنتاج في الوحدة من خلال الميكنة، لمواكبة متطلبات السوق المحلية والعالمية، وتلبية لحجم الإقبال المتزايد على شراء نماذج الآثار المصرية.

وتستهدف الوحدة تأسيس صناعة واعدة وفقاً لمواصفات وضوابط علمية وفنية سليمة، تسهم بشكل فعَّال في حماية حقوق الملكية الفكرية، وتحقق المردود الاقتصادي اللائق من استثمار الميراث الثقافي والحضاري المصري.

خطوة أولى

من جانبه، فإن رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، أحمد عادل، الذي شهد توقيع البروتوكول، قال إنه سيتم عرض وبيع مستنسخات أثرية للقطع التاريخية المهمة في منافذ الأسواق الحرة بالمطارات المصرية، واصفاً البروتوكول بأنه يُعد خطوة أولى في طريق تعاون مرتقب مع وزارة الآثار.

في السياق، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري: "من المتوقع أن تنتهي وزارة الآثار من إنشاء مصنعها الخاص بالمستنسخات خلال أكتوبر المقبل، وسيقدم للسوق نماذج لأهم القطع المطلوبة محلياً وعالمياً، خاصة في ظل تراجع الطلب على المنتج الصيني، وسيقدم المصنع إنتاجه في منافذ الأسواق الحرة بنوعين، منتج فني يدوي وآخر مُصنَّع آلياً، بحيث تستطيع كافة شرائح الجمهور شراء المستنسخات". يذكر أن وزارة الآثار نظمت معارض خلال السنوات الماضية لبيع المستنسخات، من إنتاج وحدة النماذج الأثرية ومركز إحياء الفن، التابعين للوزارة، وأهم هذه المعارض أقيم عام 2016، وفي فبراير 2018، عرض متحف الفن الإسلامي في القاهرة مجموعة من المستنسخات الأثرية لبعض القطع الموجودة به، وعدداً من الصور لمقتنياته في محطة الأوبرا بمترو الأنفاق، ولاقى هذات المعرضان إقبالاً كبيراً.

السماح بتصوير القطع الأثرية بالهواتف المحمولة

على درب الدعاية الترويجية للحضارة المصرية سار المتحف المصري أيضاً، حيث قالت المديرة العامة للمتحف المصرى الواقع في ميدان التحرير (وسط القاهرة)، صباح عبدالرازق، إن مجلس إدارة الآثار قرر السماح بالتصوير في المواقع والمتاحف الأثرية، مؤكدة أن هذا القرار من شأنه أن يعمل على زيادة الدعاية للقطع الأثرية والحضارة المصرية القديمة.

وأوضحت عبدالرازق أن زائر المتحف سيكون بمقدوره التقاط الصور التذكارية بجانب القطع الأثرية المعروضة، وفي ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، سيقوم الزائرون الذي التقطوا هذه الصور بنشرها على تلك المواقع، مما يساعد بدوره في الترويج للقطع الأثرية المعروضة في المتحف. وعلمت "الجريدة" من مصادر لها في المتحف المصري أن التصوير بكاميرا الهواتف المحمولة سيسمح به مع بداية أغسطس المقبل، لكن من دون استخدام الوميض (الفلاش)، كما سيتم حظر التصوير داخل بعض القاعات، مثل قاعة المومياوات وتوت عنخ آمون.

يشار إلى أن مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار قرَّر خلال جلسة عقدها قبل أيام الموافقة على التصوير المجاني بالهواتف المحمولة للزائرين داخل المتاحف والمناطق الأثرية، في جميع أنحاء مصر، بداية من مطلع الشهر المقبل، وهو القرار الذي قال وزيري، إنه يأتي في إطار حرص وزارة الآثار على الترويج للآثار والحضارة المصرية، وكذلك تنشيطاً للسياحية.

back to top