بومبيو يشكك في «صفقة القرن»... وترامب يتفهّم

• كوشنير: الفلسطينيون عاجزون عن حكم أنفسهم
• السيسي: لن نفرّط بأرضنا

نشر في 04-06-2019
آخر تحديث 04-06-2019 | 00:03
شرطة نيويورك خلال «استعراض إسرائيل» الذي يقام سنوياً (رويترز)
شرطة نيويورك خلال «استعراض إسرائيل» الذي يقام سنوياً (رويترز)
قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إنه يتفهم شكوك وزير خارجيته مايك بومبيو، بشأن خطة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي باتت تعرف بـ «صفقة القرن»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه يرى أن الخطة التي صاغها صهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنير قابلة للتطبيق.

وكانت صحيفة «واشنطن بوست» نقلت عن بومبيو قوله في لقاء خاص مع «مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية»، إن «الخطة تتضمن أمرين جيدين وتسعة أمور سيئة».

وأضاف أن «الخطة يمكن أن ترفض. قد يقول البعض في نهاية المطاف، إنها لا تتضمن شيئا جديداً خاصاً أو إنها غير قابلة للتطبيق».

واعترف بومبيو بأن الخطة تميل إلى مصلحة إسرائيل، لكنه عبّر عن أمله أن تتم دراستها. وذكر: «أتفهم لماذا يعتبر الناس أنه اتفاق يمكن أن يحبه الاسرائيليون وحدهم، وأتفهم هذه النظرة لكن آمل أن يتم إفساح المجال للإصغاء».

وقال ترامب للصحافيين، أمس الأول: «عندما يقول مايك (بومبيو) ذلك، أفهمه، ومعظم الناس يعتقدون أنه أمر مستحيل. وأعتقد أنه أمر ممكن»، مضيفا: «نعمل ما بوسعنا لمساعدة الشرق الأوسط في صياغة خطة التسوية السلمية، وإذا نجحنا فسيكون ذلك جيدا».

وتعرضت الخطة لضربة بعد أن أخفق زعيم حزب «ليكود» اليميني رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات الأخيرة، وتقرر تنظيم انتخابات جديدة في سبتمبر.

وكانت واشنطن قالت، إنها ستعلن تفاصيل الخطة بعد تشكيل حكومة إسرائيلية وانتهاء شهر رمضان.

ورفض الفلسطينيون مسبقاً الخطة، كما وضعت القمة الإسلامية التي عقدت في مكة أخيراً شروطاً على الصفقة.

ويعتقد أن الجوانب الاقتصادية من الخطة، ستكشف في مؤتمر ينظم في المنامة في 25 و26 يونيو الجاري، لكن الفلسطينيين والأمم المتحدة أعلنوا مقاطعته.

كوشنير

من ناحيته، شكك كوشنير في قدرة الفلسطينيين على حكم أنفسهم. وقال لموقع «أكسيوس» الأميركي، أمس الأول، رداً على سؤال إذا كان يمكن للفلسطينيين أن يتحرروا من التدخل العسكري والحكومي الإسرائيلي، قائلاً: «هذا طموح كبير».

وأضاف: «أعتقد أنه يجب أن يحصل الفلسطينيون على حق تقرير المصير، وأن يصبحوا قادرين بمرور الوقت، على الحكم المستقل».

وتابع «إن الفلسطينيين بحاجة لوجود نظام قضائي عادل وحرية صحافة وحرية تعبير والتسامح مع كل الأديان قبل أن تصبح المناطق الفلسطينية أماكن قابلة للاستثمار».

وسئل كوشنير عما إذا كان قد فهم سبب عدم ثقة الفلسطينيين به، فقال: «لست هنا كي أكون محل ثقة، وأعتقد أن الشعب الفلسطيني سيحكم على الخطة بناء على ما إذا كان يرى أن هذا سيسمح له بتحقيق حياة أفضل أم لا».

وتفادي كوشنير مرة أخرى القول صراحة ما إذا كانت الخطة ستتضمن حلا يقوم على وجود دولتين، والذي يمثل أساس السياسة الأميركية منذ عشرات السنين ويدعو لإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة تكون عاصمتها القدس الشرقية.

لكنه قال «أعتقد أنه يجب أن يحصلوا على حق تقرير المصير. سأترك التفاصيل إلى أن نعلن الخطة الفعلية».

إلى ذلك، دعا صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية العرب إلى مقاطعة فريق الإدارة الأميركية الذي يعمل على إنجاز الخطة.

وغرد على «تويتر» قائلاً: «مرة أخرى أدعو الأشقاء العرب لعدم الحديث مع هذه الفرقة من المستوطنين كوشنير وغرينبلات وفريدمان. ما يخططون له هو الازدهار للمستوطنين».

وكان عريقات يشير في تغريدته إلى جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي، وجيسون غرينبلات مبعوث الرئيس للسلام في الشرق الأوسط، وديفيد فريدمان السفير الأميركي لدى إسرائيل.

السيسي

وفي القاهرة، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي: «إننا في مصر لا نتكلم باسم الفلسطينيين، ولا نرضى بأمر لا يقبلونه»، حسب ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية.

وفي كلمة عقب إفطار الأسرة بأحد الفنادق في القاهرة، مساء أمس الأول، نفى السيسي الإشارات الى أن مصر قد تقدم تنازلات أو التخلي عن ذرة من تراب البلاد تحت أي مبرر، مؤكدا أن ما يتردد محاولة للإساءة لمصر لن يتم القبول بها، وأنه لن يفرط وكذا الشعب المصري في تراب البلاد.

وقال: «بتسألوا إيه الحكاية، والسيسي ناوي على ايه وهيدي حاجة لحد». واستطرد قائلا: «هل تتصوروا اني ممكن أفرّط مثلاً بالارض؟.. طيب ليه؟».

واعتبر أن «التساؤلات التي يطرحها بعض المصريين عن إمكانية التفريط في شيء من الأراضي المصرية، أمر محير»، وجعله يتساءل «هل يعرفه المصريون جيدا؟»، مضيفا أن «صفقة القرن مسمى إعلامي وفيها كثير من الأكاذيب ضد مصر».

back to top