التغيير المناخي ينعكس تحوّلات مخيفة في حرارة الكويت

ظاهرة الـ 50 درجة لم تحصل في 3 عقود إلا 4 مرات... وتكررت 798 مرة بالعقد الماضي

نشر في 13-06-2019
آخر تحديث 13-06-2019 | 00:05
No Image Caption
لم تُخف "تطمينات" إدارة الأرصاد الجوية في الإدارة العامة للطيران المدني بشأن الحرارة المرتفعة حدة التحولات الخطيرة في المناخ الكويتي خلال نصف قرن تقريباً، والذي لم يشهد قبل عقود قليلة درجات حرارة خمسينية إلا نادرة جداً، لم تتجاوز 4 مرات فقط، بين عامي 1955 و1977، في حين تجاوزت 798 مرة خلال الـ 12 عاماً الأخيرة.

وفي تصريح أدلى به مراقب المناخ بإدارة الأرصاد الجوية، د. حسن دشتي، لـ "كونا" أمس، قال إن سجلات الرصد تُظهر أن أغلب مناطق البلاد تعرّض في فصل الصيف لدرجات حرارة فاقت الـ50 درجة مئوية على مدى السنوات الـ12 الماضية (بين 2006 و2019).

وذكر دشتي أن أرصاد محطة مطربة احتلت قائمة أكثر مناطق البلاد تسجيلاً لعدد الأيام، إذ بلغت درجة الحرارة 50 بواقع 236 مرة خلال 12 عاماً، في حين جاءت منطقة الصليبية بالمرتبة الثانية بعدد 160 مرة.

وأفاد بأن ارتفاع درجات الحرارة إلى فوق الخمسين درجة مئوية يرتكز في شهر يوليو بعدد 468 مرة، مما يمثّل 51 في المئة من إجمالي الحالات المسجلة للفترة مقابل 330 يوماً لشهري يونيو وأغسطس (36‎‎ و13‎‎‎ في المئة) على التوالي.

وأشار إلى أن ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف، مقارنة بين السنوات الأخيرة مع فترة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وبالرجوع إلى السجلات السابقة لمحطات البلاد، تم رصد 4 أيام فاقت فيها درجات الحرارة الخمسين درجة مئوية لجميع هذه المحطات للفترة من (1955 إلى 1977).

وأكد دشتي أن ذلك يعني وجود فرق شاسع وزيادة كبيرة في تكرار هذه الظاهرة بوقتنا الحاضر، مما تطلب توثيق هذه الظاهرة لدى الجهات المعنية في الأمم المتحدة ممثلة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وذلك لإثبات تأثر الكويت بظاهرة تغيّر المناخ.

وأضاف أن إثبات هذه الظاهرة يترتب على ذلك حق الكويت في طلب الدعم والمساعدة الدولية بأشكالها المختلفة لمواجهة الآثار المترتبة على ظاهرة تغيّر المناخ بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغيّر المناخ واتفاق باريس الذي أقر في ديسمبر 2015.

ولفت إلى أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية شكلت لجنة علمية وفنية تضمنت 15 عالماً وخبيراً من مختلف دول العالم لإجراء الدراسة، والتحقيق فيما تم رصده وتسجيله بمحطة أرصاد مطربة في 21/ 7/ 2016، والتي بلغت 54 درجة مئوية، وبعد 20 شهراً من الدراسات والتحقيق، وما قدمته إدارة الأرصاد الجوية من وثائق وبيانات وتقارير في غاية الدقة، أقرت اللجنة - بشكل غير مسبوق - الموافقة على توثيقها باعتبارها أعلى درجة حرارة لقارة آسيا على الإطلاق، وثالث أعلى درجة حرارة سجلت على كوكب الأرض، وأعلى درجة حرارة على مستوى العالم خلال الـ 76 عاماً السابقة.

«مطربة» سجلت في يوليو 2016 ثالث أعلى درجة حرارة على سطح الأرض خلال 76 سنة
back to top