«ياكم الذيب... ياكم اوليده»

نشر في 27-02-2019
آخر تحديث 27-02-2019 | 00:09
 يوسف عبدالله العنيزي مثل كويتي ينطبق على واقعنا الذي نعيشه بشكل خاص في منطقتنا الخليجية، فهذا المثل "ياكم الذيب... ياكم اوليده"، سيستمر حتى آخر فلس في خزينة البنوك المركزية في دول مجلس التعاون، وقد اعتدنا في منطقتنا الخليجية على تنصيب خيال مآتة منذ خمسينيات القرن الماضي، حيث ابتدأ من تيار القومية العربية وتقسيم الدول العربية إلى دول ثورية تقدمية ودول رجعية، مرورا بفترة حكم صدام حسين الذي أصاب الأمة العربية في مقتل، وصولا إلى الوقت الحالي بإثارة الأطماع والتمدد الإيراني.

وهي بالتأكيد ليست وليدة الآن بل بدأت منذ الحكم الشاهنشاهي، واحتلال الجزر الإماراتية "أبوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى"، وتساؤل بريء: هل تم هذا الاحتلال والتمدد الإيراني سواء في الماضي القريب أو الحاضر بمعزل عن رصد ومعرفة الدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية بشكل خاص في ظل هذا الكم من الأقمار الاصطناعية التي ترصد المنطقة على مدار الساعة؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟

وفي اعتقادي أن مؤتمر "وارسو" الذي دعت إليه الولايات المتحدة الأميركية، وحضرته أكثر من سبعين دولة بعضها مرغم وبعضها على مضض، وبعضها لتحقيق أهداف ومآرب أخرى، وفي المحصلة النهائية فإن المؤتمر قد حقق بعض أهدافه التي كان منها على سبيل المثال:

- الرغبة في تأكيد الزعامة الأميركية للعالم بعد أن تعرضت لاتهامات وصفتها بالعنصرية، وخصوصا بعد منع مواطني بعض دول العالم من دخول أميركا، إضافة إلى السعي وبقوة لإقامة أسوار لحدودها مع بعض الجيران مما أعاد ذكرى "سور برلين" والستار الحديدي في فترة خمسينيات القرن الماضي.

- محاولة تحجيم الدور الروسي المتنامي في المنطقة، وهذا ما دعا روسيا لاجتماع مدينة "سوشي" الذي حضرته كل من تركيا وإيران.

- ولعل الهدف الأساسي من عقد مؤتمر "وارسو" إحلال السلام والاستقرار بين الدول العربية وإسرائيل بعد أن أصبحت الساحة مهيأة لذلك، والدعوة لإقامة علاقات طبيعية وعلنية والخروج من خلف الأبواب المغلقة الى سياسة "أكل العيش والملح" بين جميع الأطراف المتحاربة، ويأتي هذا تأكيدا لما تم التوصل إليه في "اتفاق أوسلو عام 1993" بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، وكان يرأس الوفد الفلسطيني الرئيس محمود عباس، في حين كان يرأس الوفد الإسرائيلي شمعون بيريز، وقد نص ذلك الاتفاق على نبذ العنف والدخول في مفاوضات سلمية.

فلا حرب بعد اليوم بين العرب وإسرائيل، وهذا ما أكده الرئيس أنور السادات في خطابه التاريخي أمام الكنيست الإسرائيلي، أما ارتداء المؤتمر جلباب الأطماع والتمدد الإيراني فالهدف الرئيس إثارة الخوف والفزع لدى دول مجلس التعاون وتطبيق سياسة "ياكم الذيب ياكم اوليده"، وذلك لزيادة مبيعات وصفقات الأسلحة واستبدال إيران بالعدو إسرائيل التي أصبحت صديقة للعدو الجديد مع اعتقادي أنه ليس هناك طرف سواء كان عربيا أو دوليا يسعى إلى الحرب مع إيران بما تمثله تلك الحرب من مخاطر لا حد لها، خصوصا أن منطقتنا تحتوي على كم هائل من خزانات النفط والغاز والمفاعلات النووية وأسلحة ليس معروفا الكثير منها.

ودعوة من القلب أن يحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top