السيد والدكتور

نشر في 01-02-2019
آخر تحديث 01-02-2019 | 00:04
 فواز يعقوب الكندري التشفي يهز المرجلة، ولم يُخلق ذلك لرؤوسنا، وما كتبنا إلا نصرةً للذين تألموا كثيراً عنا، فالسيد كُسرت يده، والدكتور كُسر ديوانه، ولأن طبيعة النفس الشامخة تدفع صاحبها باتجاه نصرة المظلوم، فإننا أتينا ناصحين دون تملق، ومناصرين دون تزلف، فتقبلوا النصيحة مهما كان مظهرها، ورحبوا بها مهما كانت قسوتها، فالأمر بات يعني مجتمعاً بأكمله ولا يعنيكما أنتما فقط.

تصدرتم الدعوة للمشاركة بحجة الإصلاح من الداخل، فتم نفيكم للخارج، ورفعتم شعار "نتركها لمن"، فكان ردهم أن أخلوا مقعديكما لأصدقائهم، إنكما وغيركم ممن دفع بكسر جدار المقاطعة للديمقراطية الشكلية عاش وهماً بأن له قراراً في إدارة الدولة، والواقع يعلمه أغلبكم، لكن حظوظ النفس أغمضت عينيها عنه بأنه لا يمكننا اختيار شيء في هذا الوطن غير لون ثيابنا.

أعلم يقيناً أن نقل "جبال زاغروس" من كردستان إلى الرميثية أسهل بكثير من أن تقنع السياسي العربي بخطئه، فيدرك ذلك ويعود عنه، لكن يقيني الأعظم أن واجب الفرد في المجتمع أن يبادر، وإن كنت محقاً يا دكتور في نصرتك للحق، فإنك قطبٌ في تيار أرهق المجتمع بتقلباته، "حدس" يا دكتور تراهن على النسيان وهذا الأمر تجاوزه المجتمع، ويشعرون بأنهم أذكى من يعيش على الأرض، وأنهم يملكون دهاء قُريش، وتناسوا أن جرعات الألم ستخلق يوماً ما خندق سلمان الفارسي أمام من يريد مكراً بالمجتمع وأهله.

اجلس يا دكتور مع ممثلي تيارك في البرلمان الصوري واشرح لهم تجربتك مع كرسي "الحلاق"، وبيّن لهم أن تحصينكم لرئيس الوزراء بوجود الفساد حرام شرعاً وغير مقبول أخلاقاً، وأن الدين ليس "منع الاختلاط" فقط. ربما تكون التيارات والرموز السياسية مجبورة على أن تقوم بدور الكرة التي تنفس عن "جِدر الضغط"، أو لديها ملفات عالقة تستوجب التنازلات لحلها، أو من الممكن أنها تواجه تهديدات تدفعها نحو الركون للمتنفذين، هُنا يأتي دور الكوادر والطاقات الشبابية أن تنقذ نفسها من وحل التبعية، وتدرك أن الله لم يخلقها في هذا الكون لتكون من القطيع، فإما أن تنتصر لحقوقها وتهجر من خذل مبادئها، وإما أن ننتظر لطف الله بمجتمع أكبر همه معاملة علاج بالخارج.

back to top