مرسي يوارى الثرى بمقبرة «مرشدي الإخوان» بحضور أسرته

• السلطات سمحت لنجله المحبوس بحضور الجنازة... والأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل
• إردوغان يؤدي صلاة الغائب وإيران تعزي وخلاف داخل البرلمان التونسي حول الترحم عليه

نشر في 19-06-2019
آخر تحديث 19-06-2019 | 00:03
مصريون وأتراك وعرب يحملون صور مرسي أمام السفارة المصرية في أنقرة أمس	(أ ف ب)
مصريون وأتراك وعرب يحملون صور مرسي أمام السفارة المصرية في أنقرة أمس (أ ف ب)
دفن الرئيس المصري السابق محمد مرسي، أمس، في جنازة صغيرة اقتصرت على أفراد أسرته، بينما جددت وفاته سجالات سياسية حول الأحداث التي عاشتها مصر قبل سنوات.
وسط إجراءات أمنية مشددة، ووري جثمان الرئيس المصري السابق محمد مرسي الثرى فجر أمس، في مقبرة خاصة بمرشدي جماعة الإخوان المسلمين في ضاحية مدينة نصر، شرق القاهرة.

وقال نجل مرسي، إن جثمان والده الذي توفي أمس الأول في أثناء محاكمته، دُفن في القاهرة «لرفض الجهات الأمنية دفنه بمقابر الأسرة بالشرقية».

وأكد رئيس فريق الدفاع عن الرئيس الإسلامي الراحل، المحامي عبدالمنعم عبدالمقصود، الذي حضر مراسم الدفن، أن «مرسي دفن في الخامسة من صباح أمس في إحدى مقابر حي مدينة نصر، بعد مرور أقل من 24 ساعة على وفاته».

وأكد أن أسرة مرسي حضرت مراسم الدفن، وأن السلطات سمحت لنجله أسامة المحبوس حاليا، بحضور المراسم، وكذلك لزوجته وأولاده وشقيقيه.

وأوضح عبدالمقصود أنه وأفراد الأسرة، أتموا صلاتي فجر الثلاثاء، والجنازة على جثمان مرسي بمسجد سجن ليمان طره (جنوبي القاهرة)، قبل نقله بالسيارة برفقة زوجته ونجله إلى المقبرة شرقي العاصمة.

ولفت إلى أن الأسرة جلست نحو 3 ساعات في مستشفى سجن ليمان طرة، حيث كان يرقد جثمان مرسي، وحضرت مراسم الغسل. وتابع: «تم دفن مرسي بجوار قبر المرشد السابق للإخوان، محمد مهدي عاكف، الذي توفي في سبتمبر 2017».

وتوفي مرسي في أثناء حضوره جلسة محاكمته بالقضية المعروفة إعلاميا بـ «التخابر مع حماس»، أمس الأول، المتهم فيها هو مع 23 آخرين من قيادات جماعة الإخوان.

وأصدر النائب العام المصري بيانًا قال فيه إنه في أثناء وجود مرسي وبقية المتهمين في قفص الاتهام سقط الرئيس الأسبق مغشيًا عليه، ونُقل فورًا إلى المستشفى، إلا أنه وصلها ميتًا، وفق البيان، الذي لم يوضح سبب الوفاة، إلا أنه أشار إلى استكمال مناظرة جثمان المتوفى والاستماع إلى أقوال الشهود وتفريغ كاميرات المراقبة داخل قاعة المحكمة، والتحفظ على الملف الطبي لمرسي.

ومرسي المولود في 8 أغسطس عام 1951، هو الرئيس الخامس لمصر، والأول بعد ثورة 25 يناير التي اندلعت عام 2011، وهو أول رئيس مدني منتخب للبلاد. وعُزل بعد ثورة شعبية اندلعت في 30 يونيو عام 2013، وظل في السجن يُحاكم في 5 قضايا، حصل على 3 أحكام نهائية بالسجن في «أحداث الاتحادية»، وقضية «إهانة القضاء»، وقضية «التخابر مع قطر».

آخر لحظات

وكشف عبدالمقصود تفاصيل الدقائق الأخيرة في حياة موكله، والتي حضرها قائلاً: «مرسي تحدث مدة 7 دقائق قبيل رفع الجلسة، وبعدها بدقيقة شاهدنا ضجة داخل القفص الزجاجي، وكان بإمكاننا سماع المتهمين يصرخون: د. مرسي سقط».

وأضاف أن مرسي تحدث في كلمته عن «إجراءات محاكمته، وقال إنه لن يتحدث أبدا عن أي شيء يضر أمن البلد». واختتم حديثه ببيت شعر قال فيه: «بلادي وإن جارت عليّ عزيزة، وأهلي وإن ضنّوا عليّ كرام». وأضاف: «بعد دقيقة من رفع جلسة المحاكمة، كانت هناك ضجة كبيرة داخل قفص المحكمة، وبعض الأطباء أرادوا التوجه لفحص د. مرسي». وتابع: «فهمنا من وسط الضجة أنه توفي، المتهمون أخبرونا عبر الإشارة بأيديهم أنه توفي. بعدها بساعة، رأيته محمولا على نقالة حوالي الساعة الرابعة والنصف».

وأكد أنه «لم يسمح لمرسي برؤية محاميه أو التواصل مع العالم الخارجي، أو عائلته، وكان مسجونا بالحجز الانفرادي».

جبهة الإنقاذ وجدل

الى ذلك، ورغم معارضتهم له، نعى عدد من رموز جبهة الإنقاذ الوطني، وهي تكتل من أحزاب وحركات احتجاجية ونقابات مهنية وعمالية قادت الاحتجاجات ضد مرسي حتى أطيح به بعد عام واحد في الحكم.

وقال الأمين العام لجبهة الإنقاذ، محمد البرادعي: «رحم الله د. محمد مرسي وألهم آله وذويه الصبر والسلوان». وقال المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي: «ببالغ الحزن وعميق الأسى تلقيت خبر وفاة د. محمد مرسي، أسأل الله أن يتقبله بواسع رحمته في واسع جنته، وأن يبارك في حسناته ويتجاوز عن سيئاته، وأن يلهم أسرته وأحباءه جميل الصبر».

وكتب المتحدث السابق لجبهة الإنقاذ، خالد داود: «رحم الله د. محمد مرسي. الاختلاف السياسي لا يعني الحرمان من حقوق أساسية للإنسان، على رأسها الحق في المحاكمة العادلة وتلقي العلاج الطبي والسماح بالزيارات».

سجال

وأعادت وفاة مرسي فتح سجالات على وسائل التواصل في مصر وعدة دول عربية حول الأحداث التي شهدتها مصر. ودافع الإسلاميون مجددا عن مرسي وطريقة توليه للحكم منددين بطريقة عزله وبالأحداث التي تلت، بينما هاجمه أنصار الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي الموجود خارج البلاد، والذي لم يعلّق على الوفاة.

تحقيق مستقل

في الأثناء، اعتبرت هيئة الاستعلامات المصرية، أن انتقاد منظمة هيومن رايتس ووتش للسلطات المصرية على خلفية وفاة مرسي، «سقطة» جديدة للمنظمة.

وقالت الهيئة التابعة للرئاسة إن آخر تقرير صدر عن المنظمة بخصوص الحالة الصحية لمرسي تضمن بعض المزاعم عن انتهاك حقوقه الصحية.

ولفتت الهيئة إلى أن تقرير»ووتش» الصادر في يونيو 2017، فيه تناقض مع تقرير رسمي صدر في التوقيت نفسه أكد أن صحة مرسي جيدة، إلا أنه مصاب بمرض السكري.

من ناحيتها، دعت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، أمس، إلى «تحقيق مستقل» في الأسباب التي أدت الى وفاة مرسي.

وقال المتحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، روبرت كولفيل: «أي وفاة مفاجئة أثناء الاعتقال يجب أن يتبعها تحقيق سريع وحيادي وشامل وشفاف من جانب هيئة مستقلة لتوضيح سبب الوفاة».

إردوغان

وغداة وصفه مرسي بـ «الشهيد» وانتقاده السلطات المصرية الحالية، شارك الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، في صلاة الغائب على روح مرسي بمسجد الفاتح بمدينة إسطنبول.

تونس

وشهد برلمان تونس، أمس، خلافا بين ممثلي الأحزاب السياسية بشأن الترحم على مرسي. وواجه طلب نواب حركة النهضة الإسلامية بالترحم على مرسي وتلاوة الفاتحة في جلسة عامة بالبرلمان، كانت تبث مباشرة على التلفزيون الرسمي، احتجاجا من ممثلي أحزاب أخرى.

إيران

وأعربت إيران، أمس، عن تعازيها بوفاة مرسي «المنبثق عن أول انتخابات شعبية بعد انتصار الحركة الشعبية في مصر».

back to top