آمال : هم لا نحن... واسألوا أم كلثوم!

نشر في 27-06-2019
آخر تحديث 27-06-2019 | 00:20
 محمد الوشيحي "العرب والإسرائيليون يجتمعون في المنامة بخصوص قضية فلسطين، "العرب وإسرائيل في الطريق إلى إنهاء العداء"، "العرب يستضيفون الإسرائيليين في تطوّر مثير"... وغير هذه من المانشيتات تنتشر في وسائل الإعلام العالمية.

مَن هم العرب الذين اجتمعوا في المنامة؟ هل هي الشعوب العربية؟ الإجابة: لا طبعاً. بعض الحكومات العربية. طيب، هل هذه الحكومات منتخبة وتمثّل شعوبها؟ الإجابة: لا أكبر من الـ "لا" الأولى.

فيا أيها السادة الإعلاميون، في مشارق الأرض ومغاربها، وظاهرها وباطنها، هذه الحكومات لا دخل للشعوب في اختيار أعضائها، ولا حتى لها الحق في الاقتراب من مبانيها، فمن أين جئتم بكلمة "العرب" الشاملة للشعوب والحكومات؟

يا أيها السادة الإعلاميون في هذا الكوكب وبقية الكواكب، نحن الشعوب، أو بعضنا، لو اعترضنا على ما تفعله بعض حكوماتنا لوجدنا أنفسنا إرهابيين ننتمي إلى الخمير الحمر و"داعش"، ولاتُّهمنا بكل ما في كتب القانون من تُهم، بدءاً من القيادة تحت تأثير الخمور والمخدرات، وليس انتهاء بضرب الاقتصاد الوطني والتعاون مع المنظمات الدولية للتجسس.

أيها الإعلاميون والإعلاميات، اقتربوا قليلاً لأهمس لكم: المشكلة في أغلب بلداننا العربية ليست فقط في أن الحكومات لا تمثّل شعوبها، بل حتى الإعلام لا يمثّل الشعوب. لا شيء يمثل الشعوب هنا. كل شيء يمثّل السلطات. لذا، وكما غنّت أم كلثوم: "تحسبوه إزاي عليّا"؟... هذا مؤتمرهم لا مؤتمرنا.

على أنني من بلد لم يخضع لتهديدات كوشنر وعمّه ترامب، ولم يقبل بالمشاركة في مؤتمر كوشنر ولا فخر.

عفواً أيها الإعلاميات والإعلاميون، بقيت نقطة صغيرة، إن كانت تهمّكم؛ أصحاب القضية لم يحضروا هذا المؤتمر، والحاضرون لا يملكون وكالة عنهم ولا عن الشعب الفلسطيني. فراجعوا مانشيتاتكم، يرحمنا ويرحمكم الله.

back to top