التغيير هو الثابت الوحيد في الكون

نشر في 11-06-2019
آخر تحديث 11-06-2019 | 00:09
«التغيير» هو الثابت الوحيد في الكون منذ بداية الخلق، ويستمر هذا التغيير إلى نهاية عمر الإنسان، ونرى هذا التغيير في تعاقب الليل والنهار، واختلاف فصول العام، وقيام حضارات سادت ثم بادت، وإمبراطوريات سيطرت على العالم ثم تلاشت.
 يوسف عبدالله العنيزي كثيراً ما نسمع أو نرى أو نقرأ من يتحدث عن الماضي بحسرة، فقد كنا، وكانت، وكانوا، ونادرا ما نجد من يتحدث عن المستقبل أو حتى عن الحاضر.

ونتساءل: لماذا الحنين إلى الماضي؟ ولماذا نتحسر على ما كان؟ وهل نسينا أو تناسينا أن "التغيير" هو الثابت الوحيد في الكون منذ بداية الخلق، بقول الحق سبحانه: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ"؟.

ويستمر هذا التغيير إلى نهاية عمر الإنسان "وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ"، ونرى هذا التغيير في تعاقب الليل والنهار، واختلاف فصول العام، وقيام حضارات سادت ثم بادت، وإمبراطوريات سيطرت على العالم ثم تلاشت، فالثابت الوحيد في الكون هو التغيير.

خطرت على بالي فكرة هذا المقال وأنا أشاهد ذلك الحريق المؤلم الذي اندلع في "كاتدرائية نوتردام"، في باريس، ولا أعرف لماذا أحسست بأن هناك ترابطاً بيني وبين ذلك المبنى العميق في القدم، فقد قمت بقراءة رواية "أحدب نوتردام" للروائي الفرنسي الرائع فيكتور هوغو، وهي إحدى الروائع التي قام بكتابتها مثل "البؤساء" و"الطاحونة الحمراء" وغيرهما.

وقد قام الكاتب والأديب الفلسطيني النابلسي المولد "خيري حماد" بترجمة تلك الروايات، والذي لم يكتفِ بترجمة اللغة، بل ترجم الأحداث والمشاعر، وقام بترجمة العديد من الكتب والروايات العالمية، مثل "الإخوة كارامازوف" و"مذكرات تشرشل" و"مذكرات الجنرال ديغول" و"تاريخ ألمانيا الهتلرية"، ورواية "لمن تقرع الأجراس"، فأضاف زخماً للفكر والثقافة العربية التي كانت زاخرة في تلك الفترة من الزمن بالروائع والمبدعين، يتقدمهم عميد الأدب العربي طه حسين والعقاد وأحمد شوقي ونجيب محفوظ، ونخبة رائعة من الكتّاب والمبدعين.

كانت القراءة لذلك الجيل في تلك الفترة من الزمن تمثل فضاء واسعاً، نعايش ونتعايش فيه مع أبطال تلك التحف من الأدب والثقافة، والآن تغير ذلك الزمان، فلم تعد القراءة تحظى بالنسبة التي كانت عليها، وحل مكانها مظاهر من الحضارة الإنسانية مثل "تويتر" و"فيسبوك" و"واتساب"، والعديد من الأنظمة الفائقة التطور.

ولو أطلقنا العنان للخيال فيا ترى أين سيصل أحفادنا؟ وما الوسائل التي سيقوم جيل المستقبل باستخدامها؟ وهل هناك حد لهذا العقل البشري للمزيد من الاختراعات التي يصعب علينا إدراكها أو حتى تخيلها؟

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top