موسكو تطمئن دمشق وطهران على «اجتماع القدس»

• شروط سورية للتطبيع مع أنقرة • كرّ وفرّ في حماة و130 قتيلاً

نشر في 21-06-2019
آخر تحديث 21-06-2019 | 00:05
سوريون يساعدون مسعفاً أصيب بغارة استهدفت سيارته في معرة النعمان أمس   (أ ف ب)
سوريون يساعدون مسعفاً أصيب بغارة استهدفت سيارته في معرة النعمان أمس (أ ف ب)
حاولت موسكو أن تطمئن نظام الرئيس بشار الأسد وإيران حول الاجتماع الأميركي الروسي الإسرائيلي حول سورية في القدس، مؤكدة دون إعطاء ضمانات أنها لن تساوم على حلفائها، بينما أعلنت دمشق شروطاً محددة لإعادة تطبيع العلاقات مع أنقرة.
استبق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقاء قادة الأجهزة الأمنية الروسية والأميركية والإسرائيلية في القدس الهادف لوضع خطوات عملية لتسوية الأزمة في سورية، وأرسل رسالة طمأنة إلى سورية وإيران، مؤكداً أنه لا يتاجر بمبادئه وحلفائه.

وقال بوتين، خلال رده على الخط المباشر على سؤال أحد مواطنيه حول احتمال الاتفاق مع واشنطن بسورية: «روسيا لا تتاجر بمبادئها وحلفائها»، مشدداً على ضرورة العمل على حل مسألة تشكيل اللجنة الدستورية السورية.

وفي حين استقبل الرئيس بشار الأسد مبعوث الكرملين ألكسندر لافرنتييف ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين لإطلاعه على آخر التطورات، أعلن أمين مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف، أنه سيأخذ بالاعتبار مصالح إيران في سورية وسيطرح وجهة نظرها على نظيريه الأميركية جون بولتون والإسرائيلي مئير بن شبات في اجتماعهم غير المسبوق بالقدس يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين.

وقال باتروشيف، عقب اختتام الاجتماع الدولي حول الأمن في مدينة أوفا، «إيران موجودة في سورية بدعوة من الحكومة وتشارك بنشاط في مكافحة الإرهاب. وبالتالي سنعمل في اجتماع القدس على مراعاة مصالحها. لأنهم استثمروا أموالاً كبيرة وحققوا بعض النجاح في هذا العمل».

وأضاف: «نواجه حقيقة أن مصالح الدول الثلاث تسير في اتجاهات مختلفة، ولذلك «فإن الجانب الروسي سيأخذ بعين الاعتبار مصالح إيران ولفت انتباه الإسرائيليين والجانب الأميركي لهذه المصالح». وشدد باتروشيف على أن «الموضوع الرئيسي المعين هو التسوية السورية. وبالطبع سنناقش مواضيع حول هذه العملية وأنا لا ألتزم بالتنبؤ بأي نتائج بعد»، مشيراً إلى أن اجتماع القدس يعقد بمبادرة من إسرائيل.

وأضاف: «نعتزم عقد اجتماعات ثنائية مع كل من الإسرائيليين وممثلي الولايات المتحدة وبالإضافة إلى ذلك سنعقد اجتماعات ثلاثية».

دمشق وأنقرة

بعد يوم من إعلانه عدم سعي دمشق إلى مواجهة عسكرية مع أنقرة في إدلب، حدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، جملة من الشروط على تركيا تنفيذها في حال أرادت استعادة العلاقات.

وقال المعلم لقناة «الميادين» أمس الأول «على تركيا سحب كامل قواتها وتطبيق اعترافها بوحدة أراضي سورية، متعهداً بضمان أمن الحدود كما حدث في «اتفاق أضنة»، مضيفاً: «أنا لم أضع شروطاً على تركيا، وإنما حددت الأسس التي يقوم عليها منطق العلاقة بين بلدين جارين».

ودعا المعلم تركيا إلى «وقف دعم وتدريب وتسليح المجموعات الإرهابية» في الشمال السوري، مشيراً إلى أن النظام جاهز لتطبيع العلاقات مع تركيا في حال التزمت بتلك المطالب.

ومع إرسال أنقرة دعماً عسكرياً يشمل قوات خاصة لتعزيز نقاط المراقبة التابعة لها في إدلب، قال المعلم، خلال لقاء مع نظيره الصيني وعضو مجلس الدولة وانغ يي في بكين، «نحن لا نتمنى ولا نسعى للمواجهة بين قواتنا المسلحة والجيش التركي من حيث المبدأ، نحن نقاتل الإرهاب في إدلب، وإدلب أرض سورية وجزء من أراضينا، ونحن نكافح هؤلاء الذين اعترف العالم بأسره أنهم منظمات إرهابية».

وأضاف المعلم: «السؤال هنا ماذا يفعل الأتراك في سورية؟ كما قلت تركيا تحتل أجزاء من الأراضي السورية وتوجد في مناطق هي أحق للجيش السوري أن يوجد فيها. هل توجد لحماية جبهة النصرة وتنظيم داعش وحركة تركستان الشرقية الإرهابية؟ هذا سؤال يجب أن يُطرح على الجانب التركي».

اتفاق محتمل

ووفق موقع «إسرائيل اليوم»، فإنّ التوترات مع طهران ترجح احتمالات إبرام موسكو اتفاقاً مع واشنطن وتل أبيب ينطوي على إخراجها من سورية مقابل رفع قسم، على الأقل، من العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة عليها وقبول الرئيس بشار الأسد.

وأوضح الموقع أنّ المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين يقولون إنّ رفض الروس بيع إيران منظومة S400 وموافقتهم الضمنية على ضربات إسرائيل تطال أهدافاً إيرانية ولحزب الله، يمكن أن تفسح المجال أمام الاتفاق المحتمل».

وعلى الأرض، شن الجيش السوري والمجموعات الموالية له هجوماً مضاداً صباح أمس على مواقع فصائل المعارضة بقيادة جبهة النصرة سابقاً في ريف حماة الشمالي أبرزها محاور قرى الجلمة وكفرهود والجديدة، بحسب قائد ميداني يقاتل مع القوات الحكومية.

وأكد الناطق باسم الجبهة الوطنية للمعارضة ناجي مصطفى سقوط عشرات القتلى والجرحى من عناصر القوات الحكومية في هجمات خاطفة على مواقعهم قرب قريتي كفرهود والجلمة، إضافة لمقتل مجموعتين بعد استهدافهما بقذائف مدفعية قرب قرية الجبين، كما استهدفت الفصائل طائرة حربية وأرغمتها على الهبوط.

وفي إطار المعارك الدائرة في المحافظة، التي يقطنها نحو ثلاثة ملايين شخص وتخضع منذ سبتمبر الماضي لاتفاق روسي-تركي ينص على إقامة منزوعة السلاح، أحصى المرصد السوري أمس مقتل 130 من الطرفين خلال 48 ساعة تحديداً على محوري الجبين وتل ملح، موزعين 89 من الفصائل مقابل 41 من قوات النظام والمسلحين الموالين.

وفي حين أفاد المرصد بأن غارات الطائرات السورية والروسية تسببت بمقتل 17 مدنياً على الأقل في ريف إدلب الجنوبي، أكد لاحقاً مقتل قتل 14 مدنياً بينهم مسعفان جراء غارات نفذتها قوات النظام لأمس على مناطق عدة في المحافظة أبرزها جبل الزاوية ومعرة النعمان.

إسرائيل تروج اتفاقاً محتملاً لإخراج إيران مقابل قبول الأسد
back to top