جهود الكويت الإنسانية تتواصل على الصعيدين الدبلوماسي والميداني

نشر في 29-06-2019 | 12:28
آخر تحديث 29-06-2019 | 12:28
جانب من عمليات القسطرة التي أجراها الفريق الطبي الكويتي للاجئين السوريين
جانب من عمليات القسطرة التي أجراها الفريق الطبي الكويتي للاجئين السوريين
بخطى ثابتة واصلت الكويت اتباع نهجها الإنساني على الصعيدين الدبلوماسي والميداني في مسعى لمد يد العون للمحتاجين والمعوزين في مختلف المجتمعات ودعمهم والتخفيف عن كاهلهم.

وعلى الصعيد السياسي ناشدت الكويت المجتمع الدولي لمواصلة دعم وكالة الامم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «اونروا» مادياً لضمان استمرار خدماتها التي تقدمها إلى أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني إلى أن يتم التوصل لحل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية.

جاء ذلك في كلمة ألقاها نائب المندوب الدائم لوفد الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة المستشار بدر المنيخ في اجتماع لجنة الجمعية العامة لإعلان التبرعات لوكالة (اونروا).

وقال المنيخ أن الأونروا تعمل منذ تأسيسها بموجب القرار رقم 302 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بعام 1949 وبكل نجاح ومهنية على تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين بالإضافة إلى تأهيلها للاجئين عبر برامجها التعليمية والصحية والرعاية الاجتماعية في جميع مناطق عملياتها الخمس.

وأكد موقف الكويت التاريخي والثابت تجاه دعم ونصرة القضايا الإنسانية وأحد أهم تلك القضايا الإنسانية هي دعم عمل وكالة الأونروا والعاملين فيها وهذا النهج الذي تتخذه دولة الكويت لطالما كان نهجاً ثابتاً وركيزة أساسية من ركائز سياستها الخارجية.

وأضاف المنيخ «حرصنا دوماً على دعم اعمال الوكالة وكامل برامجها من خلال تقديمنا لمساهمات طوعية لميزانية الوكالة العامة أو عن طريق الاستجابة للمناشدات التي تطلقها الوكالة وتجلى هذا الدعم العام الماضي بتقديم الكويت مبلغ 50 مليون دولار أمريكي للوكالة خلال الاجتماع الطارئ الذي عقد على هامش أعمال الاجتماعات رفيعة المستوى للجمعية العامة لدورتها الـ 73 في الـ 27 من سبتمبر الماضي وذلك استجابة للمناشدة العاجلة التي أطلقتها الوكالة».

وبين أن دعم الكويت ومساندتها للوكالة والعاملين فيها يأتي لايمانها التام بعدالة القضية الفلسطينية وحق اللاجئين الفلسطينيين بحصولهم على الرعاية الاجتماعية والتعليمية والصحية.

وأوضح المنيخ أن انعقاد اجتماع اليوم يتزامن مع مرحلة حرجة تعاني فيها وكالة الأونروا من نقص مالي حاد يعد الأكبر خلال العامين الماضي والجاري منذ تأسيسها ويتطلب علينا جميعاً كمجتمع دولي ان نتعامل مع هذا النقص المالي وفق مسؤولياتنا الإنسانية والاجتماعية وعبر استحداث آلية تمويل شاملة ودائمة وعادلة قبل أن تتكبد الوكالة آثار هذا النقص وتتعطل أنشطتها وبرامجها وتعجز عن تقديم الخدمات المنوطة بها لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة والمناطق التي تعمل بها في غزة والأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية.

ودعا في هذا السياق المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لضرورة مواصلة مساعيهم وجهودهم في الضغط على إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال لتنفيذ كافة قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة واحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان ورفع الحصار عن قطاع غزة وإلغاء كافة القيود التي تفرضها على تنقلات المواطنين والبضائع في الأراضي المحتلة.

وبين أن التوصل لحل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية يكون وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية التي تبنتها جميع الدول العربية في قمة بيروت في عام 2002 التي تقوم على انسحاب اسرائيل من جميع الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة إلى حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وتضمن معالجة جميع قضايا الوضع النهائي بما يفضي إلى نيل الشعب الفلسطيني كافة حقوقه السياسية المشروعة بما فيها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

العراق

وفي العراق، أشاد رئيس صندوق إعادة إعمار العراق الدكتور مصطفى الهيتي بدور الكويت في تنفيذ خطط إعادة الإعمار في بلاده مؤكداً أن الكويت بقيادة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كانت أول من قدم العون والدعم لها.

جاء ذلك في تصريح أدلى به الهيتي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) على هامش مشاركته في مؤتمر ومعرض اربيل الدولي للإعمار والكهرباء والطاقة.

وقال الهيتي أنه خلال زيارة لرئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي للكويت واجتماعه فيها إلى سمو أمير البلاد كان من المقرر عقد مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق في مارس 2017 «إلا أن بعد نظر سموه حفظه الله ورعاه ورغبته في أن يكون المؤتمر بالمستوى المطلوب ويحقق أهدافه ولغرض زرع الثقة لدى الدول المانحة كان لابد أولاً تقييم الخسائر والأضرار من قبل شركة عالمية محايدة».

وأضاف أنه توجه إلى الكويت وعقد اجتماعاً مع مسؤولي الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية حيث أبدى الجانب الكويتي استعداده لتقديم ثلاثة ملايين دولار لاستقدام مكاتب عالمية لهذا الغرض كما تدخل البنك الدولي مبدياً استعداده للتعاون وأجريت الدراسة المطلوبة بالتنسيق مع وزارة التخطيط العراقية.

وأوضح أن تحليلات الدراسة ونتائجها أظهرت أن حجم الأضرار والخسائر نتيجة العمليات العسكرية في المناطق المحررة في العراق بلغت 88 مليار دولار، مشيراً إلى أن التدمير والأضرار تركزا في ثلاثة قطاعات رئيسة هي القطاع الانتاجي والصحة والتربية والتعليم في حين كانت المناطق الأكثر تضرراً هي محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين وديالى إلى جانب جزء من بابل وحزام بغداد.

وأشار الهيتي إلى أن «الأشقاء في الكويت وعلى رأسهم سمو الأمير» أبدوا كامل استعدادهم لمد يد العون والمساعدة للدولة الجارة وتم عقد مؤتمر الكويت الدولي لاعادة إعمار العراق في الكويت في فبراير 2018 الذي جذب حوالي 73 دولة و2500 شركة وأبدت دول عديدة خلاله التزامها بتقديم قروض استثمارية للعراق بحدود 30 مليار دولار.

وقدمت الكويت 100 مليون دولار كمنحة للقطاع الصحي في العراق، موضحاً بأن 15 مليون دولار منها قد تم وضع الخطط اللازمة لتغطيتها للمشاريع المقترحة والمنفذة وأن الصندوق في صدد عملية التحليل النهائية لمبلغ الـ 85 مليون دولار المتبقية وسيتم بعد أسبوع إعلانها للقطاع الصحي حيث سيخصص قسم منها للتجهيز وآخر لإعادة الاعمار في المناطق المتضررة.

وأشار الهيتي إلى أنه كان قبل شهر في زيارة للكويت التقى خلالها سمو أمير البلاد «الذي أبدى اهتمامه الشخصي وتأكيده على ضرورة تفعيل نتائج مؤتمر إعادة الإعمار».

وذكر أن العراق حصل على قرض من ألمانيا بقيمة 500 مليون يورو (568.4 مليون دولار) إلى جانب خمسة ملايين دولار منحة من «الصندوق السعودي للتنمية» وأنه تمكن من تأمين 400 مليون دولار في صورة قرض إضافي من الولايات المتحدة.

بدوره أكد القنصل العام للكويت في اربيل الدكتور عمر الكندري في تصريح مماثل لـ (كونا) وقوف الكويت حكومة وشعباً مع «الاخوة الأشقاء في العراق» سواء في إقليم كردستان العراق أو بقية المحافظات العراقية للخروج من الأزمة التي مروا بها.

وأكد الكندري حرص سمو أمير البلاد على استقرار العراق وإعادة بنائه «لأن استقراره وقوته هما قوة للمنطقة كلها» إلى جانب حرص سموه على تفعيل التعاون المشترك بين البلدين وتفعيل مقررات مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق.

وشدد على ضرورة اسهام أصحاب الشركات والمقاولين في التعاون بشكل أكبر مع الجهات المعنية خاصة صندوق الاعمار للاستفادة من المشاريع المقدمة وتنفيذ أكبر قدر ممكن منها.

وأعرب الكندري عن أمله أن يكون لصندوق اعادة إعمار العراق فرع في إقليم كردستان العراق لقربه من المناطق المتضررة خاصة في محافظتي نينوى وكركوك مبدياً الاستعداد الكامل للقنصلية الكويتية في اربيل للتعاون وتذليل أي صعوبة تواجه أصحاب الشركات والمقاولين في هذا المجال.

كما عبر عن أمله أن يأخذ العراق دوره الحقيقي والريادي في المنطقة العربية وأن يكون هناك انفتاح تجاري بين العراق ودول الجوار وخاصة في الكويت وأن يكون هناك اسهام للشركات الكويتية في العراق في إعمار المناطق المتضررة في جميع القطاعات.

يذكر أن فعاليات مؤتمر ومعرض اربيل الدولي للإعمار والكهرباء والطاقة انطلقت بمشاركة اأكثر من 100 شركة متخصصة في مجال الانشاءات من خمس دول هي العراق والكويت وتركيا واذربيجان وايران.

جيبوتي

وعلى الصعيد الميداني، افتتحت جمعية الرحمة العالمية مستشفى لجراحات القلب والمخ والأعصاب في جيبوتي وذلك برعاية وحضور رئيس جيبوتي عمر جيله.

وقالت الجمعية في بيان إن مراسم الافتتاح حضرها أيضاً رئيس الوزراء الجيبوتي عبد القادر محمد ووزير الصحة الجيبوتي محمد ديريه وسفير الكويت يوسف القبندي ووفد من الكويت مكون من أمين صندوق جمعية الرحمة العالمية الدكتور رشيد العميري واستشاري جراحة الأعصاب عباس رمضان ومشرف عام أول قطاع أفريقيا ورئيس مكتب شرق أفريقيا خالد العثمان.

وأشاد وزير الصحة الجيبوتي في كلمته الافتتاحية بافتتاح مركز متخصص لجراحة القلب وجراحة الأعصاب ووحدة قسطرة القلب متوجهاً بالشكر إلى جمعية الرحمة العالمية والجهات المانحة السخية لدعمها وجعل هذا المشروع حقيقة واقعة.

وأثنى على الخدمات الجديدة التي تقدمها مستشفى جراحات القلب والمخ والأعصاب بالإضافة إلى تلك التي تقدمها المستشفيات العامة والخاصة والتي ستساهم بلا شك في الحد من أمراض القلب والأوعية الدموية في جيبوتي.

وأشاد في الوقت ذاته بما وصلت إليه إدارة مجمع الرحمة العالمية في جيبوتي من تلبية احتياجات الأيتام من العيادات الطبية والقيام بإنشاء مستشفى يحتوي على أحدث التقنيات في جراحة القلب والمخ والأعصاب.

وأعرب عن الأمل بأن ترفع هذه الكيانات الجديدة أعلى معايير الرعاية الجيدة التي يقدمها المتخصصون المعترف بهم لخبرتهم في هذا المجال.

وقال «نواجه طلباً متزايداً على الرعاية الصحية في ظل وجود تكنولوجيات باهظة الثمن بشكل متزايد واحتياجات تمويل متزايدة لذا فإن مثل هذه المشروعات تكون حليفة لنا لمساعدتنا في تحقيق أهدافنا الاستراتيجية في الصحة العامة».

وتمنى أن تشارك مستشفى الرحمة بشكل أكبر في تنفيذ برامج الصحة العامة للوقاية من الأمراض المعدية وغير المعدية أو اكتشافها أو إدارتها قائلاً «نحن مقتنعون بأن هذه هي الفرص الحقيقية لتسريع تحديث نظامنا الصحي».

ومن جانبه، قال السفير القبندي «نجتمع في هذا اليوم المبارك لنسجل فيه بمداد من نور على صفحات مشرقة تلك الإنجازات التي ستشكل نقلة نوعية في مسيرة جمهورية جيبوتي الشقيقة على مستوى الرعاية الصحية».

وأشاد القبندي بافتتاح مركز جراحات القلب والمخ والأعصاب في مستشفى الرحمة «ما يمثل لبنة جديدة تضاف إلى سلسلة بناء هذا الكيان الكبير».

وتابع «أود التأكيد على أن الكويت ومنذ فجر الاستقلال تسعى للقيام بدور تنموي تجاه الدول والشعوب الشقيقة والصديقة وهذا النشاط الكويتي الإنساني يأتي على المستويين الرسمي والشعبي ويحظى باحترام وتقدير العالم أجمع مما أهل الكويت ونظراً لما تقوم به من أعمال جليلة أن تتوج من قبل الأمم المتحدة لتصبح مركزاً انسانياً عالمياً وأن تمنح أمير البلاد حفظه الله ورعاه لقب قائد للعمل الإنساني».

وأكد القبندي على العلاقات المتميزة التي تربط الكويت وجيبوتي قائلاً أنها علاقات تجذرت وتنامت على مدى السنين وقد شهدت تطوراً هاماً ولافتاً في كافة الجوانب بفضل وحرص القيادتين الحكيمتين في كلا البلدين وتوجيهاتهما بالدفع نحو علاقات ذات آفاق أرحب وكذلك حرصهما على توطيد تلك العلاقات من خلال مشاريع تنموية مشتركة في إطار الرؤية الطموحة للرئيس عمر جيله 2035.

وأضاف «نؤكد على استمرار الكويت بالوقوف إلى جانب أشقائنا في جيبوتي داعمين للمسيرة المباركة وتحقيقا للتقدم والازدهار لجيبوتي بقيادة الرئيس عمر جيله».

ومن جانبه، أعرب أمين صندوق جمعية الرحمة العالمية الدكتور رشيد العميري عن سعادته بحضور افتتاح مركز جراحات القلب والمخ والأعصاب، مشيراً إلى أنه يأتي استكمالاً للمنظومة الصحية لمستشفى الرحمة العالمية ما يؤكد على عمق التعاون بين جمعية الرحمة العالمية والحكومة الجيبوتية.

وأكد العميري أن جمعية الرحمة العالمية سفينة خير كويتية أبحرت منذ أكثر من 36 عاماً في دروب الخير ووصلت إلى شواطئ 45 دولة حول العالم من خلال الشراكة والتعاون مع الحكومات والمنظمات والجمعيات المحلية في كل من آسيا وأفريقيا وأوروبا نشرت مشاريع الخير والعون الإنساني قائلاً «أن افتتاح هذا الصرح الصحي ما هو إلا جزء من هذه المسيرة الطيبة».

وشدد على أن جمعية الرحمة العالمية تؤكد على دورها ورسالتها في بناء الإنسان بالتعاون مع الحكومة الجيبوتية التي عملت على توفير كافة الإمكانيات والتسهيلات إلى الرحمة العالمية.

وأكد أن الشراكة الاستراتيجية بين الرحمة العالمية وحكومة جيبوتي ساهمت في إنجاز العديد من المشروعات التنموية الكبرى.

كينيا

وفي كينيا احتفلت جمعية العون المباشر بتخريج 654 طالباً وطالبة من جامعة الأمة في كينيا بعد حصولهم على شهادات عليا في 12 درجة علمية مختلفة.

وقالت الجمعية في بيان إن مراسم الحفل جرت بحضور ممثل سفارة الكويت حمد العيدان ومسؤولين حكوميين ورؤساء جامعات وأعضاء من السلك الدبلوماسي.

وقال رئيس مجلس إدارة جمعية العون المباشر ورئيس مجلس أمناء جامعة الأمة الدكتور عبدالرحمن المحيلان في كلمة خلال افتتاح الحفل «إنه لشرف عظيم حقاً أن أرى 654 شاباً على استعداد لاستقبال العالم وتقديم حلول للمشاكل المجتمعية أعدوا بشكل جيد وهم بلا شك جاهزين للانطلاق لسوق العمل».

وأضاف «حققت جامعة الأمة الكثير من الإنجازات فالجامعة في طريقها لاعتماد الميثاق الخاص بها واستكمال البنية التحتية للمرحلة الثانية وخطة تعليمية جديدة سليمة تركز على قابلية التوظيف واحتياجات السوق كعوامل حاسمة رئيسية».

وأشار إلى أن جمعية العون المباشر ستظل داعمة لجامعة الأمة كجزء من طيف المساعدات المباشرة لدعم التعليم في أفريقيا موضحاً أنها تحرص على تطوير التعليم الابتدائي والثانوي في 31 بلداً أفريقياً.

فيما يتعلق بالمساعدة المباشرة للتعليم الجامعي قال إن الجمعية ترعى أربع جامعات بينها جامعة سيماد في مقديشو بالصومال وجامعة عبدالرحمن السميط في زنجبار وجامعة موروجورو في تنزانيا وجامعة الأمة في كينيا.

وأكد أنه من المقرر أن تطلق هذه الجامعات مشروعاً أكاديمياً فريداً تحت اسم «اتحاد الجامعات» برعاية العون المباشر بهدف تعزيز تبادل المعرفة والخبرات.

back to top