فحص جهد القلب... سلبياته وإيجابياته

نشر في 12-06-2019
آخر تحديث 12-06-2019 | 00:03
No Image Caption
يساهم فحص الجهد الحركي التدريجي (Cardiac exercise stress testing) في تحديد مخاطر مرض القلب. ولكن يحتاج المريض غالباً إلى الخضوع لفحوص إضافية للتأكد من صحة النتائج.
اعتاد الأطباء في الماضي إخضاع أي رجل في متوسط العمر أو أكبر سنًّا لفحص الجهد الحركي التدريجي سنويًّا للتأكد من أن قلبه ما زال بصحة جيدة. لكن إرشادات الخبراء اليوم ما عادت تشجع على ذلك.

ولكن هل هذه موجة ضد إخضاع الرجال المتقدمين في السن لفحص الجهد؟ سألنا الدكتور ديباك بهات، بروفسور في كلية الطب في جامعة هارفارد ورئيس قسم القلب في نظام VA Boston للرعاية الصحية، عما يستطيع الفحص كشفه وما لا يستطيع إخبارنا به عن القلب. لا تزال هذه العملية، رغم شوائبها، تؤدي دورًا بارزًا في تشخيص الأعراض المقلقة، مثل آلام الصدر، خصوصًا في حالة الرجال المسنين المعرضين لمرض القلب. يذكر الدكتور بهات: «صحيح أن فحص الجهد الحركي ليس دقيقًا 100 %، شأنه في ذلك شأن أي فحص طبي. إلا أنه يساهم في تحديد الخطوة التالية التي يجب أن تُتخذ».

تعريفه

تسير في اختبار الجهد الحركي التدريجي على آلة مشي تجعل قلبك يعمل بقوة أكبر تدريجًا. يراقب جهاز تخطيط كهرباء القلب (ECG) أنماط قلبك الكهربائية. كذلك يقيس الطبيب ضغط دمك ويراقب ما إذا كنت تعاني أعراض مثل التعب أو شعور بالانزعاج في الصدر، وقد يشير أي خلل في ضغط الدم، كهرباء القلب، نبضه، أو أي أعراض جسدية مقلقة إلى الإصابة بمرض الشريان التاجي: تراكمات دهنية (لويحات) تحدّ من تدفق الدم الغني بالأوكسجين إلى عضلة القلب..

لو كان فحص الجهد دقيقًا 100 % لخضع له الجميع بانتظام، لكنه لا يشخّص بدقة حالات داء الشريان التاجي كافة. حتى إنه في بعض الحالات يشير خطأ إلى وجود هذا المرض. يوضح الدكتور بهات: «لا شك في أن نتائج الفحص لا تكون بحد ذاتها حاسمة، لكنها تُستخدم لتقييم احتمال الإصابة بمرض الشريان التاجي: فإما نزيد الاحتمال أو تخفضه. إلا أن الفحص لا يستطيع أن ينفي الإصابة بالمرض أو يؤكدها بشكل قاطع».

إن كنت تعاني الأعراض

تزيد نتائج فحص الجهد غير الطبيعية احتمال الإصابة بمرض الشريان التاجي في حالة الرجال الذين يعانون أعراض، مثل آلام الصدر عند القيام بنشاط ما أو صعوبة في التنفس غير مبررة. لكن المخاوف ترتفع إن كان الرجل يعاني عوامل خطر أخرى، مثل التقدم في السن، زيادة الوزن، وارتفاع معدل الكولسترول في الدم. يذكر الدكتور بهات: «تشير النتائج عندئذٍ بقوة إلى الإصابة بمرض الشريان التاجي». في هذه الحالة، على المريض الخضوع لمزيد من الفحوص للتأكد من النتائج».

إن كنت تعاني الأعراض، بيد أن نتائج الفحص جاءت طبيعية، ينخفض عندئذٍ احتمال الإصابة بمرض الشريان التاجي. يقول الدكتور بهات: «يكون احتمال إصابة هذا الشخص بمرض الشريان التاجي أقل». رغم ذلك، قد يطلب منه الطبيب الخضوع لمزيد من الفحوص.

من المهم أن نفهم أن نتائج فحص الجهد الطبيعية لا تلغي احتمال أن تتمزق اللويحات لاحقًا وتعيق تدفق الدم في الشريان، فكثيرًا ما نسمع عن رجال حصلوا على نتائج مذهلة خلال فحص الجهد، إلا أنهم أُصيبوا بنوبة قلبية بعد أسبوع. يحدِّد فحص الجهد وجود شرايين متضيّقة جدًّا (70 % أو أكثر) لأنها تكون سبب الأعراض. لكن النوبات القلبية تحدث غالباً نتيجة تخثر الدم أو تمزّق تضيّق أقل.

إن لم تكن تعاني أي أعراض

في شهر يوليو عام 2012، حضّ فريق الخدمات الوقائية في الولايات المتحدة (هيئة مستقلة تصدر التوصيات للأطباء) الأطباء على ألا يُخضعوا مَن لا يعانون الأعراض أو يملكون عوامل خطر تعرضهم لمرض الشريان التاجي لفحوص جهد دورية. وتدعم مجموعات الأطباء، مثل الكلية الأميركية للقلب، هذه التوصية.

لكن القرار الأخير يعود إلى الطبيب الذي يعرف جيدًا وضع المريض. يوضح الدكتور بهات: «تترك هذه التوجيهات القرارات الأهم للطبيب لأننا نجد أنفسنا أحيانًا في منطقة رمادية، حيث لا نعرف يقينًا ما هو الأفضل للجميع».

صحيح أن التوجيهات تشجع على عدم إجراء فحص الجهد لرجال أصحاء قلقين على صحة قلبهم، إلا أنها توصي به للرجال الأكبر سنًا الذين يعيشون نمط حياة خاليًا من النشاط، إلا أنهم يودون الالتحاق ببرنامج من التمارين المكثفة. يذكر بهات: «في هذه الحالة أنصح بإجراء اختبار جهد».

back to top