السودان سيحل أزمته دون تدخل خارجي

التظاهرات تدخل شهرها الثالث والجمود سيّد الموقف

نشر في 20-02-2019
آخر تحديث 20-02-2019 | 00:05
الغاز المسيل للدموع وسط السيارات بعد أن استخدمته قوات الأمن السودانية لتفريق المتظاهرين
الغاز المسيل للدموع وسط السيارات بعد أن استخدمته قوات الأمن السودانية لتفريق المتظاهرين
في أكبر دعم لحكومة الرئيس عمر البشير، أعرب المساعد الخاص للرئيس الأميركي كبير المستشارين لإفريقيا في مجلس الأمن القومي سيريل سارتر عن ثقته بقدرة السلطات السودانية على إيجاد حل للأزمة الراهنة، من دون أن تفرض عليه "حلولا خارجية".

وقال سارتر، عقب اجتماع مع مساعد الرئيس السوداني فيصل إبراهيم وعدد من القيادات التنفيذية، أمس الأول، إن "السودان يمر بتطورات ومرحلة انتقالية" مؤكدا "أهمية أن تحترم الحكومة حق المواطنين في التعبير السلمي، وفي الوقت ذاته، على الجانب الآخر الالتزام بالسلمية ذاتها".

وأضاف: "مع مزيد من الصبر، ستتمكن الحكومة من إيجاد حل سياسي، ولن يتم فرض أي حلول على السودان من الخارج، ولقد جئنا للخرطوم لمواصلة الحوار بين الجانبين، ووضعه في مساره الصحيح، بما يقود الى إزالة اسم السودان من الدول الراعية للارهاب في وقت قريب".

ووصل وفد أميركي رفيع المستوى الى الخرطوم الاحد، لمناقشة سير المرحلة الثانية من الحوار بين البلدين، والهادفة في خواتيمها إلى رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب.

في المقابل، قلل "حزب الأمة" القومي المعارض في السودان من تهديدات حكومية بملاحقة قوى "إعلان الحرية والتغيير" بتهمة الدعوة لاستخدام العنف والإرهاب السياسي واستخدام القوة كأداة لاحداث التغيير.

وأوضح الحزب، في بيان، أن "قوى إعلان الحرية والتغيير لا تخشى تهديدات نظام فاقد للأهلية والمشروعية"، محملا "النظام الحاكم مسؤولية أي عمليات عنف نوعي تستهدف رموز الحراك الاحتجاجي".

ومنذ 19 ديسمبر الماضي تواجه الحكومة السودانية احتجاجات شعبية متصلة يدعو منظموها الرئيس عمر البشير للتنحي، لكن الأخير رفض هذه المطالبات وظل متمسكا بضرورة أن يتم انتقال السلطة بالاحتكام الى الانتخابات التي ستجرى في 2020.

ومع دخول الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس السوداني عمر البشير الذي يحكم البلاد بيد من حديد منذ 3 عقود شهرها الثالث، أمس، يواصل المتظاهرون احتجاجاتهم، رغم إصراره على البقاء في السلطة، ورغم الحملة الأمنية الواسعة التي تنفذها السلطات.

ويرى المحلل لدى "مجموعة الأزمات الدولية"، موريثي موتيغا، أن "صمود المتظاهرين كان مذهلا للغاية".

وأضاف: "مر شهران، لكن زخم الحراك بقي على حاله، بينما ازداد مستوى المشاركة جغرافيا وشمل الطبقات الاجتماعية والاقتصادية كافة".

إلا أنه رأى أن تواصل الدعم من قوات الأمن للنظام، وإصرار البشير على تمسكه بالسلطة خلقا حالة جمود.

وأكد موتيغا أن "الرئيس لا يزال متصلبا للغاية، بينما لا يزال المتظاهرون عازمين على مواصلة حراكهم، وما لدينا الآن هو حالة جمود واضحة".

back to top