قمة هانوي وتطورات العلاقات الأميركية- الكورية الشمالية

نشر في 17-03-2019
آخر تحديث 17-03-2019 | 00:00
 ناشيونال إنترست حذّر يوغي بيرا من إصدار التوقعات "وخصوصاً عن المستقبل"، لكن العالم الحقيقي لا يتيح للإنسان فرصة البقاء بعيداً عن الأحداث. تتضمن الانتقادات المحددة، التي وجهتها الصحافة ونخب عالم السياسة الخارجية من كلا الحزبين في إعلانهما شبه الموحد لـ"فشل" قمة هانوي بين ترامب وكيم، رهانات غير معلنة عما سيحدث تالياً. لنتأمل نقطتين أنا مستعد للرهان عليهما ضد اثنين من أصدقائي وزملائي.

الرهان الأول: مخاطر «فشل» القمة

لا يُعتبر إعلان "انهيار" القمة محرجاً فحسب بل خطراً أيضاً، إذ توقع الخبر الأبرز في صحيفة نيويورك تايمز في اليوم التالي بعد القمة "حقبة جديدة من التوتر النووي". فذكر ديفيد سانجر أن ثمن الفشل سيكون (عالياً، وخصوصاً إذا رد كيم بتسريعه إنتاج الوقود النووي. نتيجة لذلك، سيعود ترامب المستاء من تعبيره عن "الحب"... إلى لغة "النار والغضب").

من الممكن بالتأكيد أن نشهد أياً من هذين التطورين أو كليهما معاً، لكنني مستعد للرهان على أن خطاب كلا القائدين وحكومتيهما وأعمالهما سيظل خلال الأشهر الستة التالية أقرب إلى ما رأيناه خلال فترة الود السنة الماضية منه إلى استفزازات عام 2017.

الرهان الثاني: مخاطر «الدبلوماسية الشخصية»

أشارت نخب عالم السياسة الخارجية من كلا الحزبين إلى "سوء ممارسة دبلوماسي" فادح في عقد قمة ثانية من دون صفقة مرتب لها مسبقاً، وأشار ريتشارد هاس من مركز العلاقات الخارجية في خلاصته: "أظهرت قمة هانوي مخاطر رئيس يغالي في إضفائه طابعاً شخصياً على الدبلوماسية".

صحيح أن هذه التقييمات تُعتبر في محلها بالتأكيد عندما نتحدث عن دبلوماسية طبيعية في دول طبيعية، إلا أن وجهة النظر الجماعية هذه تتجاهل سؤالين مثيرين للجدل: أولاً، كيف كان أداء الإدارات السابقة التي اتبعت هذه النصيحة؟ أصاب مايكل أوهانلون بدقة عندما ذكر: "خلال السنوات الأربع والعشرين الماضية... لم يحمل سجل المقاربات التقليدية بشأن كوريا الشمالية أي علامات نجاح".

ثانياً، في التعاطي مع نظام مستبد يعتقد مسؤولوه أن برنامج أمتهم النووي يمثل أكبر نجاحاتها، هل من خيار أفضل من محاولة تغيير تفكير الرجل الحاكم؟ كانت هذه خلاصة ريغان عندما خاض "دبلوماسية شخصية" مع غورباتشوف انتُقدت بشدة، إلا أنها لم تفضِ إلى توقيع اتفاق بشأن القوات النووية المتوسطة المدى أزال كل صواريخ الاتحاد السوفياتي المتوسطة المدى والمسلحة نووياً فحسب، بل دفعته أيضاً إلى الإيمان بأنه يستطيع تبديل نظامه.

بما أن نزع أسلحة كوريا الشمالية هدف طموح إلى أبعد الحدود، فتُعتبر فرص نجاحه متدنية، ورغم ذلك أنا مستعد للرهان على أن ترامب، رغم مقاربته غير التقليدية، سيحقق في نهاية ولايته الأولى نجاحاً في الحد من تقدّم كوريا الشمالية النووي يفوق ما توصل إليه بوش وأوباما خلال السنوات الست عشرة التي أمضاها كلاهما مجتمعين في سدة الرئاسة.

* غراهام أليسون

* «ناشيونال إنترست»

back to top