نتنياهو يتراجع لكن طريقه إلى الولاية الخامسة... معبّد

حظوظه بتشكيل ائتلاف أكبر من حظوظ «أبيض أزرق»... و«العمل» يواصل انحداره التاريخي

نشر في 07-04-2019
آخر تحديث 07-04-2019 | 00:03
يهودي متديّن أمام صور مرشّحين للانتخابات في القدس	(رويترز)
يهودي متديّن أمام صور مرشّحين للانتخابات في القدس (رويترز)
عشية الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية، تؤكد جميع التوقعات أن طريق زعيم حزب «ليكود» رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الولاية الخامسة معبّد بالكامل، رغم أن الاستطلاعات تظهر أن تحالف «أزرق أبيض» قد يتفوق عليه في عدد المقاعد.
دعي نحو 6.3 ملايين ناخب إسرائيلي لانتخاب كنيست (برلمان) جديد بعد غد في عملية اقتراع تمحورت بشكل كبير حول إعادة انتخاب رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو زعيم حزب «ليكود» لولاية خامسة قياسية.

وكشفت استطلاعات للرأي، عن تراجع نتنياهو خلف منافسه الرئيسي قبــل الانتخابـــــات، لكــــن لا يزال أمامه طريق سهل لتشكيل حكومة ستجعله على رأس السلطة مجددا، لفترة خامسة.

وتفضل أحزاب اليمين الصغيرة تشكيل ائتلاف جديد مع نتنياهو بدل التحالف مع رئيس الأركان السابق الجنرال بيني غانتس، الذي دخل معترك السياسة أخيرا بالتعاون مع أربعة جنرالات سابقين مشكلين تحالف «أزرق أبيض».

وبينما يسيطر التوجه المتطرف على الشارع الإسرائيلي أعطى غانتس انطباعاً بأنه وسطي، رغم أنه تمسك بكل سياسات اليمين فيما يتعلق بعملية السلام.

لكن الأمور ليست بهذه السهولة، وعلى نتنياهو تقديم تنازلات كبيرة للأحزاب الدينية وأحزاب اليمين المتشدد، خصوصا بعد خلافه مع زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» القومي العلماني أفيغدور ليبرمان الذي تراجعت شعبيته.

ويكافح نتنياهو، الذي هيمن على المشهد السياسي الإسرائيلي لنحو جيل، من أجل بقائه السياسي، ومن المستبعد أن تُحسم النتيجة في يوم الانتخابات حين يدلي الناخبون بأصواتهم لاختيار قوائم حزبية. ولم يفز أي حزب من قبل مطلقا بغالبية صريحة في «الكنيست» المؤلف من 120 مقعداً، مما يعني انتظار مفاوضات لتشكيل ائتلاف قد تستغرق أياما وربما أسابيع.

وقد تخيم اتهامات جنائية تلوح في الأفق ضد نتنياهو على مستقبله السياسي وعلى أي حكومة يتولى رئاستها، مما قد يؤدي إلى انتخابات جديدة. وينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفات في ثلاث قضايا بشأن مزاعم رشا وتزوير.

تقدم طفيف

وأمس الأول، وفي آخر يوم مسموح به باستطلاعات الرأي، ذكر مسح نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن «أزرق وأبيض» الذي يقوده غانتس سيحصل على 32 مقعدا، مقابل 27 مقعدا لحزب «ليكود».

وسيتشاور الرئيس ريئوفين ريفلين مع زعماء الأحزاب الممثلة بالكنيست ويختار من يراه أوفر حظا للنجاح في تشكيل ائتلاف. وأمام الشخص الذي اختاره الرئيس ما يصل إلى 42 يوما لتشكيل حكومة قبل أن ينقل الرئيس التكليف لسياسي آخر.

وفي المرحلة الأخيرة للحملة، حذر نتنياهو أنصاره من الإفراط في الثقة، وقال لـ «إذاعة إسرائيل» الخميس الماضي، «إنه سباق متقارب بين اليمين واليسار».

وبدا غانتس متحمّسا لنتائج الاستطلاع، وقال لداعميه أمس الأول، إنهم «على بعد أمتار من النصر. يوم الثلاثاء، كل شيء ترونه هنا في هذا البلد سيتغير».

استراتيجية الحملة

وبنى منافسو نتنياهو حملتهم على قضية الفساد، ونشروا ملصقات ولافتات تحمل عبارة «وزير الجريمة».

وفي ظل توقف محادثات السلام الإسرائيلية - الفلسطينية منذ عام 2014، هيمنت الهجمات الشخصية على حملة انتخابية أهملت قضايا الحرب والسلام التي كانت تهيمن في السابق على الجدل السياسي في إسرائيل.

ووصف نتنياهو منافسه غانتس، بأنه «يساري ضعيف سيعرّض أمن إسرائيل للخطر بمنح تنازلات في الأرض للفلسطينيين».

وأقر غانتس بالتزامه بالسلام من دون أن يقدم مؤشرا واضحا في شأن ما إذا كان سيؤيد هدف الفلسطينيين بإقامة دولة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967.

وسلّط نتنياهو الضوء أيضا على علاقته الوثيقة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي خالف السياسة الأميركية والإجماع الدولي المستمر منذ عقود بقراره نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، وكذلك الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 أيضا.

وتلقى نتنياهو كذلك هدية روسية تمثّلت في نجاح إسرائيل باستعادة جثمان جندي فقد خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان في عام 1980.

«حزب العمل»

الى ذلك، تظهر نتائج استطلاعات الرأي في إسرائيل أن «حزب العمل» الذي هيمن على الحياة السياسية لفترة طويلة لن يحصل على أكثر من 10 مقاعد في الكنيست من أصل 120 في انتخابات الثلاثاء.

وطالما منح إيال فاردي الستيني صوته لمصلحة الحزب، لكنه قرر أن يصوّت في هذه الانتخابات لقائمة لديها فرصة للفوز. لذا، قرر فاردي دعم قائمة «أبيض أزرق».

وأضاف الرجل المقيم في موتزا إيليت البلدة الغنية القريبة من القدس، أن «حزب العمل وقائمة غانتس لا فرق بينهما. لذا، سأمنح صوتي لقائمة غانتس، لأنه من الممكن أن يفوز على ليكود».

وحضر فادري جلسة للمرشح عن قائمة «أبيض أزرق» مايكل بيتون في منزل أحد سكان البلدة. وكان بيتون رئيس بلدية إحدى مدن جنوب إسرائيل تحت لواء «حزب العمل». لكنه انضم إلى الوسطيين.

وتعكس استقالة بيتون والملاحظات المخيبة للآمال التي أبداها فاردي حالة الاستياء الشديد التي يواجهها «العمل»، بعد أن هيمن على الساحة السياسية الإسرائيلية لفترة طويلة.

وفي الانتخابات التشريعية الأخيرة عام 2015، أتاح تحالف اللحظة الأخيرة مع حزب تسيبي ليفني لقائمة «الاتحاد الصهيوني» الفوز بـ 24 مقعدا في «الكنيست» ليصبح ثاني أكبر قوة في البرلمان. لكن هذا العام، لا يأمل «العمل» في الوصول إلى أفضل من المركز الثالث.

back to top