متى يحل السلام؟

نشر في 25-06-2019
آخر تحديث 25-06-2019 | 00:09
 يوسف عبدالله العنيزي منذ أكثر من ستين عاما لم تشهد منطقتنا الخليجية أو العربية الأمن والاستقرار، فقد دخلنا في حروب استمرت عقوداً من السنين، أكلت الأخضر واليابس، وسقط الآلاف بل الملايين من أبناء المنطقة بين قتيل وجريح ومعوق، وتم تدمير مدن وقرى، وتلاشت الحياة في بعض المناطق، وما زلنا حتى اليوم نعاني تبعات تلك الحروب التي غرست الكراهية والأحقاد في النفوس، واغتالت البسمة حتى من أطفالنا الذين غدوا ضحايا لحروب لا يعرفون أسبابها أو المتسببين فيها.

وهنا بودي أن أطرح تساؤلات أتمنى ألا تتجاوز الخطوط الحمراء لدى البعض:

ترى من المتسبب في هذه الصراعات وتلك الحروب؟ هل هي الشعوب والمواطن العادي الذي لا يملك من الأمر شيئا، أم هو الخاسر الأكبر؟ أم المتسبب في هذه الصراعات بعض القيادات التي سعت وتسعى إلى السيطرة والنفوذ وتجاوزت طموحاتها الحدود، فغدونا خير من يصنع الأعداء واختلط لدينا الصديق بالعدو، وغدت حياة الإنسان في آخر سلم الاهتمامات، وغدا تطور الوطن آخر أولويات تلك القيادات التي قامت بوضع استراتيجيات بعيدة المدى لإلهاء الشعوب وتجييش الإعلام، فعادت إلى الوجود عبارة "أعطوهم له"، وتم استبدال النوق الحمر بالأوراق الخضراء، فغدونا نرى بعض المحللين والخبراء الاستراتيجيين يدورون في عبارات غير مفهومة، وتكاد ترتد على الطرف الذي يرغب في الدفاع عنه؟

وهل المتسبب في هذه الحروب والصراعات هو تضارب مصالح القوى الكبرى، ورغبة في فرض السيطرة والنفوذ، وهذا يدفعنا للتساؤل: لماذا اقتصرت الحروب والصراعات على منطقتنا؟ أليس في العالم مناطق تتعارض فيها مصالح الدول، وربما تكون أكثر أهمية من منطقتنا؟

وفي اعتقادي أن الإجابة عن هذا التساؤل ليست صعبة، فمنطقتنا تزخر بوجود "جمر مستعر"، كل ما يحتاج إليه تحريك بعض الرماد لتلتهب حرائق تطول كل مناحي الحياة، فتحت ذلك الرماد تستعر فتن الطائفية والقبلية والمذهبية والأحزاب والجهل والمرض وغياب الوعي والتعصب الأعمى وأطماع لا نهاية لها... و... إلخ. إضافة إلى صنع أمجاد شخصية من خلال الصراعات والحروب بدل الأمن والسلام وبناء الأوطان والحرص على الإنسان والتعليم الراقي وتوفير الحياة الحرة الكريمة والمشاركة الفاعلة في بناء الأوطان، فمن غير المعقول ما نشهده من إقامة السجون والمعتقلات والتعذيب وأشكال غاية في الوحشية.

هل وصلنا إلى مرحلة أن يدفع الإنسان حياته لجريمة الكلام مهما كان، وأحيانا بدعم من بعض الدول التي تتصف بالديمقراطية وتحمل رايات حقوق الإنسان وهي التي تتبع سياسة "لا نرى، لا نسمع، لا نتكلم".

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top