جائزة الملك فيصل العالمية

نشر في 27-03-2019
آخر تحديث 27-03-2019 | 00:01
 طالب الرفاعي يحمل المشهد دلالة كبيرة حين يكون التكريم من إحدى كبريات الجوائز العربية، حيث حصل واحد وعشرون فائزا بها على جائزة نوبل العالمية في مختلف فروعها. وتُعد هذه إشارة ناجزة ومهمة على مهنية الجائزة، بأسلوب عملها وإدارتها ولجان تحكيمها، وهو من جهة ثانية اعتراف كبير بقدرة جائزة عربية على السطوع العالمي، لتكون جسراً لأهم جائزة أدبية وعلمية في العالم.

جائزة الملك فيصل العالمية تعيش احتفالها بمرور واحد وأربعين عاماً على تأسيسها. وهي إذ تحظى بشرف أن تكون تلك الاحتفالية برعاية وحضور رأس الدولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، فإنها تعلن بشكل واضح انفتاح صانع قرار الجائزة على العمل الإنساني النابه، بقدر انفتاحه على سعي الجائزة لترسيخ المبادئ السمحاء للدين الإسلامي، إلى جانب آخر ما توصل له البحث العلمي الإنساني اللافت.

في كتيب الجائزة تقول كلمة سمو الأمير خالد الفيصل رئيس هيئة الجائزة: "اتساقاً مع الأهداف الإنسانية لمؤسسة الملك فيصل الخيرية، وسعياً إلى ترسيخ القيم الإسلامية الأصيلة التي عبَّر عنها الملك فيصل، رحمه الله؛ قولاً وعملاً، ولما عُرف عن جلالته من اهتمامه بكل ما يسهم في تخفيف آلام الإنسان عن طريق إثراء البحوث العلمية، وتقدم الفكر الإنساني، فقد قامت مؤسسة الملك فيصل الخيرية بإنشاء هذه الجائزة".

جائزة الملك فيصل، التي بدأت بثلاثة فروع، هي: خدمة الإسلام، الدراسات الإسلامية، اللغة العربية والآداب، ما لبثت أن توسعت، لتشمل: الطب، والعلوم، لتكون بذلك قادرة على الجمع بين خدمة الإسلام من جهة، وخدمة البشرية جمعاء في بحوث علمية معاصرة من جهة أخرى.

حصل على الجائزة لعام 2019، كل من:

- الأستاذ الدكتور عبدالعلي الودغيري (المغرب) – اللغة العربية والأدب.

- الأستاذ الدكتور محمود فهمي حجازي (مصر) – اللغة العربية وتحديات العصر.

- البروفيسور ستيفن تايتلبم (الولايات المتحدة الأميركية) – الطب، بيولوجية هشاشة العظام.

- البروفيسور بيورن رينو أولسن (الولايات المتحدة الأميركية) – الطب، بيولوجية هشاشة العظام.

- البروفيسور ألن جوزيف بارد (الولايات المتحدة الأميركية) – الكيمياء.

- البروفيسور جان فرشيه (الولايات المتحدة الأميركية) – الكيمياء.

وإذا كان نجاح وتألق أي عمل هو ثمرة جهود كبيرة وكثيرة متضافرة، فإنه لابد من الإشادة بجهد إدارة الجائزة، وعلى رأسهم رئيس هيئة الجائزة الأمير خالد الفيصل، ود. عبدالعزيز السبيل الأمين العام ومايسترو الجائزة، إلى جانب جهود كثيرة لأبناء الجائزة وجنودها المخلصين، كالأستاذة أميرة المنير وبقية زملائها.

إن أبناء الوطن العربي يعيشون معاناة علمية وفكرية واقتصادية واجتماعية قاتلة، في ظرف استثنائي طال أمده، حتى أضحى في موازاة عيشهم الموجع، لذا تأتي الجوائز العربية، في شتى فروع الفكر والإبداع، وفي مختلف أقطار الوطن العربي، لتقدم اعترافاً واحتفاءً وتشجيعاً ودعماً لفكر وإبداع ثلة من أبناء الوطن العربي، وبما يجعلهم نموذجاً محفزاً لأبناء وطنهم، ويضعهم في مكانة مرموقة يستحقونها.

بدا لافتاً في حفل الجائزة إصرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على أن يقف شخصياً ليتصافح مع كل فائز ويبارك له فوزه، ويلتقط معه الصور التذكارية، وبما يعني بين أمور كثيرة أنه تكريم سعودي عربي عالمي من أعلى وأهم سُلطة في المملكة، وأن هذا التكريم لا يفرق بين عربي وغير عربي، ومسلم وغير مسلم، ما دام العطاء فكريا وإنسانيا.

نجاح جديد يُضاف إلى مسيرة جائزة الملك فيصل، ومؤكد أنه نجاح للجوائز العربية أجمع، وخاصة أن جائزة الملك فيصل تحتضن "منتدى الجوائز العربية"، وتعمل جاهدة لتمكينه وإبرازه على الساحتين العربية والعالمية.

back to top