التداعيات الجيوسياسية أثرت بأسعار النفط خلال الأسبوع

«كامكو»: يقابلها الضغوط التراجعية الناتجة عن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين
● النفط ينخفض بفعل زيادة مفاجئة في المخزونات الأميركية

نشر في 16-05-2019
آخر تحديث 16-05-2019 | 00:02
No Image Caption
أدت التهديدات بتقليص الإمدادات النفطية على خلفية التداعيات الجيوسياسية في منطقة الخليج إلى ارتفاع أسعار النفط هذا الأسبوع، بعد تسجيلها تراجعات متتالية على مدار الأسبوعين الماضيين. هذا بالإضافة إلى جهود المستوردين للبحث عن مصادر بديلة لخام النفط نتيجة للعقوبات المفروضة على إيران وإلغاء الإعفاءات، كما ساهمت فنزويلا في دعم أسعار عقود النفط الفورية لبعض درجات الخام لمنتجين من منطقة الخليج وافريقيا.

من جهة أخرى، وحسب تقرير صادر عن شركة كامكو للاستثمار، اشتعلت مرة أخرى الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعد فشل المحادثات على ما يبدو بين الشريكين التجاريين. وقامت الولايات المتحدة برفع الرسوم الجمركية على واردات صينية بقيمة 200 مليار دولار من نسبة 10 في المئة إلى 25 في المئة، كما يشاع عزمها فرض الرسوم الجمركية على كل الواردات الصينية. وقوبل ذلك بقيام الصين باتخاذ إجراءات مضادة تمثلت في فرض رسوم جمركية على سلع أميركية بقيمة 60 مليار دولار ابتداءً من يونيو 2019، إلا أن الصين استثنت رفع الرسوم الجمركية على الواردات النفطية الأميركية، بينما زادتها على واردات الغاز الطبيعي المسال.

وأثرت التطورات الأخيرة على كل من جانبي الطلب والعرض لسوق النفط. وتبرز عوامل جانب الطلب إلى حد كبير المخاطر السلبية المحيطة بأسعار النفط على المدى القريب، حيث إن عودة اشتعال الحرب التجارية لم تقم إلا بإخافة الاسواق التي عاصرت بالفعل ضعف المؤشرات الاقتصادية من جانب مستوردي النفط الرئيسيين. ويشمل ذلك التراجعات المتتالية في مبيعات السيارات في الصين والهند بالإضافة إلى توقع وصول السوق الأميركي لمستويات الذروة، ومن المتوقع أن تتراجع معدلات النمو على المدى القريب.

وفي أحدث التقارير الشهرية الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، تم خفض توقعات نمو الطلب العالمي على النفط هامشياً. كما ذكرت أيضاً أن أسعار النفط، التي تم تداولها مؤخرا فوق مستوى 65 دولارا للبرميل، لها تأثير سلبي على الطلب من المشترين الآسيويين.

أما على جانب العرض، فإن الزيادة المتوقعة في المعروض النفطي من الولايات المتحدة قد تم اخذها في الاعتبار بالفعل ضمن عوامل تسعير النفط. إلا انه يبدو أن هناك عدداً من العوامل الأخرى التي لها تأثير قد يعادل ارتفاع إمدادات النفط الأميركية، بما في ذلك فرض العقوبات على إيران وفنزويلا، وتراجع إمدادات النفط من روسيا إلى أوروبا على خلفية تعطل خط أنابيب النفط.

كما تشهد أوروبا أيضًا بعض المناطق التي يرتفع فيها الطلب على النفط على خلفية توقع تزايد تشغيل مصافي التكرير في الأشهر المقبلة، بالإضافة إلى انخفاض المعروض من مصدري النفط الثقيل، بما في ذلك تراجع الإمدادات من بحر الشمال بسبب انقطاع الإنتاج، إلى جانب درجات الخام النيجيرية والأنغولية.

بالإضافة إلى ذلك، تستمر القيود المفروضة على الإنتاج من أعضاء «أوبك» وحلفائها الآخرين، حيث انه من المقرر ان يتم اتخاذ قرار في يونيو 2019 بشأن سياسة الإنتاج المستقبلية للمجموعة. وفي مايو 2019، ظل إنتاج «أوبك» النفطي ثابتًا على أساس سنوي عند مستوى 30.3 مليون برميل يوميًا، وفقًا لبيانات وكالة بلومبرغ، حيث واصلت السعودية الإنتاج بمستويات منخفضة تعد الأدنى منذ أربعة أعوام.

من جهة أخرى، فإن الإنتاج في ليبيا وعلى الرغم من ظهور بشائر نمو واعدة في ظل الاستثمارات الجديدة فإنه لايزال هشاً نتيجة لعدد من الحوادث الأخيرة التي أثرت على منشآت النفط في البلاد. كما انه خلال مايو 2019 يقال إن الإنتاج الروسي كان متماشياً مع الحصص المقررة ضمن اتفاقية «أوبك» وحلفائها، فيما قد يعزى أيضًا لخفض الإمدادات إلى أوروبا بسبب مشكلة التلوث.

اتخذت أسعار النفط اتجاها تراجعياً خلال الأسبوعين الماضيين، بعد أن وصلت إلى أعلى مستوياتها المسجلة منذ نوفمبر 2018، حيث بلغت 75 دولارا للبرميل في الأسبوع الأخير من أبريل 2019. وقد شمل التراجع سوق السلع الأساسية بصفة عامة على خلفية النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين بعد فشل الطرفين في التوصل إلى أي حلول.

النفط ينخفض بفعل زيادة مفاجئة في المخزونات الأميركية

البرميل الكويتي ينخفض 1.14 دولار ليبلغ 70.62 دولاراً

انخفض سعر برميل النفط الكويتي 1.14 دولار في تداولات أمس الأول، ليبلغ 70.62 دولاراً مقابل 71.76 دولاراً للبرميل في تداولات يوم الاثنين الماضي، وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.

وفي الأسواق العالمية، انخفضت أسعار النفط أمس، بعدما أظهرت بيانات زيادة مفاجئة في المخزونات الأميركية من الخام ونمو الناتج الصناعي الصيني في أبريل بأقل من المتوقع، لكن الأسعار لاقت دعماً من تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.

وهبطت العقود الآجلة لخام القياس العالمي 20 سنتاً أو 0.3 في المئة عن آخر إغلاق لها لتسجل 71.04 دولاراً للبرميل، وأغلق برنت مرتفعاً 1.4 في المئة أمس الأول.

وتراجعت كذلك العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 40 سنتاً، أو 0.7 في المئة، عن التسوية السابقة لتبلغ 61.38 دولاراً، وأغلقت في الجلسة السابقة مرتفعة 1.2 في المئة.

وأظهرت بيانات معهد البترول الأميركي أن مخزونات الولايات المتحدة من الخام ارتفعت خلافاً للتوقعات الأسبوع الماضي بينما زادت مخزونات البنزين والمقطرات.

وارتفعت المخزونات 8.6 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في العاشر من مايو إلى 477.8 مليون برميل مقارنة مع توقعات المحللين بتراجعها 800 ألف برميل.

وتعلن إدارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الأميركية الأرقام الرسمية في وقت لاحق.

وقال إدوارد مويا كبير محللي السوق في أواندا، «إذا أكد تقرير إدارة معلومات الطاقة زيادة المخزونات، فقد نرى ذلك يضغط على أسعار النفط... لكن كثيراً من المخاطر الجيوسياسية لا تزال قائمة مما يبقي على دعم الأسعار».

من ناحية أخرى، قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أمس الأول، إن الطلب العالمي على نفطها سيزيد عما كان متوقعاً هذا العام مع تباطؤ نمو إمدادات منافسين مثل منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة، مشيرة إلى سوق أشد شحا إذا أحجمت المنظمة عن زيادة الإنتاج.

في غضون ذلك، تباطأ نمو الناتج الصناعي الصيني بوتيرة أكبر من المتوقع إلى 5.4 في المئة في أبريل من أعلى مستوى له في أربعة أعوام ونصف العام في مارس، مما يعزز الآراء التي تقول إن على بكين طرح مزيد من الإجراءات التحفيزية مع اشتداد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.

back to top