ترامب يهدد بـ «إنهاء» إيران ثم يُهدِّئ... وعُمان تبدأ تحركاً علنياً لخفض التوتر

• ظريف: احترامنا سينفع أكثر من تهديدنا
• لندن للإيرانيين: لا تختبروا عزم واشنطن
• الصدر: من يزج العراق بالحرب فسنعتبره عدواً

نشر في 21-05-2019
آخر تحديث 21-05-2019 | 00:05
No Image Caption
تمسك الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستراتيجيته المزدوجة مع إيران القاضية بفرض ضغوط قوية عليها بما في ذلك تهديدها بحرب ثم دعوتها إلى الحوار، في حين بدأت سلطنة عمان تحركا دبلوماسياً علنياً لخفض التوتر بين البلدين خصوصاً بعد الصاروخ الذي أطلق على السفارة الأميركية في بغداد وأجمع العراقيون على رفضه.
هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ«انهاء إيران رسمياً» في حال أقدمت على مهاجمة مصالح أميركية قبل أن يعود ليهدئ نبرته، في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» المحافظة، توقع المراقبون أن تتضمن تصعيداً بعد سقوط صاروخ كاتيوشا على محيط السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية بغداد.

وفي أقوى تهديد منذ اندلاع التوتر الحالي بين البلدين، كتب ترامب على «تويتر» أمس الأول : «إذا أرادت إيران خوض حرب فسيكون ذلك النهاية الرسمية لإيران. لا تهددوا الولايات المتحدة مجدداً».

وبعد ساعات على هذه التغريدة عالية السقف، قال ترامب لـ «فوكس نيوز» فجر أمس، إنه لا يريد حرباً مع إيران بسبب أضرارها الجسيمة، وتحدث عن «غزوها اقتصادياً».

ورداً على سؤال بشأن احتمال الحرب مع طهران، قال الرئيس الأميركي: «ما أريده فقط هو ألا يمتلكوا أسلحة نووية، وألا يكون بوسعهم تهديدنا».

وجدد القول، إنه «شخصياً ضد التورط في الحروب، التي تؤذي الاقتصادات وتزهق أرواح البشر، وهو الأمر الأهم»، لكنه أضاف: «لا أريد القتال. لكن في حالات معينة مثل إيران، لا يمكنك السماح لهم بامتلاك أسلحة نووية، لا يمكنك ترك ذلك يحدث».

ورد الرئيس الأميركي بالنفي على سؤال عما إذا كان قد غير رأيه بعدم شن «حروب غبية»، مشيراً إلى أنه «إذا أراد غزو إيران فسيغزوها اقتصادياً».

ورأى أن العقوبات المفروضة على طهران بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي تؤتي أكلها، مشيراً إلى أن الاقتصاد الإيراني أصبح «مدمراً».

وأكد أن إيران مثّلت مشكلة منذ وقت طويل، واتهمها بإذكاء الصراعات في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف أن أولى الاجتماعات التي عقدها بعيد وصوله إلى البيت الأبيض في يناير 2017، كانت مع القادة العسكريين في البنتاغون بشأن إيران، وقال «عرض عليّ الجنرالات (خريطة) الشرق الأوسط، وكانت فيها 14 أو 15 موقعاً لم يكن فيها سوى الحرب والمشكلات».

وتابع: «وكل واحد منها (المواقع المضطربة) كانت بتحريض من إيران. لقد كان الأمر مرتبطاً بجيش إيران وأناس تدفع لهم إيران (..) لقد كان الأمر فظيعاً جداً».

وهاجم ترامب سلفه، الرئيس السابق باراك أوباما، بسبب إبرام الاتفاق النووي مع طهران عام 2015، واصفاً إياه بالاتفاق «المرعب»، مشيراً إلى الأموال الضخمة التي تدفقت على نظام طهران بسبب الاتفاق، ووصلت إلى 150 مليار دولار.

وأكد أن الاتفاق كان سيمهد الطريق أمام النظام الإيراني للحصول على أسلحة نووية خلال 5 سنوات من الآن، مجدداً التأكيد على صحة قرار الانسحاب من الاتفاق.

وحث ترامب الإيرانيين مجدداً على المجيء إلى طاولة المفاوضات.

ظريف

في المقابل، ردّ وزير الخارجية الإيراني ​محمد جواد ظريف​، على تغريدة ترامب​ حول «إنهاء إيران رسمياً»، مؤكداً أن «التبجحات عن الإبادة التي أطلقها الرئيس الأميركي لن تقضي على إيران».

وقال ظريف، في تغريدة على «تويتر» إن «ترامب مدفوعاً بالفريق ب، يأمل أن ينجز ما فشل الإسكندر (المقدوني) وجنكيز(خان) وغيرهما من المعتدين القيام به. الإيرانيون صمدوا آلاف السنين، بينما رحل المعتدون جميعاً». وختم ظريف مخاطبا ترامب: «لا تهدد إيران.. احترمها وهذا سينفع!»

بن علوي

إلى ذلك، وصل وزير الدولة للشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي أمس، إلى طهران وأجرى مشاورات بدأها بلقاء ظريف. وأدت مسقط دور الوسيط بين واشنطن وطهران قبل التوصل إلى الاتفاق النووي. ومنذ اندلاع التوتر الحالي قبل أيام، ترددت أنباء عن تحرك عماني لإعادة الهدوء.

هانت

في غضون ذلك، قالت بريطانيا، أمس، إنه يجب ألا تستهين أيران بعزم الولايات المتحدة، محذرة من أنه إذا تعرضت المصالح الأميركية لهجوم فإن إدارة ترامب سترد.

وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت للصحافيين على هامش اجتماع لجمعية الصحة العالمية في جنيف: «أقول للإيرانيين: لا تستهينوا بعزم الجانب الأميركي. إنهم لا يريدون حرباً مع إيران. لكن إذا تعرضت المصالح الأميركية لهجوم فسيردون. وهذا أمر يحتاج الإيرانيون إلى التفكير فيه بتمعن شديد».

«كاتيوشا الخضراء»

إلى ذلك، أجمع العراقيون وبينهم فصائل مقربة من إيران ومحسوبة على التيار المتشدد على رفض إطلاق صاروخ كاتيوشا على السفارة الأميركية في بغداد.

وكان الجيش العراقي أعلن، مساء أمس الأول، أن صاروخاً أطلق على المنطقة الخضراء شديدة التحصين ببغداد، التي تضم مباني حكومية وسفارات أجنبية، وسقط قرب السفارة الأميركية لكنه لم يؤد إلى سقوط ضحايا.

وقال الجيش، إنه عثر على منصة إطلاق الصاروخ وإنه مشط المنطقة للبحث عن صواريخ أخرى قد تكون منصوبة هناك.

جاء الهجوم بعد أسبوعين من تحذير وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو القادة العراقيين خلال زيارة لم يعلن عنها سابقاً من أن واشنطن سترد بقوة إذا أخفقوا في إبقاء الفصائل المدعومة من إيران، التي توسع نفوذها في العراق وتشكل الآن جزءاً من جهازه الأمني، تحت السيطرة.

وجاءت زيارة بومبيو بعد أن أوضحت معلومات استخباراتية أميركية أن فصائل شيعية تساندها إيران تنشر صواريخ قرب قواعد تضم قوات أميركية وفق ما أعلنه مصدران أمنيان عراقيان.

وأشار مسؤول من وزارة الخارجية الأميركية إلى أنه لم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم وأنه لم يؤثر على أي منشأة تشغلها الولايات المتحدة. وقال: «لكننا نأخذ هذه الواقعة بشكل جدي جداً»، سنحمل إيران المسؤولية إذا شنت قوات الميليشيات التي تعمل وكيلاً لها أو عناصر من هذه القوات أياً من مثل هذه الهجمات وسنرد على إيران طبقاً لذلك».

وذكر الجيش العراقي، في بيان، أن صاروخ كاتيوشا سقط في قلب المنطقة الخضراء قرب النصب التذكاري للجندي المجهول. ويقع النصب على بعد نحو نصف كيلومتر شمالي مجمع السفارة الأميركية المترامي الأطراف.

وكانت السلطات الأميركية قد أجلت الأسبوع الماضي الموظفين غير الأساسيين من السفارة ببغداد والقنصلية في أربيل.

العامري

وسارع حلفاء عراقيون لإيران لإدانة الهجوم وشددوا على أن نشوب حرب بين طهران وواشنطن سيضر بغداد والمنطقة كلها.

وحث السياسي وقائد أحد الفصائل هادي العامري، الذي تسيطر كتلته الانتخابية على ثاني أكبر عدد من المقاعد بالبرلمان، العراقيين في بيان على «ألا يكونوا ناراً لهذه الحرب» التي «ستحرق الجميع».

وردد قيس الخزعلي، وهو قائد فصيل آخر، نفس الموقف وكتب على «تويتر» أن الحرب لن تكون من مصلحة واشنطن أو طهران.

وقال العامري في بيان: «نؤكد أن المسؤولية الوطنية والدينية والتاريخية تحتم على الجميع إبعاد شبح الحرب عن العراق أولاً وعن كل المنطقة ثانياً».

وأضاف: «الحرب إذا اشتعلت لا سمح الله فسوف تحرق الجميع، لذا فإن كل من يحاول إشعال فتيل الحرب انطلاقاً من العراق هو إما جاهل أو مدسوس، لأن كل أطراف الحرب لاتريد الحرب، فلا الجمهورية الإسلامية تريد الحرب ولا الولايات المتحدة تريد الحرب». وتابع: «الذي يدفع إلى الحرب فقط الكيان الصهيوني، لذا نهيب بكل العراقيين ألا يكونوا ناراً لهذه الحرب».

الخزعلي

من جانبه، حذر زعيم حركة «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي مما وصفها بمحاولة البعض خلط الأوراق من أجل إيجاد مبرر للحرب.

وكتب الخزعلي على «تويتر»: «الحرب المفترضة ليست من مصلحة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولا الولايات المتحدة الأميركية وإنما هي مصلحة إسرائيلية بامتياز ولأسباب عقائدية».

وحذر من «عمليات خلط الأوراق التي يراد منها إيجاد ذرائع الحرب ويراد منها الإضرار بوضع العراق السياسي والاقتصادي والأمني».

الصدر

ودعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر مساء الأحد إلى عدم تأجيج الحرب بين إيران والولايات المتحدة وزج العراق فيها. وقال الصدر، في بيان: «أنا لست مع تأجيج الحرب بين إيران وأميركا ولست مع زج العراق في هذه الحرب وجعله ساحة للصراع».

وأضاف: «نحن بحاجة إلى وقفة جادة مع كبار القوم لإبعاد العراق عن تلكم الحرب الضروس التي ستأكل الأخضر واليابس فتجعله ركاماً».

وتابع الصدر: «نحن بحاجة إلى أن يرفع الشعب العراقي صوته مندداً بالحرب وزج العراق بها، فإن لم تكن للعراق وقفة واحدة وجادة فستكون تلك الحرب نهاية للعراق».

وشدد الزعيم الشيعي على أنه «لا العراق وشعبه يتحمل حرباً ونحن بحاجة إلى السلام والإعمار وأي طرف يزج العراق بالحرب ويجعله ساحة للمعركة سيكون عدواً للشعب العراقي».

النجباء

أما معاون الأمين العام لحركة «المقاومة الإسلامية ـ النجباء» نصر الشمري، فقد رفض «الذرائع التي تختلقها واشنطن لتأجيج توترات أمنية في المنطقة والعراق»، مؤكداً «جهوزية النجباء التامة للرد على أي إجراء أميركي عدائي».

وأفاد موقع «واشنطن إغزامينير» الأميركي، أن الصاروخ الذي سقط بمحيط السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء في بغداد مساء الأحد، «من الطراز نفسه الذي تروّجه إيران، وتستخدمه الجماعات الإرهابية بالشرق الأوسط».

دوريات وجهورية

إلى ذلك، وبينما ذكر الأسطول الأميركي الخامس الذي مقره البحرين، أمس الأول، أن دول مجلس التعاون الخليجي بدأت «دوريات أمنية مكثفة» في المياه الدولية بالخليج العربي منذ يوم السبت الماضي، قال قائد سلاح الجو الإيراني العميد طيار، عزيز نصير زادة، أمس، إنه «لدى القوة الجوية دوماً الجاهزية المعنوية والقتالية المطلوبة للدفاع عن الشعب والمصالح الوطنية».

وأكد نصير زادة «ضرورة الأمل بالنصر الإلهي»، معتبراً «الرمز في تحقيق هذا الوعد الإلهي بالنصر يتمثل بالصمود والاستقامة والإيمان بالنصر الحتمي أمام العدو، وذلك لدى تفقده لمستوى القدرات والخطط الميدانية في القواعد الجوية ببوشهر وبندر عباس وأصفهان».

قوات خاصة بريطانية لحماية الناقلات

أفادت تقارير صحافية بريطانية، بأن بريطانيا أرسلت عناصر من القوات الخاصة إلى الشرق الأوسط، كجزء من مهمة سرية جدا لمواجهة أي هجمات إيرانية على السفن التجارية.

وذكرت صحيفة «دايلي إكسبرس» اليمينية، أن بريطانيا أرسلت فرقتين من الوحدات الخاصة انضمتا إلى ناقلات النفط المسجلة بالمملكة المتحدة التي تبحر في الخليج.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بمجرد وصول عناصر الفرقتين إلى مسرح العمليات، سيتم تكليفهم بمراقبة النشاط العسكري الإيراني في جميع أنحاء جزيرة قشم، التي تعد موقعا للقوارب الحربية البحرية في البلاد. وأضافت أن الفريقين سيعملان على جمع المعلومات أثناء تحرك السفن جنوبا عبر مضيق هرمز وخليج عُمان، حيث يعتقد أنه سيتم نقلهما جوا بواسطة مروحيات البحرية الملكية ميرلين خارج سلطنة عمان.

وقالت صحيفة «صن أون لاين»، إن وزارة الدفاع البريطانية رفضت التعليق على ما نشرته «دايلي إكسبرس»، قائلة إنها «لا تعلق أبدا على القوات الخاصة».

back to top