سورية: حشود بإدلب... وتوتر على معبر نصيب

• عشرات القتلى بهجوم لدمشق على حماة
• اجتماع سعودي - أميركي في حقل العمر

نشر في 16-06-2019
آخر تحديث 16-06-2019 | 00:05
سوريون في شارع دمره قصف بلدة إحسم بإدلب أمس	 (أ ف ب)
سوريون في شارع دمره قصف بلدة إحسم بإدلب أمس (أ ف ب)
مع إرسال روسيا تعزيزات عسكرية كبيرة تشمل مدمرتين و14 طائرة شحن لحسم معركة إدلب، زودت تركيا فصائل المعارضة بأسلحة نوعية بينها صواريخ «تاو» و«كورنيت» إلى جانب مضادات طائرات محمولة على الكتف، لوقف تقدم القوات الحكومية في المنطقة المكتظة بالسكان.
وسط أنباء عن تزويد تركيا لفصائل إدلب بأسلحة نوعية وإرسال روسيا تعزيزات كبيرة لحسم المعركة، خسرت قوات الرئيس السوري بشار الأسد أمس أكثر من 25 عنصراً في محاولة فاشلة للتقدم في ريف حماة الشمالي، بحسب مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن.

ووفق المتحدث باسم الجبهة الوطنية للجيش الحر ناجي مصطفى، فإن المعارضة تصدت لهجومين متلاحقين للنظام والقوات الروسية والإيرانية وميليشيا الدفاع الوطني على محاور قريتي تل ملح والجبين ومدرسة الظهرة، مؤكداً مقتل أكثر من 25 عنصراً بينهم روس، وإصابة العشرات.

وأكد قائد في الجبهة وصول أكثر من 60 عنصراً من القوات الحكومية والروسية إلى مستشفى حماة الوطني بعد محاولة التقدم الفاشلة بتل ملح والجبين، موضحاً أن الهجوم جاء بعد رفض هدنة الروس، متوقعاً تصعيداً كبيراً في القصف الجوي على ريف حماة وإدلب بعد فشل الهجوم البري.

وقف النار

وإذ أعلن قائد ميداني سيطرة القوات الحكومية على حاجزين على أطراف تل ملح خلال هجوم مفاجئ وسريع، أقر المتحدث باسم القاعدة الروسية بحميميم أليكسندر إيفانوف بفشل الهجوم، مبيناً أن سلاح الجو كثف ضرباته لمساندة القوات البرية، لكنها لم تتمكن من تحقيق تقدم ملحوظ وخسرت آلية وثمانية مقاتلين و17 جريحاً.

وغداة إعلان موسكو التوصل إلى وقف لإطلاق النار، نفته تركيا، قتل 28 شخصاً بينهم سبعة مدنيين جراء قصف سوري وروسي استهدف الخميس الماضي مناطق عدة في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، وتسبب في تدمير مقرات وآليات للفصائل، وفق المرصد.

تسليح وحشد

واتهمت وكالة «سبوتنيك» الروسية تركيا بتزويد فصائل المعارضة بأسلحة نوعية منها صواريخ «تاو» و«كورنيت» إلى جانب مضادات طائرات محمولة على الكتف أدت إلى استهداف طائرة «سوخوي» فوق أجواء ريف حماة منذ أيام دون إسقاطها، معتبرة أن «تركيا تتحكم بقرارات المجموعات المسلحة وتقدم الدعم العسكري واللوجستي لها من طائرات مسيرة تستهدف قاعدة حميميم وغيرها من المصفحات».

ووسط أنباء عن وصول تعزيزات روسية إلى ميناء طرطوس تشمل سفينتين عسكريتين وهبوط نحو 14 طائرة شحن عسكرية في قاعدة حميميم في محاولة لحسم المعركة في إدلب، أكد الرئيس فلاديمير بوتين ضرورة عودة اللاجئين السوريين مع سيطرة حكومتهم على معظم الأراضي، داعياً إلى ضرورة تنشيط عمل اللجنة الدستورية لتمارس مهامها.

تعاون وضغط

واعتبر الرئيس الروسي، في كلمته بقمة «التعاون وبناء الثقة في آسيا» المنعقدة في العاصمة الطاجيكية دوشنبه، أن التعاون مع إيران وتركيا يساهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي ومردوده الحقيقي في سورية، حيث يساعد على تحريك عملية السلام.

وبعد تأكيد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن روسيا «لا عذر» لها لعدم وقف الضغط على النظام من أجل وقف ضرباته على إدلب، حذر الرئيس رجب طيب إردوغان، خلال مؤتمر صحافي أمس الأول، من «أنه سيكون من المستحيل الصمت في حال استمرت هجمات النظام على نقاط المراقبة التركية»، مشدداً على أنه سيقوم بما يلزم لإرساء السلام في إدلب.

حقل العمر

وفي حين أعلن رئيس جمهورية الشيشان رمضان قادروف تأييده أعمال القوات السورية والروسية في إدلب، عقد في حقل العمر النفطي في دير الزور اجتماع ضم كلاً من وزير الدولة السعودي ثامر السبهان، ونائب وزير الخارجية الأميركي جويل رابيون، والسفير الأميركي ويليام روباك، وعدداً من شيوخ ووجهاء وإداريين من قبائل ومجالس دير الزور، لمناقشة آلية مكافحة تنظيم «داعش» وضمان عدم عودته، إضافة إلى دعم المجلس المدني في المحافظة، وتقديم الخدمات لمنطقة شرق الفرات.

كما ناقش الاجتماع دعم اقتصاد المنطقة عن طريق دعم المشاريع والقطاعين الصحي والتعليمي. وأفادت مصادر بأن الاجتماع تطرق إلى تطورات المنطقة، وآليات القضاء على خلايا التنظيم والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.

قرارات ثأرية

في غضون ذلك، تشهد العلاقات التجارية بين سورية والأردن توتراً إثر سلسلة من القرارات آخرها قرار أردني تمثل بحظر استيراد المنتجات السورية ردا على قرار أصدرته دمشق أدى لتوقف حركة الحافلات الأردنية.

وأعلن وزير التجارة والصناعة الأردني طارق الحموري أن قرار إيقاف استيراد البضائع السورية، يأتي من مبدأ المعاملة بالمثل في مواجهة قرار سوري، موضحا أن المملكة حاولت مع دمشق كي تسمح باستيراد الصناعات الأردنية، غير أنها لم تلق استجابة.

وبدا الجانب السوري متحفظاً بشأن الرد، ومن دون إبداء أي تعليق رسمي حول القرار الأردني الأخير. وأكدت مصادر مطلعة، أن العمل جار في معبر نصيب الحدودي مع الالتزام بتطبيق القرارات السورية النافذة.

وذكرت وسائل إعلام أردنية أن الشاحنات الأردنية لنقل البضائع تواجه إجراءات تفتيش مشددة غير مسبوقة، وتمكث أياماً حتى تتمكن من دخول الأراضي السورية، الأمر الذي ردته المصادر السورية إلى إجراءات احترازية لضمان الأمن.

وإثر هذه القرارات أصاب معبر نصيب الحدودي بين البلدين جمود بعد أن سادت آمال بإعادة التبادلات التجارية إلى سابق عهدها، عقب استعادة الحكومة السورية السيطرة على المعبر منتصف أكتوبر 2018 من أيدي الجماعات المسلحة.

الرئيس الشيشاني مع الهجوم السوري الروسي وإردوغان يحذر
back to top