تركي يقتل 3 في أوتريخت... وشبح كرايستشيرش يحضر

• الشرطة الهولندية تطوّق المساجد تحسّباً
• تعليق حملات الانتخابات
• روته: لن نتسامح مع الكراهية

نشر في 19-03-2019
آخر تحديث 19-03-2019 | 00:05
في حادث أثار تكهنات بشأن ارتباطه بالهجوم الإرهابي، الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا، أطلق شاب من أصل تركي النار في مدينة أوتريخت الهولندية، موديا بحياة 3 أشخاص، الأمر الذي دفع السلطات الهولندية إلى رفع حالة التأهب الأمنية إلى أعلى مستوياتها، وفرض إجراءات مشددة حول المساجد لحمايتها.
بعد 4 أيام على مجزرة المسجدين في نيوزيلندا، التي نفذها متطرف يميني أسترالي، وراح ضحيتها 50 قتيلا، أقدم مسلح تركي الجنسية يدعى جوكمان تانيس على إطلاق النار داخل أحد قطارات الضواحي (ترام) غرب مدينة أوتريخت وسط هولندا، ما أسفر عن سقوط 3 قتلى، وجرح 9، إصابة 3 منهم خطيرة.

وأثار الهجوم، الذي رجح مسؤولون أن يكون إرهابيا، تساؤلات حول ارتباطه بعملية المسجدين في مدينة كرايتسشيرش بنيوزيلندا، كون منفذها برينتون تارنت كتب عبارات معادية للأتراك على الأسلحة التي نفذ بها جريمته الإرهابية.

وسارعت الشرطة إلى تطويق المساجد في مدن عدة بينها أوتريخت، تحسبا لأي رد فعل، ودعت المواطنين المسلمين إلى عدم ارتيادها، بينما تجمع رجال الشرطة وعناصر أجهزة الطوارئ حول موقع الهجوم في واحدة من أكبر المدن الهولندية.

وتحدثت تقارير إعلامية عن أن المهاجم، الذي أكدت أنه من أصول تركية، ويبلغ 37 عاما، قفز من نافذة الترام بعد إطلاقه الرصاص، ولاذ بالفرار مع شخص آخر كان ينتظره في سيارة حمراء اللون، مضيفة ان الشرطة تمكنت من التعرف عليه من رقم لوحة السيارة.

وطلبت الشرطة من المواطنين عدم الاقتراب من المشتبه به في حال رؤيته، بل إبلاغ الشرطة. وأغلقت جامعة أوتريخت ودور الحضانة والمدارس أبوابها على الطلاب. ولم يُسمح للآباء باصطحاب أطفالهم.

مشاركون في العملية

وقال قائد جهاز مكافحة الإرهاب الهولندي بيتر-جاب البيرسبرغ، في مؤتمر صحافي، إن إطلاق نار وقع في العديد من المواقع في أوتريخت، بعد الهجوم على الترام، مضيفا أن «الشرطة تقوم بعملية واسعة للقبض على المسلح الذي لا يزال فارا»، ولفت الى أن «أشخاصا آخرين قد يكونون مشاركين في العملية».

وذكر أن «جهاز مكافحة الإرهاب يراقب الوضع، ونحن على اتصال وثيق بالسلطات المحلية. لا نستطيع استبعاد الدافع الارهابي. وتم تفعيل فريق أزمة»، مبينا أنه تم رفع مستوى التهديد الإرهابي إلى مستواه الأقصى، الدرجة الخامسة، في أوتريخت للساعات الـ18 المقبلة.

وقال المتحدث باسم الشرطة، برنارد ينس، لهيئة الإذاعة الهولندية (NOS): «يمكن أن تكون أيضا جريمة على خلفية علاقة». وكان شاهد عيان قد ادعى علاقته بمنفذ الهجوم أن بين القتلى صديقة الشاب، مؤكدا أن الأخير قتلها لأسباب عاطفية.

وذكرت هيئة الإذاعة الهولندية أن وحدة مكافحة الإرهاب تطوّق مبنى قد يكون المسلح مختبئا به، وحذرت الشرطة «من الاقتراب من رجل تركي الجنسية يدعى غوكمان تانيس مشتبه فيه بالاعتداء». وعرضت وسائل الإعلام صورة لتانيس التقطتها كاميرات المراقبة في المحطة.

وفي وقت سابق، انتشرت قوات الأمن في مكان الحادث، واستعانت بثلاث مروحيات.

وكتبت الشرطة، في حسابها على «تويتر»: «حادث إطلاق نار في منطقة 24 اكتوبربلاين في مدينة اوتريخت. أصيب العديد بجروح. تم إغلاق المنطقة المحيطة ونحن نحقق في الأمر»، متابعة: «إنه حادث إطلاق نار في ترامواي. لقد تم ارسال عدة مروحيات لتقديم المساعدة».

وطلبت الشرطة من المدارس والجامعات في أوتريخت إغلاق أبوابها،

كما دعت بلدية أوتريخت المواطنين الى البقاء في منازلهم، وطلبت من التلاميذ البقاء في مدارسهم وجامعاتهم.

وأعرب رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، الذي ألغى اجتماعا مع ائتلافه الحاكم، عن قلقه إزاء واقعة إطلاق النار، وتحدث في مؤتمر صحافي مقتضب في لاهاي، برفقة وزير العدل، عن وضع «مثير للقلق»، مؤكدا أنه تم تشكيل فريق لإدارة الأزمة، وأضاف أن بلاده «لن تتسامح إطلاقا مع عدم التسامح».

المساجد

ونظرا لرفع مستوى التحذير الأمني إلى الدرجة القصوى في المنطقة، تم تعزيز التواجد العسكري في مركز الحكومة الهولندية ومجمع المباني بيننهوف وسط لاهاي وأمام مبنى البرلمان ومقر رئيس الوزراء.

وعلى غرار ما فعلت الشرطة النيوزيلندية، طلبت الشرطة من المواطنين نشر أي صور على مواقع التواصل متعلقة بالحادث.

في غضون ذلك، أعلنت شرطة مدينة روتردام، التي تبعد 60 كيلومترا عن أوتريخت، تشديد الإجراءات الأمنية حول المساجد ومحطات النقل العام.

وبعد الحادث، أعلنت جميع الأحزاب أنها أوقفت حملاتها الإعلامية للانتخابات التي كانت مقررة غداً الأربعاء.

ألمانيا

في السياق، أعلنت الشرطة الألمانية رفع درجة التأهب والرقابة على الحدود مع هولندا، مؤكدة أنها تفتش كل القطارات القادمة منها.

يذكر أن هولندا تتميز بجهد استخباراتي نجح في اختراق الخلايا الإرهابية، كما أنها تتميز عن بقية دول أوروبا بما يسمى بالأمن المجتمعي.

وفي أغسطس قام شاب أفغاني (19 عاما) يحمل تصريح إقامة ألمانيا بطعن سائحين أميركيين في محطة القطارات الرئيسية بأمستردام قبل أن يتم إطلاق النار عليه وإصابته.

وفي سبتمبر، قال محققون هولنديون إنهم اعتقلوا 7 أشخاص، وأحبطوا مخططا لشن «هجوم ضخم» على مدنيين في فعالية كبيرة بهولندا، مضيفين أنهم عثروا على كمية كبيرة من المواد المستخدمة في صنع القنابل، ومن بينها سماد يرجح أنه كان يمكن أن يستخدم في سيارة مفخخة، واعتقل الرجال في مدينتي ارنهيم وويرت.

الشرطة الألمانية تفتش جميع القطارات القادمة من هولندا
back to top