شوية غيرة على الديرة

نشر في 12-03-2019
آخر تحديث 12-03-2019 | 00:09
 يوسف عبدالله العنيزي ارتفعت الرايات خفاقة، وغردت الأطيار، وشدا الكروان، وسُطرت القصائد والأناشيد بحب الكويت دانة الدانات وجوهرة الخليج، وقبل ذلك وبعده لهجت الألسن بالحمد والثناء للرحمن على تفضله بنصرنا على عدو خان الجيرة، وتم تحرير أرضنا، ورجع المحتل يجر أسمال الخزي والعار.

في ظل هذه الاحتفالات الرائعة والمعبرة هناك غصة في القلب يصعب تجاوزها مع صرخة من الأعماق، لماذا؟ ما الذي حدث في شوارع البلاد وطرقها؟ ولماذا طارت تلك الطرق وجرفتها الأمطار؟ هل يعقل أن يحدث هذا في الكويت الغالية وما زال الوضع يسير من سيئ إلى أسوأ؟

نعم إن الموضوع ليس جديداً، فلا تخلو أي جريدة أو موقع من مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الحديث عن هذه المأساة، حتى غدونا زبائن دائمين عند "كراجات تصليح السيارات"، وبدأنا نشك إن كان لأصحابها يد فيما حدث للطرق.

ناقشت موضوع المقال مع أحد الأعزاء ممن يسكن حب الكويت فؤاده، وقد فاجأني بأسئلة لم أكن أتوقعها، وبالتالي فقد احترت في الإجابة عنها، حيث قال: لمن توجه عتابك؟ بل لمن توجه انتقاداتك؟ هل تخاطب المواطن الذي لا يحتاج التذكير لأنه يكتوي وما زال بهذه الأوضاع التي تسود الشوارع والطرق؟ أم توجهه إلى المسؤولين وما أكثرهم؟ أم توجه انتقادك وعتابك إلى سمو رئيس الوزراء والوزراء؟ وهل تعتقد أن الجميع لا يعلمون أو أنهم ليسوا على اطلاع بما حدث ويحدث في شوارع البلاد؟

ليس هناك شك بحب الجميع للكويت وإخلاصهم لها، فالخلل لا يكمن في الأشخاص، ولكن في نظام بائس يحكم العمل على مدى عقود من السنين بنطام "بالإشارة لكتابنا... وبالإشارة لكتابكم"، ثم نظام "البند لا يسمح"، وقوانين ولوائح ما زالت تتعامل "بالروبية الهندية"، التي تم وقف العمل بها منذ ستينيات القرن الماضي، ثم إحالة الموضوع إلى لجان التحقيق، ثم إنشاء لجان لدراسة تقرير لجان التحقيق.

ويزداد الأمر تعقيداً عندما يحال الموضوع إلى مجلس الأمة ليتحول إلى ورقة في لعبة الانتخابات، ويتحول أغلب الأعضاء إلى خبراء في التخطيط والقانون والاقتصاد والسياسة والدفاع وكل العلوم، وفي كل المجالات، وتتكدس القوانين في الأدراج، ويحتاج الأمر لتكوين لجنة ليس لبحث المواضيع بل لنفض الغبار عنها.

ويشير محدثي إلى مبدأ رباني بقول الحق سبحانه "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ"، وهنا أحسست بمقدار ما يعانيه محدثي، وهو الذي يعايش هذه الأوضاع معايشة يومية.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

يمامة

نثرت بعض حبيبات الشعير بجانب من الحديقة وجلست أنظر إليه

وقد تجمعت حوله أسراب من الطيور والحمام، وفجأء حطت أمامي

يمامة... نظرت إليها كم هي رائعة، لونها أصفر داكن يطوق عنقها

ريش يميل إلى الحمرة.. أثارت شجوني فخاطبتها

إيه يا يمامة خبريني... كيف مضت أيام عمري وسنيني

هجر الترحال دربي... فتعالي يا يمامة رافقيني

لقد كنت مثلك حراً طليقاً... لا يكاد الكون يكفيني

آه يا يمامة لكم بزداد شوقي لهيبا... آه لكم يزداد للماضي حنيني.

back to top