«حديقة الحيوان في سلوى».. أحد معالم الترفيه في كويت الماضي

نشر في 21-03-2019 | 11:20
آخر تحديث 21-03-2019 | 11:20
تعد حديقة الحيوان في سلوى من أولى حدائق الحيوان التي أنشئت بالكويت في خمسينيات القرن الماضي بمنطقة (سلوى) التابعة لمحافظة حولي شرقي البلاد وأحد معالم الزمن الجميل في كويت الماضي.

وأنشأ الحديقة الشيخ جابر العبدالله الجابر الصباح عام 1954 وأطلق عليها اسم (سلوى) نسبة إلى التسلية والترفيه وشكلت متنفسا للأهالي ومزارا كان يدعى إليه ضيوف الدولة.

وامتازت الحديقة التي أقيمت في منطقة لم تكن مأهولة بالسكان آنذاك بتنظيمها وكثرة أعداد الحيوانات التي احتوتها وذلك مقارنة بحديقة حيوان الأحمدي التي أنشأتها شركة نفط الكويت في منتصف أربعينيات القرن الماضي.

في هذا السياق قال الباحث في التراث الكويتي الدكتور عادل العبد المغني لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس إنه تم استيراد الحيوانات للحديقة التي تأسست في منطقة صحراوية لم تكن مزودة بالماء أو الكهرباء ولا الطرق المعبدة من الهند ومصر ودول إفريقية.

وأضاف العبدالمغني أنه تم إنزال أول دفعة من هذه الحيوانات وكانت واردة من الهند في ميناء الأحمدي في عام 1954 حيث تم توثيق هذه اللحظة بحضور المعتمد السياسي البريطاني في البلاد هارولد ديكسون وزوجته فيوليت (أم سعود).

وأوضح أن الحديقة احتوت على اسطبل للخيول العربية الأصيلة وما يزيد عن 55 نوعا من الحيوانات المختلفة والنادرة منها الأسود والنمور والزرافة والدب والغزال والوعول وكلاب الصيد والأبقار.

وذكر أن الحديقة ضمت في جنباتها أيضا الأغنام والقردة والضباع والأرانب والسلاحف فضلا عن الطيور بأنواعها ومنها الصقور والنسور والحمام والببغاوات والنعام والبط والأوز والبجع والفلامنغو والحباري والقطا والطاووس وغيرها.

وأشار إلى أن هذه الحديقة كانت حديث الأهالي نظرا إلى انعدام أماكن الترفيه آنذاك موضحا أنه كان يتم فتح أبوابها مجانا للزوار من المواطنين والمقيمين.

وأفاد بأن الشيخ جابر العبدالله الجابر الصباح وبالرغم من إنفاقه المستمر على الحديقة وعلى طعام الحيوانات ودفع رواتب العاملين فيها وصيانة مرافقها وأشجارها حرص على جعل زيارتها مجانية لأنها لم تكن مشروعا تجاريا يستهدف الربح وإنما اعتبر بمثابة تحقيق حلم لكل عاشق للطبيعة.

وقال العبد المغني إن حديقة حيوان سلوى كانت معلما من المعالم المهمة في البلاد حيث كان يدعى إلى زيارتها ضيوف الدولة وكان الشيخ جابر العبدالله يحرص على دعوة هؤلاء الضيوف إلى مآدب غداء أو عشاء كانت تقام على شرفهم في مبنى الاستقبال الرئيس بالحديقة (فيلا) ويرافقهم في جولة داخلها لمشاهدة أقسامها ومرافقها.

وأضاف أنه مع بدء الزحف السكاني إلى المنطقة في منتصفات ستينيات القرن الماضي وتزامنا مع شروع الحكومة في العمل على إنشاء حديقة الحيوان الحالية بمنطقة العمرية التابعة لمحافظة الفروانية جنوبي الكويت العاصمة فكر الشيخ جابر العبدالله في إغلاق الحديقة وإهداء ما تحتويه للحديقة الجديدة التي يمكن لزوارها مشاهدة لوحة توثق الإهداء في مدخلها.

back to top