التخدير والمجتمع

نشر في 22-03-2019
آخر تحديث 22-03-2019 | 00:12
 خالد مقبل الماجدي أتساءل أحيانا: لماذا نكتب؟ ولماذا نتحدث عما يدور حولنا؟ وهل هناك حقا أشخاص يهمهم الإنصات إلينا؟ في مجتمعنا تختلط الكلمات والدلالات حتى صارت تائهة بين العادات والتقاليد والفهم غير الصحيح، وهذا ما يشكل معضلات كبيرة لا يمكن تفكيكها إلا بتغيير ثقافة المجتمع. يتساءل الناس عن التخدير مثلا: هل أُعطي المريض جرعة زائدة؟ أو لم يتم اختبار الحساسية له قبل التخدير؟ أو كيف يخدر المريض وهو مريض قلب؟ أو أسباب الآلام المزمنة بعد التخدير؟ أو هل التخدير سبّب نزيف الدم؟ وغيرها. لا يلام هنا أحد سوى أطباء التخدير على تقصيرهم في التعريف بهذا العلم! وهناك أيضاً غياب للأسئلة الخاصة بعلم التخدير في معظم الصفحات الطبية في وسائل الإعلام التي تساهم في تثقيف المجتمع. نرى الاهتمام بالأمراض الجلدية والتجميل والقلب والصحة النفسية والبدنية، ولعل سبب استمرار هذا النوع من الجهل لدى بعض الشعوب هو عدم تقدم طب التخدير فيها، وقلة التوعية الطبية المتخصصة في ثقافتها. يجب توضيح أي لبس أو سوء فهم بأن طبيب التخدير هو طبيب كأي طبيب آخر درس خمس أو ست سنوات بعد كلية الطب، وهو الطبيب المعالج للمريض قبل العملية الجراحية وأثناءها وبعدها.

طب التخدير يجعل المريض تحت تأثير المخدر لا يحس بأي آلام، وفي الوقت نفسه يحرص على سلامة الأجهزة والأعضاء في الجسم واستمرارية عملها بالشكل الصحيح، ثم يتابع استرجاع المريض لوعيه ويعمل على السيطرة على الآلام الناتجة عن العملية إن لزم الأمر في "التخدير الكلي". أما التخدير الجزئي فهو البديل الناجح الأكثر شيوعا وأمناً، حيث تُجرى بشكل يومي من قبل أطباء التخدير حسب الحاجة وذلك لأسباب فنية وطبية حسب حالة المريض الصحية.

كما أن توعية أفراد المجتمع بعلم التخدير وأهميته في تسهيل الكثير من العمليات الجراحية وغير الجراحية كالمناظير والأشعة العلاجية والتخصصية ضرورية، وكذلك تثقيف المجتمع بأنواع التخدير وأهمية كل نوع، وكيفية اختيار النوع المناسب للمريض.

ومن المهم تغيير بعض المفاهيم غير الصحيحة لدى البعض، التي تكون ناتجة عن عدم علم أو دراية ببعض التفاصيل المهمة للمريض، وتبديد بعض المخاوف والأفكار عن التخدير، وكيفية تهيئة المريض لتلقي التخدير، وما يجب فعله قبل التعرض للتخدير، ومنها ثقافة الولادة بلا ألم لدى السيدات الحوامل.

back to top