«داعش» يتلقى الرصاصات الأخيرة في سورية

• غراهام يطالب الأوروبيين بإرسال قوات
• إردوغان: عمليات مشتركة مع روسيا وإيران بأي وقت
لماذا نملك جيشاً إذا كنا لا نجرؤ على استخدامه؟

نشر في 17-02-2019
آخر تحديث 17-02-2019 | 00:05
مقاتل من «قسد» في معركة ضد «داعش» عام 2015 	(رويترز)
مقاتل من «قسد» في معركة ضد «داعش» عام 2015 (رويترز)
وسط ترقب لإعلان «القضاء على دولة الخلافة» في سورية، غادر تنظيم داعش منطقة شرق الفرات في صفقة استسلام غير معلنة، في وقت حذرت ألمانيا من أن الانسحاب الأميركي يمكن أن يعزز نفوذ روسيا وإيران.
غداة تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب صدور بيان مهم بشأن «القضاء على الخلافة» في غضون 24 ساعة، رفع تنظيم داعش راية الاستسلام في سورية، وغادر عناصره منطقة شرق الفرات على متن شاحنات رافقتها عربات تابعة للتحالف الدولي.

وأفاد المرصد السوري أمس بانتهاء وجود «داعش» بالضفة الشرقية لنهر الفرات، باستسلام عناصره في صفقة غير معلنة إلى الآن مع قوات سورية الديمقراطية (قسد)، أفضت إلى استسلام نحو 440 من التنظيم على دفعتين: الأولى ضمت 240 والثانية 200.

وأشار المرصد إلى دخول المنطقة 7 شاحنات مغلقة، تتقدمها عربة «همر» أميركية وسيارة محملة برشاش ثقيل، وفي نهاية الرتل سارت عربة وسيارة مماثلتين و3 سيارات إسعاف.

وأكد أن «قسد» تواصل بدعم أميركي عمليات التمشيط ضمن المزارع الواقعة على مقربة من الباغوز بالقطاع الشرقي من ريف دير الزور، بحثا عن متوارين ضمن أنفاق عمد التنظيم إلى إنشائها إبان بسط نفوذه على المنطقة.

وقال القائد العام لحملة «قسد» جيا فرات، خلال مؤتمر صحافي بحقل العمر النفطي، «في وقت قصير جدا، لن يتجاوز الأيام، سنعلن رسميا انتهاء وجود تنظيم داعش»، الذي أعلن في 2014 إقامة «دولة الخلافة» على مناطق واسعة سيطر عليها في سورية والعراق المجاور.

ووفق فرات، فإن «داعش» أصبح محاصرا داخل مساحة تقدر بنصف كيلومتر مربع، مشيرا إلى أن آخر معاقله في بلدة الباغوز باتت بحكم «الساقطة نارياً».

المنطقة العازلة

وكشف السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، خلال كلمة في منتدى ميونيخ للأمن، تفاصيل خطة ترامب في سورية، موضحا أنه سيطلب من قادة الدول الأوروبية خلال زيارة رسمية لأوروبا لاحقا، إرسال قوة عسكرية لأجل إنشاء منطقة عازلة في المنطقة.

وأكد غراهام أنه في حالة موافقة الدول الأوروبية على مقترح ترامب، في إطار «استراتيجية ما بعد تنظيم الدولة فإنه سيُبقي على عدد من الجنود الأميركيين في سورية للغرض نفسه».

لكن الكاتب ديفد إغناتيوس أشار في صحيفة «واشنطن بوست» أمس إلى أن الطريقة التي قد تعمل بها هذه الخطة غير واضحة، وفقا لمسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، فقد قال مسؤول إن بريطانيا وفرنسا وألمانيا رفضت بالفعل طلبات أميركية أولية بإرسال قوات إلى سورية، لكن ذلك كان قبل طلب غراهام العلني، والخطط الحالية تدعو القوات الأميركية إلى مغادرة سورية مع نهاية أبريل المقبل، لكن المسؤولين يقولون إن الجدول الزمني غامض.

الانسحاب الأميركي

ومع تحذير المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس من أن انسحاب القوات الأميركية يمكن أن يعزز نفوذ روسيا وإيران في سورية، لم يستبعد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خوض عمليات عسكرية مشتركة مع موسكو وطهران في أي وقت ضد الزمر الإرهابية في محافظة إدلب، مؤكدا أن ذلك وفقا لتطورات الوضع في المنطقة ولا توجد أي عوائق تمنع ذلك. وخلال عودته من القمة الثلاثية الرابعة مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني في سوتشي، أكد إردوغان أن الجيش التركي والروسي يقومان بعمل مكثف لتنفيذ مذكرة إدلب ومكافحة الجماعات الإرهابية في إدلب، معلنا أنه يمكن للعراق ولبنان الالتحاق بالدول الثلاث الضامنة لمسار أستانة للتسوية السياسية، لأن لهما حدودا مشتركة مع سورية.

في وقت سابق، شدد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أمس الأول على ضرورة سيطرة قواته وحدها على المنطقة الآمنة، المزمع إقامتها في شمال سورية، معتبرا أن تأمين دول التحالف الدولي لها «لن يكون مناسباً ولا كافياً».

لماذا نملك جيشاً إذا كنا لا نجرؤ على استخدامه؟

في هجوم غير مألوف، رأى قائد قوة المدفعية الفرنسية بالعراق (تاسك فورس واغرام) الكولونيل فرنسوا ليغرييه، أنه كان يمكن تحقيق النصر على تنظيم «داعش» بوقت أسرع وبدمار أقل، لو أرسل الغرب قوات برية على الأرض.

وفي مقال في نشرة «ريفو ديفانس ناسيونال» أثار استياء هيئة أركان الجيوش الفرنسية، أكد ليغرييه، الذي تدعم قواته أكراد سورية في المعركة مع «داعش»، أنه «تم تحقيق النصر» في هجين بين سبتمبر وديسمبر «لكن ببطء شديد وبكلفة باهظة جداً وبدمار كبير»، مبيناً أنه «خلال ستة أشهر، سقطت آلاف القنابل على بضع عشرات من الكيلومترات كانت نتيجتها الرئيسية تدمير بنى تحتية» من مستشفيات وطرق وجسور ومساكن.

وتساءل ليغرييه، الذي تحدث بحرية غير معهودة لعسكري في ميدان عمليات: «لماذا نملك جيشاً إذا كنا لا نجرؤ على استخدامه؟»، معتبراً أن ألف مقاتل يملكون خبرة الحرب كانوا سيكفون «لتسوية مصير جيب هجين في أسابيع وتجنيب السكان أشهرا من الحرب».

وتابع أن الحملة «احتاجت إلى خمسة أشهر وتراكم في الدمار للقضاء على ألفي مقاتل لا يملكون دعما جويا ولا وسائل حرب إلكترونية ولا قوات خاصة ولا أقمارا اصطناعية».

وأضاف أن التحالف «تخلى عن حريته في الحركة وخسر السيطرة على وتيرة تحركاته الاستراتيجية»، عبر «تفويض قوات سورية الديمقراطية القيام بالعمليات على الأرض».

وحذر أكار من ألا يتحول الفراغ بعد انسحاب القوات الأميركية لمنطقة آمنة «للإرهابيين»، معتبرا أن إخراج الوحدات الكردية يشكل القضية الأكثر أهمية لأمن حدود تركيا وشعبها.

في الجنوب، أعلن رئيس المركز الوطني للدفاع بروسيا الجنرال ميخائيل ميزينتسيف أمس عملية لإجلاء عشرات آلاف النازحين من مخيم الركبان على حدود الأردن، موضحا أن الحكومة السورية قررت فتح ممرات إنسانية على حدود منطقة آمنة أقامتها القوات الأميركية في منطقة التنف بدءا من التاسعة صباح الثلاثاء.

وأضاف ميزينتسيف أن القوات السورية ستتعاون مع الشرطة العسكرية الروسية بضمان الأمن في أماكن استقبال النازحين، وستوفر كل الخدمات المطلوبة على مدار الساعة، بما في ذلك توفير الغداء والرعاية الصحية، وإعداد الوثائق الشخصية، وضمان وصول النازحين إلى أماكن إقامتهم الدائمة.

القوات الإيرانية

في غضون ذلك، يعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اصطحاب وفد من كبار الضباط خلال زيارته المزمعة لموسكو الخميس المقبل، للتأكيد للرئيس الروسي على تمسكه بطرد القوات الإيرانية من مناطق تعهدت روسيا بإخلائها منها.

وذكر موقع «مكان» أنه سيرافق نتنياهو رئيس هيئة الاستخبارات تامير هيمان، وقائد سلاح الجو عميكام نوركين، وأن قائمة أعضاء الوفد المرافق لا تزال مفتوحة، وقد ينضم ضباط كبار آخرون، مشيراً إلى أن نتنياهو سيستفسر عن التحضير لتفعيل صواريخ S300 الروسية في سورية.

جرائم إنسانية

من جهة أخرى، وجه القضاء الفرنسي أمس إلى عضو الاستخبارات السورية السابق عبدالحميد أ. الموقوف الثلاثاء في باريس تهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بين عامي 2011 و2013.

back to top