شوشرة: انبطاح

نشر في 22-03-2019
آخر تحديث 22-03-2019 | 00:15
 د. مبارك العبدالهادي قضية أزمة التوظيف التي تبناها مؤخراً نواب طالبوا بتحديد جلسة خاصة لمناقشتها ليست وليدة الساعة، ولا نعلم، في حال الموافقة على تحديد الجلسة، أنه سيكون هناك علاج حقيقي أم مجرد توصيات ستصدر وتبقى في الأدراج، ويبرر النواب أمام الشعب أنهم تبنوا القضية لكن الحكومة لم تنفذ.

فقد اعتدنا على سماع هذه الأعذار، كأن يبرر النائب فشله الذريع بقوله: لا أملك العصا السحرية لعلاج الأوضاع المستعصية، لكن هذا النائب وغيره من النواب لو تابعوا الملفات والتوصيات النيابية في العديد من القضايا المطروحة لما أهملت الحكومة ذلك، لكنها اعتادت هي الأخرى على الأمر وعلمت جيداً أن بعض التوصيات والقرارات سيكون مصيرها النسيان.

فكل ما يحدث ما هو إلا "شو" أمام الشعب، فلو جمعنا عدد "الانبطاحيين" لعلمنا جيدا حقيقة الأمر، لكن المشكلة ليست فيهم بل في بعض أبناء الشعب الذين يساهمون بشكل أو بآخر في تردي الأوضاع، فهم المسؤولون عن انبطاح البعض، بسب عدم المحاسبة الحقيقية لهم مقابل "المفاطيح"، فما إن يفترس هؤلاء الذبيحة حتى يعودوا بذاكرتهم إلى آلية الانبطاح أمام القضايا التي يفترض أنها تمس أبناء الوطن. ولأزمة التوظيف أسباب كثيرة أدت إلى وجود عاطلين عن العمل من حملة الشهادات الجامعية والدبلوم والثانوية العامة وما دون، ومن أسبابها التخصصات المفتوحة في جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب التي لا تتناسب فعليا مع احتياجات سوق العمل، فضلا عن فشل الحكومة في توجيه المواطنين للعمل في القطاع الخاص بسبب عدم وجود الأمان الوظيفي أو الاستقرار، بالإضافة الى استمرار عملية توظيف الوافدين الذين تكون عقودهم جاهزة بقدرة قادر بحجة أن تخصصاتهم غير متوافرة في المواطنين. وأكبر مصيبة عندما يتم تعيين خريج تعب واجتهد في دراسته لتكون نهاية توظيفه في مهنة لا تتناسب مع تخصصه، أضف إلى ذلك أننا مازلنا نعيش أحلام مدينة الحرير وما ستوفره من وظائف بأرقام خيالية، وكأن إنجازها سيتم غداً رغم أن السلطتين حتى الآن في حالة شد وجذب، وفي دوامة خلافاتنا مازلنا لم نحرك ساكنا وكأننا ننتظر المعجزة التي ستحل مشاكلنا المتراكمة وتعطيل مشاريعنا، فأصبح لدينا في كل يوم مشكلة، وفي كل يوم حوار ممل لإيجاد صيغة توافقية وحلول في علم الغيب، في حين أننا ندفع ضريبة ذلك كله. نعلم جيدا أننا لسنا الوحيدين الذين نعاني المشاكل وغيرها من التبريرات، ولكن لماذا لا تُحل قضايانا ولا نفكر في استمرارية التطور؟ السبب أننا أصبحنا في زواج كاثوليكي مع المشاكل وظهورها وتعايشها معنا في كل لحظة، وما إن نخلد في سبات عميق نحلم فيه بعيش رغيد حتى نستيقظ على حصى متطاير.

back to top