صواريخ بين نتنياهو وسليماني تختبر اجتماع «اللجنة الثلاثية»

• مقتل ضابط في «الحرس الثوري» بقصف القنيطرة
• «داعش» يوسّع «غزوة الاستنزاف»

نشر في 03-06-2019
آخر تحديث 03-06-2019 | 00:05
شرطة إسرائيلية تستهدف الفلسطينيين في «يوم القدس» بالبلدة القديمة أمس (رويترز)
شرطة إسرائيلية تستهدف الفلسطينيين في «يوم القدس» بالبلدة القديمة أمس (رويترز)
في اختبار جدي للاجتماع الأميركي الروسي الإسرائيلي المرتقب لبحث مستقبل الوجود الإيراني في سورية، أمر قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني بنفسه بإطلاق قذائف على منطقة جبل الشيخ العسكرية في الجولان المحتل، في عملية سارع رئيس وزراء إسرائيل بالرد عليها بقوة قرب دمشق وفي القنيطرة.
في تفجر جديد للوضع الصعب في سورية، أكد مصدر مطلع لـ"الجريدة" أمس، سقوط عدد من القتلى والجرحى معظمهم من الإيرانيين وعناصر من الميليشيات الشيعية الموالية في قصف للجيش الإسرائيلي على مواقع في القنيطرة، موضحاً أن الهجوم جاء رداً على إطلاق صواريخ باتجاه الجولان المحتل بإيعاز من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني بنفسه.

ووفق المصدر، فإن سليماني على ما يبدو لم يتوقع رداً إسرائيلياً بهذا المستوى، مشيراً إلى مقتل ضابط إيراني مسؤول عن منصات صواريخ تابعة للحرس الثوري وخارجة عن سيطرة الجيش السوري، وربما كان هو من أعطى الأمر المباشر لإطلاق صاروخين على جبل الشيخ بالجولان المحتل.

ومن المعلومات التي حصلت عليها "الجريدة" فإن إسرائيل لم تستهدف شخصاً بعينه ويبدو أن مقتل الضابط جاء جراء القصف على موقع وجِد فيه بحكم عمله ومهمته العسكرية، لكن المصدر المطلع أكد أن إسرائيل استهدفت القوة الإيرانية المسؤولة عن إطلاق الصاروخين باتجاه مواقعها العسكرية.

واستهدفت إسرائيل مواقع سورية وإيرانية ولحلفاء طهران في القنيطرة وقرب العاصمة دمشق منها بطاريات ومواقع صواريخ ومراقبة وتحكم وتجسس إيرانية للميليشيات التابعة لها مثل "الحشد الشعبي" العراقي و"حزب الله"، بحسب المصدر.

من جهته، أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي

عبدالرحمن أن الغارات الإسرائيلية استهدفت مناطق توجد فيها مواقع وتمركزات ومستودعات لإيران و"حزب الله" ضمن قطاعات عسكرية تابعة لقوات النظام في منطقة الكسوة في جنوب غرب العاصمة، مؤكداً سقوط عشرة قتلى هم ثلاثة جنود وسبعة من جنسيات غير سورية.

عملية حازمة

وأقر رئيس الوزراء وزير الدفاع بنيامين نتنياهو بأنه أمر بإطلاق الصواريخ على مواقع للجيش السوري، مؤكداً أنه "لن نسمح بإطلاق النار على أراضينا وسيتم الرد بقوة كبيرة على أي عدوان يشن ضدنا".

وكتب نتنياهو، على "فيسبوك"، "أجريت أمس مشاورات أمنية في أعقاب إطلاق القذائف من سورية على الجولان وأوعزت لجيش الدفاع بالقيام بعملية حازمة".

وفي الوقت نفسه، نشر الجيش الإسرائيلي صوراً ومقطع فيديو لاستهداف "بطاريتي مدفعية وعدة مواقع رصد واستخبارات في منطقة الجولان بالإضافة إلى بطارية دفاع جوي من طراز إس إيه2"، مبيناً أنه "خلال الغارات تم تفعيل أنظمة الدفاع الجوي في أعقاب إطلاق قذائف مضادة للطائرات سورية"، تم رصد واحدة منها داخل إسرائيل.

وإذ اعتبر الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن "النظام السوري مسؤول عن كل نشاط ضده انطلاقاً من الأراضي السورية وسيعمل بشكل حازم ضد أي اعتداء"، أكد مصدر عسكري أن الدفاعات الجوية تصدت فجر أمس "لأهداف جوّية معادية قادمة من الجولان المحتلّ باتّجاه "مواقع" في جنوب غرب دمشق و"قامت بالتعامل معها وإسقاط الصواريخ جنوب غرب دمشق"، بحسب وكالة الأنباء الرسمية "سانا".

وفي اجتماع هو الأول من نوعه بين الدول الثلاث المنخرطة في الملف السوري، من المقر أن يجتمع خلال أيام، رئيس مجلس الأمن القومي الأميركي جون بولتون ونظيراه الروسي نيكولاي باتروشيف والإسرائيلي مئير بن شبات، في القدس الغربية، لبحث مستقبل وجود إيران في سورية، فضلاً عن "خريطة طريق" تشمل تقديم واشنطن وحلفائها إغراءات مثل الإعمار والشرعية ورفع العقوبات، مقابل التزام موسكو بضبط دور إيران والعملية السياسية.

نزوح واستنزاف

إلى ذلك، تشهد أرياف حماة الغربي وإدلب الجنوبي حركة نزوح واسعة منذ نهاية أبريل الماضي، باتجاه المناطق الشمالية في إدلب والحدودية مع تركيا، جراء الحملة العسكرية للنظام بدعم جوي من روسي.

ونددت منظمات سورية غير حكومية بتقاعس المجتمع الدولي بمواجهة التصعيد في محافظة إدلب، مؤكدة أنها تشهد "أكبر" موجة من النزوح منذ بدء النزاع، بالإضافة إلى سقوط مئات المدنيين.

وفي إطار ما وصفها بـ "غزوة الاستنزاف"، تبنى تنظيم "داعش" هجومين انتحاريين استهدفا وسط مدينة الرقة، أمس الأول، أسفر أحدهما عن مقتل عشرة أشخاص على الأقلّ هم خمسة مدنيين وخمسة من مقاتلي قوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركياً.

وضمن "الغزوة" ذاتها، أعلنت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم عبر قناتها في "تلغرام" مقتل 17 عنصراً من قوات النظام، بينهم ضباط، خلال هجوم على مواقعهم بمنطقة السخنة في بادية حمص.

الإدارة الذاتية

سياسياً، زار وفد برلماني فرنسي مناطق الإدارة الذاتية الكردية شرق الفرات والتقى الرئيسة المشتركة لمجلس سورية الديمقراطية أمينة عمر وأعضاء في مجلس فرهاد أحمي وجيان ملا، وضبيا الناصر.

وضمت الزيارة الثانية لوفد أوروبي للمنطقة خلال أسبوع كلاً من رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الفرنسي مارييل دي سارنيز،

وديميير لي بون رئيس قسم العلاقات الخارجية، وباترييت فرانشيسكي، إلى جانب ممثل الإدارة الذاتية في فرنسا خالد عيسى.

وخلال الزيارة ناقش الوفد مع مسؤولي الإدارة الذاتية، قضايا عديدة أهمها إنشاء محكمة لمحاكمة مقاتلي "داعش" المحتجزين لدى "قسد"، إضافة لقضايا إعادة الإعمار وعودة النازحين وغيرها، بحسب الوكالة.

وفد برلماني فرنسي يزور مناطق الإدارة الذاتية شرق الفرات
back to top