يا رب

نشر في 12-07-2019
آخر تحديث 12-07-2019 | 00:00
 فواز يعقوب الكندري ربّي كُن معي عوناً وثبّت عقلي، فإنّي أكاد أفقده وسط ما يدور حولي من استغفال الجماعات الدّينيّة وورموزها للعامّة، متمتّعين بحصانة قدسيّة هذا الدّين التي جعلت المجتمع يلجأ إلى هؤلاء البلطجيّة الذين يتوسّدون هموم النّاس ويتغطّون بأحلامهم.

إلٰهي، أنا على يقين كامل أنّ رسالة نبيّك حملت العدل قبل أن تحمل السّوط، وأنّ عظمة رحمتك قدّمت الثّواب على العقاب، إلّا أنّ معظم اللّحى التي تتصدّر مجتمعاتنا اليوم أبت إلّا أن تركن للدّنيا، وتقدّم شهرتها ونفوذها ومصالحها باسم "الله" على مصالح النّاس وحقوقهم.

ملاذي، إنّهم يجمعون آهات الشّعوب ويحوّلونها إلى سيمفونيّة رقيقة يترنّم بها الظّالمون، ويبنون من آلام مجتمعاتهم جسر عبور يأخذهم إلى أروقة القصور، فيتزلّفون دون أدنى شعور، تناسوا قولك: "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ".

مولاي، إنصافاً وعدلاً، وإحقاقاً لما هو حق، هناك من سخّر منهم حياته لك، دفاعاً عن المظلومين، جامعاً الأموال للمحتاجين، عبروا دولاً وواجهوا ألماً وعانوا أسراً حتّى يقيموا عدلك، إلّا أنّ جبروت الظّلم والأغلال والزّنازين تهدّدهم، فتاه النّاس في بحرٍ إن لجؤوا فيه إلى شاطئ القانون وجدوا ميزانه مائلاً، وإن أبحروا إلى شاطئ الشّرع وجدوا "فتوى" حاكها أحدهم بفن، ومسخّرة ضدّهم، فارتضى بعضهم الميزان المائل، وآخرون استجابوا للمفتي، والبقيّة قرّروا الإبحار، فإمّا الغرق أو عفوك ورحمتك.

back to top