خاص

نيكولا مزهر لـ الجريدة•: كسبت التحدي ولم أعد نجماً صاعداً

نشر في 22-04-2019
آخر تحديث 22-04-2019 | 00:15
نيكولا مزهر
نيكولا مزهر
قدَّم الفنان اللبناني نيكولا مزهر في المواسم السابقة مجموعة أدوار أثبتت أنه ممثل محترف، ولم يعد وجهاً صاعداً، أبرزها دور «سليم بك» في «ثورة الفلاحين (تأليف كلوديا مرشليان، إخراج فيليب أسمر، وإنتاج إيغل فيلمز)، و«داني» في «ثواني» (تأليف كلوديا مرشليان، وإخراج سمير حبشي، وإنتاج إيغل فيلمز)، وأخيراً «دوري» في آخر الليل (تأليف عبير صياح، وإخراج أسامة الحمد، وإنتاج الصدى للإنتاج الفني). وإضافة إلى نشاطه الدرامي، افتتح أخيراً محل ثياب Casting، لضمان مستقبله المهني بالمستوى الذي يطمح إليه.
عن أدواره ومشاريعه المهنية الجديدة تحدث إلى «الجريدة»:

* "سليم بك"، "داني"، "دوري"، شخصيات مختلفة، ماذا أضافت كل منها إلى مسيرتك؟

- لقد أثبتُ في مسلسل "ثورة الفلاحين" قدراتي التمثيلية، وأنني لستُ شابا يتكل على شكله الخارجي. أداء شخصية "سليم بك" صعب، تطلَّب تجسيدها مجهودا كبيرا، خصوصا أنني اهتممت بتفاصيلها ومضمونها. كما أظهر دور "داني" قدرتي على تحمُّل مسؤولية مساحة كبيرة في أي عمل درامي، دون تسليط الضوء على الشكل، بل على مضمون الدور. أما بالنسبة لشخصية "دوري"، فالحبكة الدرامية جميلة والقصة أيضا، وما همني فعلا هو مشاركتي مع ممثلين عرب، إلى جانب الممثلين اللبنانيين القديرين.

تسمية «نجم صاعد»

* كأنك تخطيت من خلال هذه الأعمال مقولة انك "نجم صاعد"؟

- صحيح، لقد أطلقوا عليَّ هذه التسمية عندما بدأتُ التمثيل يافعا جدا. بعد مرور 9 سنوات من العمل والاجتهاد، لازمتني هذه التسمية لدى الجمهور، فوجدت صعوبة في تخطيها، كونها تؤثر في نوعية الأدوار التي تُعرض عليَّ، وفي نظرة المنتجين والمخرجين لي أيضا. لذا شكلت هذه الأدوار نوعا من التحدي الشخصي خرجت منه منتصرا، ولم أعد نجما صاعدا، بفضل الاجتهاد في بناء الشخصية، وتركيب أدق تفاصيلها.

* أي تحدٍ واجهت في تجسيد شخصية "سليم بك" المقعد؟

- لم أستطع استخدام جسدي في الأداء، فركزت على وجهي وعيوني دون مبالغة في التعبير عن إحساسي بالحزن والانهيار أحيانا، مع تثبيت حركة القدمين على الكرسي، حتى في مشاهد الوقوع على الأرض، وهذا أمر صعب جدا.

* سلطت شخصية "داني" الضوء على سلوكيات وأخلاقيات الشاب المهذب والمحترم والطموح، فأي ردود فعل حصدت؟

- تعاطف كثيرون مع هذه الشخصية التي تعكس حال نسبة كبيرة من الشباب اللبناني العامل في سبيل إكمال اختصاصه الجامعي، والذي يقبل بوظيفة لا تليق بمستواه العلمي أحيانا في سبيل لقمة العيش. لذا تعلق الجمهور الشاب بهذه الشخصية التي عبَّرت عن رسالة مهمة، وهي ضرورة احترام الآخرين، بغض النظر عن مهنتهم، لأن لكل إنسان دوره في الحياة الذي يخدم من خلاله البشرية.

برأيي، الدراما علاج نفسي بالنسبة للممثل والمشاهد، على حدٍ سواء.

* حققت بمعية ستيفاني عطالله ثنائية ناجحة جدا، فهل تلتقيان في عمل جديد؟

- شخصيا أتمنى ذلك، فثمة انسجام كبير بيننا، لكن القرار يعود للمحطة أو المنتج أو المخرج.

* "دوري" في مسلسل "آخر الليل" شبيه بـ"داني" من حيث الأخلاق والانتماء إلى عائلة متواضعة، فأي تمايز بين الشخصيتين؟

- صحيح أن وضعهما الاجتماعي والاقتصادي صعب، ما يفقدهما السيطرة على مستقبل العلاقة مع الحبيبة، إنما "دوري" يتصرف بعصبية أكثر تجاه الأحداث، وينفعل، فلا يضبط تصرفاته وسلوكه مع شقيقتيه، رغم أنه حريص جدا على مستقبلهما.

برأيي، يمكن أن تتشابه كل الشخصيات إن لم نسعَ لتمييز تفاصيلها ونحرص على التنويع في الأداء.

* لمَ الغياب عن الدراما الرمضانية المرتقبة؟

- بسبب ضيق الوقت لم يتسنَ لي تصوير عمل رمضاني، ويستمر عرض مسلسل "آخر الليل" خلال رمضان المقبل.

* بعض الممثلين يغيب عن الدراما الموسمية بهدف الإطلالة في رمضان، فيما يطل آخرون في أعمال عدة طيلة العام. برأيك، ألم تفقد الدراما الرمضانية رونقها مع وفرة الإنتاج؟

- للصراحة ينسون الأعمال التي قُدمت خلال العام، والتي حققت نجاحا جماهيريا، مركزين على المنافسة الرمضانية.

برأيي، هذه النظرية ستسقط بعد 3 سنوات عندما يبدأ شهر رمضان في مارس، عندها ستتداخل الأعمال مع بعضها. ما من شك هناك ارتفاع في نسبة المشاهدة خلال هذا الشهر الفضيل، خصوصا بعدما أصبحت في السنوات الخمس الأخيرة محطة درامية منتظرة. شخصيا، لا أولي الموضوع أهمية، طالما أن المشاهد يتابع طيلة أيام السنة، لكن بعض شركات الإنتاج لا يقدم إلا أعمالا رمضانية.

* شاركت نخبة من الممثلين مثل غبريال يمين، رندا كعدي، ختام اللحام، نهلا داود، فادي إبراهيم، وتقلا شمعون في أعمال عدة، فأي خبرة اكتسبت؟

- إنه لدافع كبير بالنسبة لي، لأنني أتعلم من خبراتهم، خصوصا غبريال يمين، أستاذي الجامعي، أتأثر كثيرا بأدائه، أراقبه، وأكتسب منه الكثير. هؤلاء هم تاريخ الدراما اللبنانية وأساس بنيانها، لم تفسح الظروف أمامهم لانتشار أوسع، كما يحصل معنا راهنا، نتيجة انفتاح السوق اللبنانية العربية، وتطور الإنتاج، لكنهم ممثلون لن يتكرروا في تاريخ الدراما المحلية. وبغض النظر عن مساحة دورهم، فإن لديهم القدرة على رفع مستوى أي عمل، من خلال مشهد واحد يبقى راسخا في ذهن المشاهدين الذين يميزون العمل الراقي، الذي لا يتوافر دون تكامل عناصر النص والإخراج والإنتاج والتمثيل.

عين ناقدة قاسية

* اكتسب أداؤك واقعية أكثر، فهل ترتكز على التقنيات المكتسبة أكاديميا أم تتكل على إحساسك في رسم الشخصية وأدائها؟

- أراقب أداءي بعين ناقدة قاسية، كما أتابع أعمالا درامية وسينمائية أجنبية لاكتسب منها. الخبرات تُحسن الأداء، وأسعى للأفضل والتقدم، لهذا السبب يتغير مستوى أدائي تدريجيا.

* لوحظ أن البطولة المطلقة لم تعد قائمة، وثمة أدوار مساندة أهم من دور البطولة، هل يفسح ذلك في المجال أمام إثبات خطوات الممثلين الصاعدين؟

- المشاهد وحده يقدِّر جهود ممثلي الأدوار المساندة، فعندما حققت النجاح في مسلسل "ثواني" وانتظر المشاهدون إطلالتي مع ستيفاني، لم أحصد سوى محبة الجمهور وتقديره في الشارع.

صراحة لم يحصل ممثلو الأدوار المساندة دائما على فرص حقيقية، وثمة محسوبيات أحيانا تؤدي دورا في هذا الإطار، إضافة إلى لعبة الأرقام والرايتينغ عند اختيار أبطال أي مسلسل.

* تلقيت عروضا في الإعلام، فهل تطمح إلى برنامج معين؟

- لم أقتنع بالفكرة بعد، لأنني لم أجد عرضا يتناسب مع شخصيتي كممثل.

* ما الإشكالية التي حدثت مع لجنة "الموركس دور"؟

- مع احترامي للجميع، أرفض المس باسمي ومسيرتي من أجل ملء شغور في جائزة. عندما يضعون اسمي في منافسة مع أسماء أخرى أقل مستوى مهنيا مني، ومن ثم يسلمونها الجائزة بحجة تصويت الجمهور، فإنني أعتبر ذلك إجحافا بحقي وبحق المهنة، لهذا السبب رفضت المشاركة أو إدراج اسمي. بالنسبة لي محبة الجمهور هي الجائزة الحقيقية، ومناداتي باسم شخصياتي هي التكريم الحقيقي.

محسوبيات وترضية

* رفض فنانون ومنتجون إدراج أسمائهم في هذه الجائزة وغيرها، فكيف تحافظ على مصداقيتها؟

- يغيب عنصر المفاجأة عن الحفل، لأن المكرمين يعلمون سلفا أنهم سيتسلمون الجائزة. فما يحصل فعلا هو عملية محسوبيات، حيث يختارون فنانا عربيا أو أجنبيا لتكريمه، يدعونه إلى الحفل ويسلمونه الجائزة، أو عندما تحصل مصالحة مع فنان ما يقدمون له جائزة ترضية. لماذا لا يكونون واضحين وصادقين؟ عليهم أن يعلنوا أنهم يريدون تكريم أحدهم، ليكسبوا بذلك احترامنا، من منطلق أن أي جهة حُرة في تكريم مَن تشاء، بدلا من استخدام حجة تصويت الجمهور.

* مبارك افتتاحك محل الثياب casting، هل هو ضمانة المستقبل؟

- هو ضمانة للمستقبل وللمستوى الذي أسعى للمحافظة عليه في أعمالي، إذ قبلت سابقا أعمالا غير مقتنع بها بهدف الاستمرارية، لذا أعتبر أن افتتاح هذا المحل يحررني. شخصيا، لم أكن أعلم كيف أنسق ملابسي وأستعين باختصاصية، ومن هذا المنطلق انطلقت فكرة المحل، حيث أصبح هناك مكان يقدم إضافة إلى بيع الثياب، خدمة تنسيق الأزياء والمساعدة في انتقائها على يد اختصاصيين.

* بماذا تشعر حين ترى ممثلين قديرين يفتقرون إلى أدنى حد من الحقوق، كالطبابة والضمان الاجتماعي والاستشفاء؟

- لأنني أرى ما يحصل مع الممثلين القديرين قررت ألا أختبر معاناتهم يوما ما، فاتجهت نحو استراتيجية مختلفة، وهي اختيار المسلسل الذي يرضيني، والذي أراه مناسبا لي، ومطابقا لشروطي، وألا أجلس في منزلي بكل محبة. لدي 25 أو 30 مسلسلا تقريبا، وهذا تاريخ لن ألغيه بمسلسلات غير مقتنع بها، كما أنني وضعت استراتيجية لتطوير محل الثياب، وافتتاح فروع عدة.

* برأيك، مَن هو ناكر الجميل تجاه تاريخ الفنانين وما أعطوه للوطن؛ الجمهور أم الجهات الرسمية؟

- الاثنان معاً، لكن الجمهور حُر ولا يُلام، لأن الفنان الذي لا يتحدث عنه الإعلام يصبح في طي النسيان بشكل تلقائي.

برأيي، العاملون في هذا المجال أيضا يتحملون المسؤولية، إضافة إلى الدولة، التي لا تقدم أي شيء لفنانيها. إن التكريم المعنوي يؤثر في الفنان، والتقدير يحرك مزاجيته، فإن لم نغذِ عواطفه فقد اندفاعه في تقديم المزيد.

أرفض المس باسمي ومسيرتي

بعض الممثلين يفضلون عرض أعمالهم في رمضان لذلك يغيبون في المواسم الأخرى

التكريم حافز للممثل
back to top