الشكوك تحاصر «ورشة المنامة» رغم الحضور العربي

• «السلطة»: المبادرة ولدت ميتة
• كوشنير: التسوية لن تكون على أساس «المبادرة العربية»

نشر في 26-06-2019
آخر تحديث 26-06-2019 | 00:04
استضافت المنامة، أمس، اليوم الأول من "ورشة السلام من أجل الازدهار" التي تعد الشق الاقتصادي لما يسمى "صفقة القرن". ووسط غياب الطرفين المعنيين أي الفلسطينيين والإسرائيليين كان الحضور العربي متوسطاً، في حين بدا أن الشكوك التي تحيط بالورشة سببها الغموض الذي يظلل جزءها السياسي، الذي ينتظر الجميع تفاصيله للبناء عليه.
رغم غياب الطرفين المعنيين، أي الفلسطينيين والإسرائيليين، أطلقت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس في العاصمة البحرينية المنامة، الجزء الاقتصادي من خطتها للسلام في الشرق الأوسط تحت اسم "من السلام إلى الازدهار".

وافتتحت "ورشة المنامة" أعمالها مساء، في فندق فخم بالعاصمة البحرينية، على أن تستمر حتى اليوم وسط شكوك كبيرة تحيط بها، وبمدى نجاحها، خصوصاً في ظل الغموض الذي يحيط الجانب السياسي، الذي تأجل الاعلان عنه مرة جديدة بسبب التطورات السياسية في اسرائيل التي أدت إلى انتخابات مبكرة في سبتمبر.

وترأس أعمال المؤتمر مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنير. ورغم مقاطعة المسؤولين الفلسطينيين للمؤتمر، أكّدت كل من السعودية والإمارات ومصر والأردن والمغرب مشاركتها.

وأعلنت السعودية، أمس، أن وزير المال محمد بن عبدالله الجدعان، ووزير الدولة محمد آل الشيخ، ومحافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان، شكلوا الوفد السعودي.

وشاركت مصر على مستوى وزير المالية والأردن على مستوى الأمين العام لوزارة المالية، بينما أوفد المغرب مسؤولا في وزارة الاقتصاد، والأمم المتحدة نائب منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط جيمي ماكغولدريك.

وبينما لم تؤكد الكويت والدوحة وسلطنة عمان مشاركتها، غابت إسرائيل على مستوى حكومي وحضر رجال أعمال وصحافيون إسرائيليون المنتدى، كما شارك رجال اعمال فلسطينيون.

وتُعدُّ الورشة، الشق الاقتصادي لما يسمى "صفقة القرن"، وهي مبادرة من جانب البيت الأبيض للسلام في الشرق الأوسط بقيادة كوشنير، والمبعوث الخاص جيسون غرينبلات.

وستكون هذه المرة الأولى التي يعرض فيها جزء من الخطة التي طال انتظارها، بشكل علني، علماً بأن الشق السياسي منها، والذي من المستبعد أن ينصّ على قيام دولة فلسطينية مستقلة، لن يكشف عنه قبل نوفمبر المقبل.

وتقترح الخطة جذب "استثمارات تتجاوز قيمتها 50 مليار دولار لمصلحة الفلسطينيين، وإيجاد مليون فرصة عمل لهم، ومضاعفة إجمالي ناتجهم المحلّي، على أن يمتد تنفيذها 10 أعوام"، حسب البيت الأبيض.

في غضون ذلك، قال كوشنير في إيجاز صحافي عبر الهاتف مع وسائل اعلام من المنطقة، إنه يعتقد أن "ورشة المنامة" ستنجح رغم مقاطعة السلطة الفلسطينية لها.

وقال: "أول شيء بدأنا به هو العمل على حل سياسي يمكن أن يكون بين الجانبيين، لكننا أدركنا بسرعة أنه من دون مستقبل اقتصادي، لا يوجد حل سياسي يمكن أن يصمد".

وأضاف: "الهدف من استضافة ورشة العمل هو مشاركة الخطط التي وضعناها مع بعض كبار المستثمرين وخبراء التنمية من دول العالم، ونأمل أن يأتوا ويكونوا قادرين على تزويدنا بمزيد من الأفكار حتى نتمكن من صقلها، ونأمل أن نتفق على الصعيد العالمي حول كيفية المضي الى الأمام".

وتابع: "أشدد على أنه لن يكون من الممكن تنفيذ أي من هذه الخطط من دون إبرام اتفاق سلام، وبالتالي فإن الفكرة الكاملة من وجود هذه الخطة الاقتصادية هو اظهار للناس ما الذي يمكن أن يحدث إذا حل السلام"، مضيفا: "الآن لكي تزدهر المناطق الفلسطينية، لابد أن يكون هناك وضع أمني مناسب للمستثمرين".

ورداً على سؤال حول غياب الفلسطينيين عن المؤتمر، قال كوشنير: "أنظر إلى الفلسطينيين واعتقد أنهم يفوتون فرصة للتفاعل مع ذلك. كما أعتقد أن هذه حزمة قوية جدا تم تجميعها معا. وأعتقد أن محاربتها بدلا من تبنيها خطأ استراتيجي".

وعما اذا كانت الخطة الاقتصادية "تغري" دولا مثل لبنان والاردن بتوطيين اللاجئين الفلسطينيين لإنهاء هذا الملف، أجاب: "سندخل في الجوانب السياسية عندما ندخل في الخطة السياسية، لكن لقد أصبح هذا الصراع قديماً تماماً ولدينا الكثير من هذه القضايا التي نناقشها منذ 25 سنة ولم نصل الى حل، ولذلك ما نحاول القيام به هو جعل الناس ينظرون بطريقة مختلفة قليلا، وأن نوفر إطاراً يحفز الجميع للسير الى المستقبل ".

ورداً على سؤال عما إذا كان حل الدولتين لا يزال قابلا للحياة، أوضح كوشنير أن "كل الأطراف التي تواصلت معها تتحدث عن المبادرة العربية التي كانت جهدا عظيماً، ولكنها لم توصل إلى السلام المنشود بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولو كان بالإمكان التوصل إلى حل بموجبها لكان ذلك قد تم منذ زمن بعيد، وعليه يجب علينا جميعاً أن نعترف أنه إذا تم التوصل إلى تسوية فلن يكون ذلك على أساس المبادرة العربية، بل سيكون في موقع ما بين المبادرة العربية والموقف الإسرائيلي".

مقاطعة فلسطينية

في المقابل، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة، في بيان، إن "الورشة ولدت ميتة"، معتبراً أن "هدفها هو التمهيد لإمارة في غزة وتوسيعها والتخطيط لفصلها عن الضفة الغربية، وتهويد القدس"، مؤكداً أن أي خطة لا تمر عبر الشرعية الفلسطينية مصيرها الفشل.

في الوقت ذاته عقّب أبوردينة على تصريحات كوشنير عن مبادرة السلام العربية، بالقول "إن مبادرة السلام العربية التي أقرتها القمم العربية والإسلامية وأصبحت جزءاَ من قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1515، خط أحمر، ولا يمكن لكوشنير أو غيره إعادة صياغة المبادرة نيابة عن القمم العربية والإسلامية".

وفي كلمة للصحافة الأجنبية، مساء أمس الأول، في رام الله، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن "الفلسطينيين ضد ما يجري في المنامة، وضد صفقة العصر"، مضيفا: "الأموال مهمة، والاقتصاد مهم، لكن الحل السياسي أهم، وعندما يتم حل سياسي على أساس الشرعية الدولية ورؤية الدولتين، وقتها نقول مرحبا بكل من يريد أن يساعدنا".

كلمات وجلسات حوارية

افتتحت ورشة المنامة، أمس، بكملة لجاريد كوشنير، كبير مستشاري الرئيس الأميركي وصهره. تبع ذلك جلسة حوارية شارك فيها رجل الأعمال الإمارتي مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة "إعمار" العقارية محمد العبار والرئيس والشريك المؤسس والمدير التنفيذي لشركة "بلاكستون" الأميركية ستيفين شورازمان.

ومن المقرر أن يشهد اليوم الثاني من المؤتمر اليوم، كلمة لوزير الدولة السعودي محمد آل الشيخ عضو مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ومديرة مؤسسة صندوق النقد الدولي كريتسن لاغارد.

وفي جلسة أخرى، سيتحدث حازم بن قاسم الرئيس التنفيذي المشارك لـ "انفستكورب بنك" البحريني، وسليم بورا رئيس شركة "سوما" التركية الضخمة للانشاءات. ومن بين المتحدثين في الجلسات جياني انفانتينو رئيس "الفيفا"، ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، ووزير المالية الأميركي ستيفن منوتشن، والمصرية ريم فوزي المديرة التنفيذية لمجموعة "ريمو تورز" و"تاكسي بينك"، ورئيس تحرير صحيفة "عرب نيوز" السعودية فيصل عباس.

صحافيون إسرائيليون... و«مشروب» لبناني

توجّه صحافيون إسرائيليون إلى البحرين، أمس الأول، بعد أن حصلوا على تصريح خاص لحضور "ورشة المنامة".

وزيارة الصحافيين الإسرائيليين للبحرين تعتبر سابقة، وتحظر أغلبية الدول العربية دخول الإسرائيليين، باستثناء من يملكون جوازا آخر.

وعلى "تويتر"، قال باراك رافيد مراسل "القناة 13" التلفزيونية الخاصة "أجوب العالم لتغطية أحداث منذ 13 عاما، لكن هذه الرحلة هي الأكثر إثارة". وفي تعليق على صورة على متن طائرة قال إنها متّجهة من الأردن إلى البحرين كتب رافيد، وهو صحافي إسرائيلي متخصص بالسكوبات "إنها المرة الأولى التي يُسمح فيها لصحافيين إسرائيليين بدخول البحرين".

ولاحقاً، نشر رافيد صورة له وهو يشرب جعة لبنانية في البحرين، وكتب تعليقا مرفقا يقول: "مع البيرة اللبنانية في البحرين. شرق أوسط جديد".

ولدى وصوله إلى المنامة، أطلق أرييل كاهانا، الصحافي في "إسرائيل هايوم" اليومية، تغريدة كتب فيها "مسار رحلة غير اعتيادي لصحافي إسرائيلي... أنا فخور بدخولي بجواز سفر إسرائيلي".

ودُعي إلى المؤتمر مراسلون دبلوماسيون من 6 وسائل إعلام هي: صحف "هآرتس"، و"جيروزالم بوست"، و"إسرائيل هايوم"، ومحطّتا التلفزة "القناة 12"، و"القناة 13"، والموقع الإلكتروني "ذا تايمز أوف إزراييل".

back to top