الأغلبية الصامتة: نحن وطبول الحرب

نشر في 16-05-2019
آخر تحديث 16-05-2019 | 00:09
في هذه المرحلة لا تستطيع دولة واحدة تحمل مسؤولية الجهد الدبلوماسي، فبإمكان الكويت ودول المنطقة والدول المرتبطة بمصالح مباشرة مع منطقة الخليج توحيد جهودها الدبلوماسية لإيجاد حلول ومخارج لتجاوز حالة قرع طبول الحرب التي لن يستفيد منها أحد غير الكيان الصهيوني.
 إبراهيم المليفي لم تكن الكويت خلال الحرب العالمية الثانية دولة مستقلة أو لاعبا أساسيا في تلك الحرب، هي مثل الكثير من الأمم والشعوب ليس لها علاقة بالحرب التي نشبت في أوروبا ثم انتشرت في بقية أرجاء العالم، ورغم ذلك تأثرت الكويت اقتصاديا بسبب الحصار البحري الذي قطع خطوط تجارتها البحرية مع الهند، وهي التي لم تشارك في تلك الحرب بأي شكل من الأشكال.

لا يوجد في عالم اليوم حروب لا تعنينا فكل شيء متشابك مع الأشياء الأخرى، ومن يعتقد أن الحروب يمكن السيطرة عليها مثل التجارب التي تتم داخل المختبرات مخطئ وقصير النظر، الحروب نار تبدأ بعود ثقاب وتنتهي بحرق دول كاملة بشعوبها وثرواتها ومستقبلها، والحكمة التي تولدت رغما عن أنوف المتحاربين في الحروب العالمية وسادت العالم لعقود طويلة لتمنع تكرار الحروب المماثلة لها، تهاوت تحت أقدام المجانين والشعوبيين الذين فرضوا حضورهم ولغتهم المليئة بمفردات التفوق والعنصرية، والقصد أن من يراهن على تدخل الدول (الحكيمة) لفض النزاعات المحتملة واهم ويراهن على السراب.

في حسابات اليوم والقادم من الأيام تلوح الكثير من المؤشرات المقلقة لنشوب مواجهات عسكرية بين أميركا وإيران وأطراف أخرى، وفي خضم هذه الأجواء المتصاعدة علينا أن نعيد حساباتنا وخياراتنا ونحدثها كل يوم وربما كل ساعة بما يضمن عدم نشوب حرب ستقع بالقرب من أرضنا وشواطئنا.

هذا الوضع المتفاقم يتكثف عسكريا داخل منطقة مشبعة بالأزمات والنزاعات المحلية والإقليمية، ولا يقابله جهد دبلوماسي يوازي حاملات الطائرات والتحركات العسكرية المتزايدة، وما أخشاه هو أننا نقترب من خط اللا عودة دون أن نشعر بذلك، إذاً ما العمل فيما يخص الكويت على الأقل؟

في هذه المرحلة لا تستطيع دولة واحدة تحمل مسؤولية الجهد الدبلوماسي، فبإمكان الكويت ودول المنطقة والدول المرتبطة بمصالح مباشرة مع منطقة الخليج توحيد جهودها الدبلوماسية لإيجاد حلول ومخارج لتجاوز حالة قرع طبول الحرب التي لن يستفيد منها أحد غير الكيان الصهيوني.

الأمر الثاني وهو يخص الكويت، ففي مثل هذه الأوضاع لا بد من الاستعداد الداخلي لأسوأ الاحتمالات من خلال تفعيل جميع الجهات واللجان المختصة بحالات الطوارئ والأمن الداخلي وتأمين المخزون الغذائي.

ختاما، قد تكون المعطيات لا تشير إلى أكثر من الحروب الكلامية واللعب عند حافة الهاوية، ولكن علينا أن نتذكر أن المجانين كثر وعود الثقاب يكفي لإشعال غابة بأكملها.

back to top