الإرهاب العابر للحدود

نشر في 30-01-2019
آخر تحديث 30-01-2019 | 00:09
استخدمت تنظيمات الإرهاب وسائل التواصل الاجتماعي لنشر أفكارها، وتحريض الشباب على الانتحار المبكر، وما أكثرهم ممن أصابهم الإحباط، ويعيشون ظروف الحياة المعاصرة الصعبة في كل المجتمعات! وسرعان ما يكتشف أولئك الشباب خيبة الأمل وتبخر الوعود والأفكار التي شحنوا بها.
 د. عبدالمالك خلف التميمي إن الإرهاب العابر للحدود هو الذي يستند إلى أيديولوجية التمدد العقائدي، أو التوسع السياسي على حساب حدود وسيادة وكيانات الآخرين، وهو العنف ضد الآخر المختلف فكرياً، ويستخدم الشباب في سن مبكرة في الوقت الذي يختفي ويختبئ قادة الإرهاب المتقدمين في السن، فلم نجد أحداً من الانتحاريين أو (الجهاديين) في سن ما بعد الأربعين من العمر.

وقد استخدمت تلك التنظيمات وسائل التواصل الاجتماعي لنشر أفكارها، وتحريض الشباب على الانتحار المبكر، وما أكثرهم ممن أصابهم الإحباط، ويعيشون ظروف الحياة المعاصرة الصعبة في كل المجتمعات! وسرعان ما يكتشف أولئك الشباب خيبة الأمل وتبخر الوعود والأفكار التي شحنوا بها.

لقد كان العمل السابق يسارياً وقومياً بحرب العصابات والعمل الفدائي من أجل قضايا أيديولوجية يؤمن بها أصحابها، حيث قادها زعماؤهم مثل جيفارا، وقادة فلسطينيون وقبلهم قادة جزائريون وفيتناميون وفي إفريقيا، وفي عصرنا جماعات إسلامية أو تسمي نفسها إسلامية تخوض هذه الحرب ليست وطنية ولا قومية بل دينية أيديولوجية في الأوطان العربية والإسلامية وغيرها عابرة للحدود، وتشارك فيها دول إرهابية تسعى إلى تمدد أيديولوجيتها، ولن يكون مصيرها غير مصير من سبقها من أعمال لحرب عصابات داخل الأوطان أو عبر الحدود.

واللافت للنظر أن شباباً من دول أوروبية أغلبهم من أصول عربية إسلامية يعبرون الحدود للقيام بعمليات انتحارية متأثرين بفكر ودعاية التنظيمات الإرهابية، أولئك لم ولن يجدو حياة أفضل مما هم فيها، تُعبأ أدمغتهم بالنصوص، ويغامرون بحياتهم وحياة الآخرين، وتكون النتيجة موتاً وتدميراً للحضارة المعاصرة لاعتقاد قادتهم أنها جاهلية لا دينية في الوقت الذي ينعمون هم بنتائج تلك الحضارة، وتتضخم أرصدتهم، ولا يتورع بعضهم حتى من استغلال أموال المخدرات التي يكثر صراخهم عن أنها حرام، لكن أموالهم كما تشير المعلومات أغلبها من تجارة المخدرات في الشرق الأوسط وأميركا الجنوبية وغيرهما.

وستمر فترة الإرهاب الديني المعاصرة كما مرت غيرها، بعد أن ضحى الانتحاريون الإرهابيون الشباب بأرواحهم وأرواح غيرهم، وجلس قادة تلك التنظيمات مختبئين ينعمون بالحياة وينظرّون للموت.

back to top