د. سليمان الشطي – ثانيةً - والأدب!

نشر في 02-07-2019
آخر تحديث 02-07-2019 | 00:19
 د.نجم عبدالكريم • باعتبارك معاصرا للحركة الأدبية فما تقييمك لها في الوقت الراهن ؟

- الحركة الأدبية هي أيضاً عزف منفرد، وليست حركة متفاعلة تثير حالة نقاش حيوية تلفت نظر المجتمع وتحثه على التفكير ومن ثم التغيير. لا أحب العودة للمقارنة بما مضى، ولكن انتقاء مراحل سابقة نشطت فيها الحركة الأدبية والنظر إلى تميزها قد يساعد على الفهم. خذ مثلاً الثلث الأول من القرن العشرين حين نشط الحس الوطني فانتفضت الثقافة متحدية الجمود والسكون. لقد كتب طه حسين كتاب الشعر الجاهلي فأثار معركة أثمرت مباشرةً عدداً من الكتب الرفيعة وعشرات المقالات وكانت قضية عامة يعيشها الجمهور ويشارك فيها، هذه هي نموذج الحيوية التي أقصدها وعندي غيرها كثير.

• هل هذا يعني أن الحركة الأدبية في الكويت غير متفاعلة مع متطلبات المجتمع الكويتي؟

- ليس القضية فقط أنها غير متفاعلة، لكنها غير مُحس بها، لقد خرجت الثقافة الأدبية من دائرة اهتمام أفراد المجتمع، كان الأدباء نجوماً يُهتدى بهم فأصبحوا الآن على الهامش، هامش يكشفه حجم اهتمام الصحافة بالثقافة. عموماً فهي تكاد تكون متلاشية، والصحافة مرآة تعكس واقع الاهتمام فعندما تقلص المساحة الثقافية بل تلغيها فلأنها أدركت أنها بضاعة كاسدة غير مطلوبة. إذا قلنا لماذا؟ فهذا سؤال يفتح بوابة واسعة من التفسير والتحليل.

• مادمت قد وضعت الكرة في ملعبي... أنا أطرح عليك السؤال... فعلاً لماذا؟

- لأن المثقف الأديب كان يقوم بدور النجوم الهادية للمجتمع، وكل مجتمع سليم البنية والتوجه تكون حركة الفكر هي بوصلة القيادة فيه، فإذا انفكت العلاقة بين الاثنين يحدث ما نلاحظه من انحسار، والسبب يعود إلى المثقفين أنفسهم لأن اهتماماتهم ونشاطهم أصبحا خارج الاهتمام أو الحاجة، ولم تعد توجهات خيالهم تلبي الطموح أو تشحذ الهمم أو ترسم العالم الذي يحلم به، ولم يعد ما يقدمونه يكشف الواقع ويعريه، لقد خلق الأدباء عندما قاموا بدورهم حالة من رغبة التغيير. لم تكن رواية كوخ العم توم قصة تسلي، ولكنها شعلة أضاءت الطريق، وألهبت ناراً أحرقت الصمت والسلبية.

• هنا على من نضع اللوم... على الأديب أم على المجتمع؟

- على الأديب حتماً.

• دكتور كيف تعلل هذا الخمول الذي دب في أوصال الحالة الأدبية، وأدى الى ضآلة المعطى الأدبي في الكويت؟

- أرجو ألا تنسى أنني لا أقلل من قيمة المنتج الأدبي، ولكنني أفتقد حضوره المؤثر في المجتمع، لقد تم التخلي أو حدث تراجع في هذا الحضور، المثقفون هم شموع الطريق وكلمة مسموعة مؤثرة رائدة لم تعد كما كانت. هذا الذي أفتقده وهذا ما يجب أن نبحث عن سببه... وما مسؤولية الأدباء في هذا؟... ما الذي فقدوه أو لم يعودوا يقدمونه للمجتمع فابتعد عنهم أو أنزلهم من رتبتهم العالية إلى الحال الذي هم عليه؟

• شكراً دكتور.

- عفواً.

back to top