«أوبك» قبيل اجتماعها المرتقب تشير إلى سوق أشد شحاً مع إحجامها عن زيادة الإنتاج

شركات روسية تبدي تخوفاً من حصول الولايات المتحدة على حصة موسكو السوقية من الخام

نشر في 11-06-2019
آخر تحديث 11-06-2019 | 00:03
No Image Caption
توقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن ينتهي اتفاق «أوبك» مع منتجين مستقلين لخفض إنتاج النفط في يوليو المقبل، إذ من المقرر أن تجتمع المنظمة وحلفاؤها بفيينا في الثالث والرابع من الشهر المقبل بعد أن كان مقرراً يومي 25 و26 من الشهر الجاري، لبحث مصير اتفاق خفض إنتاج النفط.
وتأتي هذه التوقعات بينما تشتد الضغوط الأميركية على إيران ضمن حملة تستهدف خفض إنتاجها النفطي إلى الصفر، مما يشكل ضغطاً على «أوبك» لتعويض النقص في إمدادات النفط الإيرانية.
في 7 ديسمبر عام 2018، اتفق تحالف "أوبك+" الذي يضم أعضاء من المنظمة ومنتجين مستقلين بقيادة روسيا على خفض الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً مدة ستة أشهر اعتبارا من مطلع العام الحالي.

وتصل حصة "أوبك" في تخفيضات الإنتاج إلى 800 ألف برميل يوميا يطبقها 11 من أعضاء المنظمة بعد استثناء إيران وليبيا وفنزويلا من الخفض.

وفي غضون ذلك، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في تصريحات صحافية أدلى بها أخيرا، إن بلاده لم تقرر بعد موقفها من تمديد اتفاق "أوبك+" في النصف الثاني من 2019.

تعويض من الحكومة

وفي السياق ذاته، ذكرت وسائل اعلام روسية أن إيغور سيتشن الرئيس التنفيذي لشركة النفط الروسية العملاقة روسنفت قال، إن الشركة تبحث إمكانية الحصول على تعويض من الحكومة في حالة تمديد اتفاق عالمي لخفض الإمدادات.

وتساءل سيتشن، وهو من الحلفاء المقربين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن المنطق في قيام روسيا بمزيد من خفض الإنتاج في إطار اتفاق بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، قائلا إن الولايات المتحدة قد تعزز الإنتاج وتحصل على حصة روسيا السوقية، مضيفا أنه لا يرى منطقا لخفض (روسيا إنتاج النفط) "إذا ما استحوذت الولايات المتحدة على الفور على الحصة (الخاصة بنا) في السوق. يجب أن ندافع عن حصتنا في السوق".

وكان سيتشن اعترض في السابق على اتفاق خفص الإنتاج، إذ أوضح لبوتين أنه يمثل تهديدا استراتيجيا، ويحقق مصالح الولايات المتحدة.

وتأتي تعليقات سيتشن في حين سجل متوسط إنتاج روسيا النفطي انخفاضا حادا إلى 10.87 ملايين برميل يوميا في الفترة من الأول إلى الثالث من يونيو الجاري بسبب أزمة تلوث النفط من متوسط قدره 11.11 مليون برميل يوميا في مايو الماضي.

وعلى صعيد متصل، أكد إيغور سيتشين، أن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بشكل مطرد بنحو 1 في المئة سنوياً، وبحلول عام 2040 سيزيد الاستهلاك بنحو 20 مليون برميل يومياً.

وقال سيتشين، في سيتشن في هذا الإطار، إن الطلب على النفط سينمو بشكل مطرد بنحو 1 في المئة سنوياً، مما يعني زيادة في الاستهلاك... وبحلول عام 2040، سيزداد استهلاك النفط في العالم بنحو 20 مليون برميل يومياً.

ارتفاع الطلب

وقالت "أوبك"، إن الطلب العالمي على نفطها سيزيد عما كان متوقعا هذا العام مع تباطؤ نمو إمدادات منافسين مثل منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة، مشيرة إلى سوق أشد شحا إذا أحجمت المنظمة عن زيادة الإنتاج.

وكانت "أوبك" وروسيا وغيرها من الدول المصدرة للنفط المتحالفة معها خفضت الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يوميا منذ الأول من يناير من العام الحالي بموجب الاتفاق.

سعر عادل

من ناحيته، قال الرئيس بوتين، إن روسيا تختلف مع منظمة "أوبك" حول السعر العادل للنفط، لكن موسكو ستتخذ قراراً موحداً مع زملائها في المنظمة بخصوص إنتاج الخام خلال الاجتماع المقرر عقده بعد عدة أسابيع لبحث سياسة الإنتاج.

وذكر بوتين أن سعر النفط بين 60 و65 دولاراً للبرميل يعد مناسبا لموسكو، بينما تريد دول في "أوبك" سعراً أعلى.

وأضاف أن قرار "أوبك" وحلفائها من مصدري النفط يجب أن يأخذ في الحسبان انخفاض الإنتاج في إيران وفنزويلا، والمشكلات في ليبيا ونيجيريا.

وامتنع الرئيس الروسي عن ذكر ما ستفعله بلاده على صعيد الإنتاج في النصف الثاني من العام الحالي.

«أرامكو» السعودية

من جهته، قال كيريل ديميترييف رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي، إن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، أبلغ الرئيس الروسي خلال المنتدى الاقتصادي، أن شركة "أرامكو" السعودية تخطط للاستثمار في روسيا.

وأضاف ديميترييف، أن الفالح أبلغ بوتين أيضاً أن اتفاق النفط العالمي بين منظمة "أوبك" وحلفائها هو في مصلحة اقتصاد روسيا واقتصاد السعودية والاقتصاد العالمي.

لجنة المتابعة

وكان اجتماع لجنة المتابعة الوزارية "أوبك+"، الذي عقد في منتصف مايو الماضي بمدينة جدة السعودية، انتهى دون توصيات محددة بشأن مصير صفقة خفض إنتاج النفط في النصف الثاني من هذا العام، لكن البيان الختامي ذكر أن المنظمة ستواصل التعاون في هذا الاطار.

انخفاض الأسعار

من جهة أخرى، قال بنك "مورغان ستانلي" في مذكرة بحثية، إن تزايد توترات التجارة وتباطؤ الاقتصاد بصفة عامة، بجانب تراجع الطلب على النفط، سيطغيان على أثر نقص الإمدادات ويؤديان إلى انخفاض أسعار الخام، إذ اعتبر بعض المحللين أن ذلك التصريح هو الأخطر على الإطلاق.

تمديد الاتفاق

وقال وحيد علي كبيروف الرئيس التنفيذي لشركة لوك أويل، ثاني أكبر مُنتج روسي للنفط، إن الشركة تعتزم الاقتراح بتمديد موسكو مشاركتها في اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي بالشروط الحالية حتى نهاية العام الحالي.

وتلتزم موسكو في إطار الاتفاق بخفض إنتاجها النفطي 228 ألف برميل يومياً.

واعتبر كبيروف أن مستوى 228 ألف برميل يومياً هو كمية صغيرة نسبياً، قائلا: "رأينا التأثير الذي حصلنا عليه... لذا سأقترح الإبقاء على الاتفاق ومراقبة مخزونات (النفط العالمية)، باستثناء إيران".

اكتشافات نفطية

وأضاف أن قطاع النفط العالمي، الذي ينتج نحو مئة مليون برميل يومياً، ما زال يستغل الاستثمارات التي جرى القيام بها قبل الانخفاض الحاد لأسعار النفط قبل عدة سنوات، في ضوء الافتقار إلى اكتشافات نفطية كبيرة عالمياً في الفترة الأخيرة.

وأشار إلى أنه نظراً لانخفاض الإنتاج في فنزويلا والقيود المفروضة على صادرات الخام الإيراني، فإن قطاع النفط العالمي يجب أن يلتزم الحذر الشديد، ويحافظ على استقرار أسعار النفط، بما في ذلك عبر اتفاق الإنتاج.

وأوضح أن "لوك أويل" تخطط لإنفاق ما بين مليارين وثلاثة مليارات دولار على صفقات شراء في قطاع المنبع، وبالأساس خارج روسيا، مضيفا انه من المتوقع أن يبلغ إنتاج "لوك أويل" النفطي، داخل وخارج روسيا، ما بين 85 و86 مليون طن (1.71 - 1.73 مليون برميل يومياً) هذا العام.

بيانات ضعيفة

من جانب آخر، قال بنك الاستثمار، إن بيانات الطلب على النفط لشهري مارس وأبريل الماضيين مخيبة للآمال، في إشارة إلى أرقام الاستهلاك من الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا والصين والهند والبرازيل وتايلند، التي "تشكل 48 في المئة من الطلب العالمي على النفط إجمالاً".

وخفض البنك توقعاته لنمو الطلب على النفط في 2019 من 1.2 مليون برميل يومياً إلى مليون برميل يومياً، ليقلص بالتبيعة توقعاته لخام برنت للنصف الثاني من 2019 إلى ما بين 65 و70 دولاراً للبرميل من 75 و80 دولاراً للبرميل.

الفالح: روسيا لم تتخذ قراراً بشأن تمديد الاتفاق

ذكرت وكالة "تاس" للأنباء، أمس، أن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قال إن روسيا هي مُصدر النفط الوحيد الباقي الذي لم يتخذ قرارا بعد بشأن الحاجة إلى تمديد اتفاق الإنتاج العالمي بين "أوبك" وحلفائها حتى نهاية العام.

وقال الفالح من موسكو، امس، إنه ونظيره الروسي ألكسندر نوفاك ربما تكون لديهما فرصة أخيرة لبحث الاتفاق هذا الشهر في اجتماع مجموعة العشرين في اليابان، قبل أن تعقد "أوبك" وحلفاؤها اجتماعا بشأن سياسة الإنتاج في فيينا.

وأضاف أن "أرامكو" السعودية ترغب في توقيع اتفاق مع "نوفاك" بشأن مشروع الغاز الطبيعي المسال-2 بالقطب الشمالي، وانه يأمل أن توافق الأخيرة على عرض "أرامكو".

وتابع ان "الاستثمارات في مشاريع أو حقوق ملكية بشركة سيبور الروسية للبتروكيماويات قد تهم المملكة، وان أرامكو السعودية تدرس أيضا مشاريع الغاز الطبيعي المسال لروسنفت وغازبروم".

العقوبات الأميركية على إيران تشكل ضغطاً على «أوبك» لتعويض نقص الخام في الأسواق
back to top