خاص

البعيجان لـ الجريدة•: لا للأعمال المسيئة ولا تعسف بالرقابة

أكد عدم شراء كل الأعمال المقبولة من إدارة العروض في «الإعلام»

نشر في 19-06-2019
آخر تحديث 19-06-2019 | 00:14
أكد مدير إدارة العروض العربية والأجنبية في تلفزيون الكويت مشاري البعيجان أن الأعمال التي تشتريها وزارة الإعلام جاءت متوائمة مع معايير الوزارة ومقاييسها من خلال خضوعها للجنة الرقابة والمشاهدة، مشيراً إلى أن عمل هذه اللجان ينطلق من مقاييس فنية ومعايير مجتمعية لا يمكن تجاهلها، وأن الوزارة لا تستطيع شراء كل الأعمال المقبولة من إدارة العروض.
وكشف البعيجان، في حوار لـ "الجريدة"، أن ثمة قرارات جديدة ستصدر قريباً ستكون كفيلة بإحداث نقلة نوعية في تلفزيون الكويت، مؤكداً أن وزارة الإعلام ترفض شراء الأعمال الفنية المسيئة، ونافياً أن يكون هناك أي تعسف في لجنة الرقابة.
وفيما يتعلق بمواقع التواصل، قال: "نتابعها باعتبارها مقياساً مهماً لرواج العمل من خلال التريند، أو الهاشتاغ، وكذلك لمتابعة تعليقات الرواد"... وفيما يلي نص الحوار:

• في البداية، دعنا نلقي الضوء على دور إدارة العروض في تلفزيون الكويت.

- إن إدارة العروض هي عصب التلفزيون، حيث نتعامل مع شركات الإنتاج من جميع أنحاء العالم، للتفاوض حول الأعمال الفنية والاعلامية من مسلسلات ومسرحيات وأفلام عربية وأجنبية مترجمة أو غير مترجمة، للحصول على حق عرضها في قنواتنا المتعددة مقابل مبلغ يدفع للشركة المتقدمة بالعرض، ودورنا هو مشاهدة هذه العروض وتقييمها فنيا، ثم تحويلها إلى لجنة المشاهدة والرقابة.

• هل يتم قبول كل الأعمال التي تتوافق مع معايير الوزارة؟

- بالتأكيد لا يمكن شراء كل الأعمال المقبولة، فالأعمال الجيدة كثيرة جداً، ونحن نلتزم بعدد معين من المواد كل عام، بناء على تقدير احتياج القنوات وعدد ساعات البث المتاحة، فضلاً عن الميزانية الضخمة التي يتطلبها شراء كل الأعمال المقبولة، وهو ما لا يتفق مع ميزانيتنا الموضوعة لذلك، ولهذا يتم المفاضلة بين الأعمال الجيدة واحتياجات القنوات التابعة لنا مثل "العربي" و"إثراء" و"القناة الأولى".

• هل توجد أولوية لبعض البلدان أو نوعية الأعمال التي تساعدكم في المفاضلة بينها؟

- لدينا عروض متنوعة، لكن واقعياً المنتج المصري صاحب "نصيب الأسد"، فمصر تنتج كماً هائلاً من الأعمال سنوياً، ونفاضل بين الأعمال ونأخذ منها قدر احتياجنا، كما أن الأفلام التي نشتريها أغلبها مصرية، فالمشاهد الكويتي يجد في الفن المصري اللغة السهلة والثقافة المقاربة والفن الجيد، بينما تعد دول الخليج على سبيل المثال متقاربة في ثقافتها إلى حد لا يجذب المشاهد الكويتي.

آلية عملية المفاضلة بين الأعمال

يقول البعيجان إن "لدينا فريقا من المختصين والمسؤولين يشاهدون الأعمال ويقدمون تقريرا مفصلا يتضمن نسباً معينة، مثل الفكرة %15، والإعداد %15، والتقديم %15، والمؤثرات الرقمية والغرافيكس %10، والموسيقى والمؤثرات الصوتية %10، ودرجة التشويق %20، والإخراج %15، ثم نرفع الأمر إلى وكيل الوزارة المساعد لشؤون التلفزيون سعود الخالدي، وبموافقته يتم تحويل العمل إلى إدارة المالية للتفاوض حول السعر".

الأعمال الناجحة

• تتابعون الأعمال الناجحة كنوع من الإعداد المسبق لعملية التقييم؟

- بالتأكيد، نتابع مواقع التواصل باعتبارها مقياساً مهماً لرواج العمل من خلال "التريند"، أو"الهاشتاغ" لمتابعة تعليقات الرواد، ومشاهدة الأعمال قبل المونتاج، ولدينا عدد من المسلسلات والأفلام حيث نسافر ونعايش أبطالها وكوادرها من الممثلين في "اللوكيشن"، وإبداء ملاحظاتنا منذ المراحل الأولى، وأحياناً نقدم ملاحظات للمخرج قبل المونتاج وتركيب المشاهد ليصبح العمل مناسباً ومطابقاً للمعايير المقبولة لدينا.

رفض العمل

• متى تقرر اللجنة رفض عمل معين؟

- نرفض أي عمل يسيء إلى البلدان أو الأشخاص أو المجتمعات والمعتقدات السائدة، ولكن في حال جودة العمل، مع إمكانية "قص" المشاهد المحظورة من الرقابة على ألا يتضرر المنتج، لنتمكن من قبول العمل، لاسيما أن أشهر الأعمال مثل أفلام النجم عادل إمام تخضع "للقص"، ولكن ربما يتم قبول العمل في لجنة العروض ثم يتم رفضه من جانب الرقابة التي لديها نموذج تقييم مختلف وضوابط تختص بها لإيجاز العمل، ولكنه نموذج بسيط وليس كما يثار عن تعسف أو تشدد الرقابة.

• إذاً، فلماذا تجيز لجنة الرقابة أعمالاً معينة ويرفض التلفزيون عرضها؟

- تابعت هذه الأزمة حول مسلسل "لا موسيقى في الأحمدي"، ولكن إجازة النص لا تعني إجازة العرض، فالدراما قد تحتوي مشهداً خارج القصة، أو ربما يوجد إشارة أو إيحاء معين لا تجيزه الرقابة أو لجنة النصوص، ولكن المسلسل تم في النهاية قبوله، أما عرضه على شاشة التلفزيون الكويتي فلم يحصل، فأنا كمدير للعروض لم أتلق طلبا من المنتج لعرضه محليا، كما أنني في النهاية محدد بعدد ساعات فلدينا (12) عملاً لهذا العام لم نعتمد سوى 6 منها.

• كيف ترى غزارة الإنتاج الدرامي في رمضان؟

- أعتبرها محرقة للأعمال ولا أحبذ هذا الكم الكبير من المسلسلات التي لا تتسع الشاشة لعرض أكثر من نصفها خلال شهر رمضان، وهذه الكثرة لا تتيح فرصة المتابعة الدقيقة من المشاهد، أو التقييم الحقيقي للعمل الجيد، فضلا عن طبيعة الشهر الروحاني الذي يرغب الكثيرون في التمتع به دينيا وروحانيا.

• التلفزيون الرسمي له دور توجيهي وتربوي، فكيف يتم التوازن بين "روحانية رمضان" والدراما؟

- نحن نخصص أوقاتاً للمسلسلات الدينية والتاريخية، كما أن لكل قناة خطة وطبيعة حيث تتقدم باحتياجاتها من الأعمال، ودورنا هو تلبية هذا الاحتياج، كما نشتري برامج ثقافية من داخل الكويت وخارجها، لقناة "العربي" مثلا وغيرها، ونعتمد في الوثائقيات على الدول الأجنبية مثل أستراليا ووكلائها بالمنطقة في أبوظبي، والقاهرة، وبيروت وعمان.

• هل وقع اختياركم على أعمال رمضانية جديدة لشرائها؟

- في السابق، كنا نشتري أعمالا مصرية لعرضها في رمضان، ولكن نظرا لكثافة المنتج المحلي أخيرا لم نعد بحاجة لذلك، ولذلك فسيكون دورنا خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة هو شراء حق العرض لأهم المسلسلات، وربما أبرزها "كلبش 3" للنجم أمير كرارة نتيجة ما حققه من نجاح لدينا في الأجزاء السابقة.

• ما أحدث مقتنياتكم من الأعمال الفنية التي تم التفاوض عليها أخيراً؟

- اشترينا العام الماضي حق عرض المسلسل المصري "حلاوة الدنيا"، و"ظل الرئيس"، ونستمر في شراء حق عرض الأفلام المصرية للنجوم عادل إمام وسعيد صالح وغيرهما، أما الأفلام الحديثة فأسعارها لا تناسب اللائحة، حيث يتجاوز سعرها المليون دولار، ولذلك نستأجر حق العرض بعد مرور 5 سنوات على عرض الفيلم ليكون أوفر ماديا كأفلام النجوم الشباب أحمد حلمي وغيره.

• كيف تتجاوزون أزمة الأسعار الباهظة للأفلام ؟

- نبحث تعديل اللائحة، وقريبا سيكون لدينا قرارات جديدة تفتح أمامنا المجال لشراء أفلام مصرية جديدة بمجرد انتهاء عرضها بالسينما وتتيح لنا فرصة اقتناء أفلام أميركية أيضاً، ولقد اشترينا العام الماضي 120 فيلماً مصرياً، ولدينا خطة جديدة لشراء عدد آخر، كما نتفاوض للحصول على ثلاثة مسلسلات، لكن لايمكن الإفصاح عن أسمائها لأسباب تتعلق بالمنافسة والتوزيع، من انتاج شركة "سينرجي" التي أنتجت 26 عملا خلال رمضان الماضي.

• ماذا عن تعاونكم مع دول المغرب العربي والدراما التركية؟

- يقتصر التعاون على السهرات العربية المشتركة، نظرا لأسباب متعلقة باللهجة والثقافة، ورغم أن لديهم أصواتاً طربية رائعة لكن في الدراما والسينما التعاون ضعيف جدا، والأمر ذاته ينطبق على الدراما التركية، فرغم اكتساحها في دول عربية مجاورة فإنها لا تتوافق مع ثقافتنا إلى حد كبير، ولقد تناقشت قبل سنوات مع طارق المزرم وكيل وزارة الإعلام السابق حول انتقاء أعمال مناسبة من الدراما التركية لعرضها في قنواتنا فأجابني في حينها "بإمكانية ذلك في المستقبل"، ولكننا حتى الآن لم نتلق توجيها لقبولها.

• من خلال متابعتكم للحركة الفنية، هل يمكن تسمية أبرز الأعمال والفنانين المتميزين؟

- مفتاح العمل هو المخرج، فنحن نتتبع المخرجين المميزين أمثال وليد العوضي ومحمد دحام الشمري وخلف العنزي، ومن المؤلفين عبد المحسن الروضان وإيمان سلطان ومنى الشمري، ولذلك فإن مسلسل "لا موسيقى في الأحمدي" رقم واحد بالنسبة لي، رغم إخفاق بعض التفاصيل فيه، لكنه في مجمله ممتاز، وكذلك العام الماضي في مسلسل "الخافي أعظم"، وهنأت المنتج على جودة العمل، كما أن النجم إبراهيم الحربي من أبرز الفنانين المستمرين في الصعود مع كل عمل، وعلى مستوى المسرح أؤيد علي العلي، وقديماً عبدالله عبدالرسول، ومن أبرز الوجوه الصاعدة حمد العماني، وعبدالله الطراروة.

قرارات تطويرية جديدة

كشف البعيجان عن عدد من القرارات التي سيتم إعلانها قريبا لإحداث نقلة بالتلفزيون وأبرزها:

• تعديل اللائحة لعودة الإنتاج بالتلفزيون الذي توقف قبل 30 عامًا تقريبًا.

• إطلاق تطبيق رقمي خاص بالتلفزيون يتيح عرض الدراما والأفلام والمسرحيات ولوحات التراث الفني دون فواصل.

• تصميم موقع إلكتروني لاستقبال العروض من جميع أنحاء العالم، وتستطيع الجهة المنتجة تتبع خطوات العرض في الإدارات المختلفة لضمان السرعة والدقة والخصوصية.

• تجهيزات لعرض سهرات تلفزيونية على القناة الثانية، وعرض أفلام كلاسيكية والعودة لعرض فيلم مصري يوميا، إلى جانب المسرحيات.

اشترينا 120 فيلماً مصرياً العام الماضي ونتفاوض على 3 مسلسلات

إجازة النص لا تعني عرض المسلسل والممثلون يتجاوزونه أحياناً

لم أتلقَّ طلباً من منتج «لا موسيقى في الأحمدي» لعرضه محلياً

إدارة العروض تشاهد الأعمال وتقيمها فنياً وتحولها إلى لجنة الرقابة
back to top