ظاهرة التسول

نشر في 19-04-2019
آخر تحديث 19-04-2019 | 00:09
 د. عبدالله مساعد يوسف بوغيث انتشرت ظاهرة التسول في مجتمعاتنا العربية والإسلامية بشكلٍ كبيرٍ في الآونة الأخيرة، ولا شك أن هذه الظاهرة السلبية تشير إلى وجود عددٍ من المشاكل الاجتماعية والأخلاقية في مجتمعاتنا، والتي سببت وجود مثل هذه الظاهرة.

وللتسول أسباب منها الحاجة والضرورة، وكذلك سهولة سلك التسول في تحصيل المال ونظرة الناس إلى المتسولين، فعلى الرغم من تحذير الدعاة والعلماء من ظاهرة التسول والمتسولين، والنهي المتكرر عن دفع الأموال لهم، فإن كثيراً من الناس تجده يدفع الأموال إلى هؤلاء المتسولين، مما يشجعهم على انتهاج هذا المسلك في الحياة، وكذلك تهاون السلطات في الحد من هذه الظاهرة، وكذلك عدم وجود مظلة أمان اجتماعي تحمي الفقراء والمحتاجين وتسد احتياجاتهم.

ولأن الشريعة الإسلامية شريعة شاملة، ولم تغفل عن معالجة أي قضية من قضايا المجتمع المسلم، ومن بينها ظاهرة التسول وسؤال الناس، فقد وضع النبي عليه الصلاة والسلام منهجاً واضحاً يقضي على هذه الظاهرة حينما حث على طلب الرزق بالسعي والكد والعمل بعيداً عن التعطل والتواكل على الآخر، وفي الحديث النبوي الشريف: "لأن يَحتطبَ أحدُكم حُزمَةً على ظهرِه، خيرٌ من أن يَسألَ أَحَدًا، فيُعطيَه أو يمنعَه". كما تحدث عن صورة من يسأل الناس كثيراً في الدنيا حين قال: "لا تزالُ المسألةُ بأحدكم حتى يَلْقى اللهَ، وليس في وجهِه مُزْعَةُ لحمٍ".

وللقضاء على هذه الظاهرة لا بد من تضافر جهود جميع فئات المجتمع من أفراد ومؤسسات وسلطات، كل على حسب مسؤولياته، فالفرد عليه مسؤولية عدم التساهل مع المتسولين لا سيما القادرين على العمل منهم، وعلى المؤسسات المختلفة؛ ومنها: المؤسسات الدينية، والعلماء، والدعاة مسؤولية توعية المجتمع بخطورة هذه الظاهرة وسلبياتها، وعلى السلطات أن تقوم بمسؤولياتها أيضا في القضاء على هذه الظاهرة من خلال تفعيل صندوق الزكاة الذي يسد حاجات الفقراء والمساكين، والقبض على العصابات التي تقف وراء المتسولين الصغار.

back to top