أميركا: تحسين دفاعات الكويت وتحديث المنشآت العسكرية

«الحوار الاستراتيجي الـ 3» وضع خريطة طريق لتطوير العلاقات وتعزيز الشراكة بين البلدين

نشر في 22-03-2019
آخر تحديث 22-03-2019 | 00:05
 صباح الخالد وبومبيو خلال جلسة المباحثات الرسمية أمس الأول
صباح الخالد وبومبيو خلال جلسة المباحثات الرسمية أمس الأول
أكدت الكويت والولايات المتحدة الأميركية، أهمية تعزيز شراكتهما الاستراتيجية في مختلف المجالات بين البلدين، مشيرتين إلى وضع خريطة الطريق لتطوير علاقاتنا للسنة المقبلة، ومؤكدتين التزامهما المشترك بتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة.

وجددت الكويت وأميركا، في بيان مشترك أمس، دعوتهما للتوصل إلى حل للأزمة الخليجية، مشددتين على الحاجة إلى وحدة مجلس التعاون الخليجي لمواجهة التحديات العديدة للمنطقة بفعالية، ولتعزيز مستقبل سلمي ومزدهر للمنطقة.

وأشارتا إلى تسهيل الأنظمة التي ستدافع عن الكويت، وتحديث المنشآت العسكرية المشتركة، وتوسيع تبادل المعلومات والتعاون لإحباط الأعمال الإرهابية، بما في ذلك تمويل للإرهاب وتعزيز الأمن السيبراني.

ولفتت الكويت وواشنطن إلى توسيع التجارة والاستثمار وتطبيق حماية حقوق الملكية الفكرية للكويتيين والأميركيين، وتوسيع الروابط التعليمية والبحثية والتعاون لتوفير رعاية صحية.

مذكرة تفاهم صحية

تعمل كل من الولايات المتحدة والكويت على تقوية علاقتهما الثنائية في مجال الرعاية الصحية وإدارة الرعاية الصحية، حيث بدأت المفاوضات بشأن مذكرة تفاهم بين وزارة الصحة الكويتية ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية، والتي سوف تحدد مجالات التعاون المشترك.

وجاء في البيان المشترك، الذي صدر عقب جلسة الحوار الكويتي - الأميركي الاستراتيجي في دورته الثالثة، وهو أول حوار من نوعه يعقد في الكويت بمشاركة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، أن الولايات المتحدة والكويت ناقشتا القضايا السياسية الإقليمية الأكثر إلحاحا، بما في ذلك الأزمة الخليجية الحالية، وكررت الولايات المتحدة إعرابها عن تقديرها للجهود الاستثنائية التي يبذلها سمو الأمير للمساعدة في التوصل إلى تسوية.

وأضاف البيان: ناقشنا تنسيقنا المثمر كأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2018، وأولوياتنا للعام المقبل، ونتطلع إلى مواصلة تعاوننا الوثيق في المجلس لعام 2019، لمعالجة المسائل التي تؤثر على الأمن والسّلم الدوليين، مثل مكافحة الإرهاب واستخدام أسلحة الدمار الشامل.

حلف الشرق الأوسط

وتابع: نتطلع إلى مزيد من التنسيق بشأن إنشاء التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط بين الولايات المتحدة والدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، الذي سيعزز التعاون المتعدد الأطراف بين الولايات المتحدة والدول المشاركة، ويتصدى للتهديدات التي تتعرض لها مصالحنا الحيوية المشتركة تجاه الاستقرار والأمن والازدهار في المنطقة.

وثمّنت الولايات المتحدة الأميركية جهود الكويت المستمرة نحو المحافظة على الأمن والاستقرار في العراق، إضافة إلى دعمها لحكومة العراق في عملية إعادة الإعمار، كما ثمّنت مساهمة الكويت تجاه الأمن والسلام في بعض مناطق العالم الأكثر اضطرابا، وباستعداد الكويت لتكون مصدرا رئيسيا للمساعدات المباشرة للنازحين، إضافة إلى اللاجئين الذين تستضيفهم دول أخرى.

كما رحبت الولايات المتحدة بإعلان الكويت الأخير بتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لكل من اليمن وسورية.

سورية وليبيا وإيران

وأردف البيان أن الكويت وأميركا استعرضتا جهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط، والتوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، كما ناقشتا قضايا إقليمية مثل سورية وليبيا، وسلوك إيران المزعزع للاستقرار.

ورحب البلدان بالاجتماع الوزاري المنعقد بتاريخ 6 فبراير في واشنطن دي. سي، والمتعلق بالتحالف الدولي لهزيمة "داعش" وأعادا التأكيد على التزام التحالف الدولي بضمان القضاء التام والمستمر على داعش، موجهين الدعوة للمجتمع الدولي إلى التطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن كوريا الشمالية.

التعاون الدفاعي

وجددت واشنطن التزامها بأمن الكويت، مؤكدة التعاون لضمان أن تكون القوات المسلحة الكويتية مجهزة بشكل فعال للدفاع عن بلادها، من خلال الحصول على أنظمة أميركية مثل طائرات F/A-18 السوبر هورنيت ودبابات M1A2، وزيادة برامج التدريب الأميركية الشاملة والمختصة.

وأشار البيان إلى مناقشة مستقبل التعاون الدفاعي وأهمية المضي قدما في تحديث المنشآت العسكرية في الكويت التي تستخدمها قواتنا بشكل مشترك، وفقا لتوجيهات اللجنة العسكرية المشتركة، مستطردا: كما ناقشنا مستقبل التعاون العسكري وتكامل قواتنا المسلحة لتحسين دفاعات الكويت لأعلى درجة من الفعالية من حيث التكلفة.

تعزيز التفاهم العلمي والثقافي

دعا البيان إلى تشجيع المزيد من الكويتيين للانضمام الى ما يقارب 10200 كويتي يدرسون للحصول على مؤهلات دراسية، بالإضافة الى 2500 يدرسون في معاهد اللغة الإنكليزية المكثفة في الولايات المتحدة.

ووقعت الحكومتان إعلان نوايا للعمل معا لتعزيز التفاهم الثقافي والروابط بين شعبي البلدين، من أجل دعم المثل العليا المشتركة كالتسامح وتقدير التنوع الثقافي.

وأوضح أنه في الأشهر القليلة المقبلة سيقوم متخصص من برنامج Fulbright بتقديم المشورة للطلاب للقبول في كليات الولايات المتحدة.

وأكد ان اللجنة العسكرية المشتركة سوف تستمر في النظر بإمكانيات تحقيق هذا التكامل، الذي يتفق الجانبان على أنه سيعزز الجانب الدفاعي للكويت، وأن الشراكة الدفاعية بين الكويت وأميركا تلعب دورا هاما في الأمن والاستقرار الإقليميين وتمتد إلى مجالات مكافحة الارهاب وردع العدوان الخارجي.

وأشار البيان إلى توقيع اتفاقية تسمح لوزارة الدفاع الأميركية بتوفير المواد الدفاعية والتدريب، بما في ذلك التدريب على مكافحة الارهاب والمواد إلى الكويت على شكل منحة.

ورحب البلدان بتخصيص موقع لنصب تذكاري لعاصفة الصحراء وحرب درع الصحراء في العاصمة واشنطن، يخلد ذكرى أولئك الذين شاركوا في تحرير الكويت، من خلال خدمتهم لدعم عمليتي عاصفة ودرع الصحراء.

التعاون الأمني

وشدد البيان على أن الولايات المتحدة والكويت شريكان قويان في مكافحة الإرهاب، واتفقتا على توسيع هذا التعاون لإحباط الهجمات الارهابية المحتملة، مؤكدتين التزامهما باتخاذ المزيد من الخطوات لمواجهة التهديدات الارهابية العالمية وقطع تمويل الارهاب وحرمان الارهابيين والمجرمين من الملاذ أو الملجأ.

ولفت إلى تدريب المدعين العامين الكويتيين وورش العمل المنظمة من جانب الولايات المتحدة، لمساعدة الحكومة الكويتية على تقديم المتورطين في دعم الارهاب أو تمويله إلى العدالة.

ورحبت الولايات المتحدة بمشاركة الكويت المستقبلية في برنامج الحكومة الأميركية للمساعدة في مكافحة الإرهاب، الذي تم الاتفاق عليه مؤخرا بين البلدين، إذ إنه تنفيذا لهذا الاتفاق ستوفر الولايات المتحدة التدريب لموظفي إنفاذ القانون في الكويت لبناء قدراتهم ومهاراتهم في مكافحة الإرهاب.

وأضاف البيان: "أبرمت أميركا والكويت اتفاقيات لتحسين التعاون في مجال تحديد هوية المسافرين الذين يشكلون مخاطر عليا تهدد أمن البلدين، مما سيجعل جميع الرحلات أكثر أمنا".

مكافحة المخدرات

‎وبين أنه تم توقيع مذكرة تعاون لتعزيز التعاون في مجال مكافحة المخدرات بين الإدارة الأميركية لمكافحة المخدرات والإدارة العامة لمكافحة المخدرات الكويتية، لتعزيز مكافحة المنظمات الإجرامية العابرة للحدود، مؤكداً تعزيز التعاون في مجال الأمن السيبراني بين الولايات المتحدة والكويت ومكافحة الجريمة السيبرانية وتعزيز الفضاء السيبراني المفتوح والقابل للتشغيل المتبادل والآمن والموثوق.

ورحبت الولايات المتحدة بقرار الكويت الانضمام إلى شبكة جرائم التكنولوجيا العالية 24-7، والتي تسهل الاتصال من نقطة إلى نقطة للتحقيقات التي تنطوي على أدلة إلكترونية تتطلب مساعدة عاجلة من شركاء إنفاذ القانون في الدول الأعضاء.

التجارة والاستثمار

وأوضح البيان أن زيادة الروابط التجارية والاستثمارية بين الكويت والولايات المتحدة أسهمت في نمو الازدهار بين البلدين، إذ ارتفعت التجارة البينية في كلا الاتجاهين إلى أكثر من 8 مليارات دولار في عام 2017، وتعهد البلدان بالبحث عن سبل لمواصلة خفض الحواجز أمام التجارة والاستثمار.

وأشار إلى توقيع الجانبين مذكرة تفاهم بين الصندوق الوطني لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة وإدارة التجارة الدولية في وزارة التجارة الأميركية لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال وتطوير الأعمال الصغيرة.

اختطاف الأطفال ونقل السجناء

أكدت الكويت وواشنطن تحسين الشراكة لمنع ومعالجة عمليات الاختطاف الدولي للأطفال من جانب أحد الوالدين، وفقا للقوانين واللوائح في البلدين، ونيتهما إنشاء آلية لنقل السجناء.

ورحبتا باستئناف رحلات الخطوط الجوية الكويتية المباشرة إلى مدينة نيويورك، وجددت الكويت تأكيد اهتمامها بأن تصبح نقطة تخليص مسبق حدودية لمعاملات السفر للولايات المتحدة الأميركية.

تقدير أميركي لجهود الأمير الاستثنائية للمساعدة في التوصل إلى تسوية خليجية

حل الأزمة الخليجية لمواجهة التحديات وتعزيز مستقبل سلمي ومزدهر للمنطقة

مزيد من التنسيق بشأن إنشاء تحالف الشرق الأوسط بين واشنطن ودول الخليج ومصر والأردن

منحة أميركية للكويت لتوفير المواد الدفاعية والتدريب على مكافحة الإرهاب

تزويد الكويت بطائرات F/A-18 السوبر هورنيت ودبابات M1A2 وزيادة برامج التدريب

التأكيد على التزام التحالف الدولي بضمان القضاء التام والمستمر على «داعش»
back to top