آمال : اقتلوا شعيب أو اصلبوه حياً!

نشر في 29-01-2019
آخر تحديث 29-01-2019 | 00:19
 محمد الوشيحي كالعادة وكالعادة وكالعادة، استطعنا صناعة مشكلة من لا مشكلة. أوجدنا مشكلة من العدم واللا شيء. خلطناهما معاً، العدم واللا شيء، فنتج عن الخلط مشكلة ساخنة زلزلت فضاءنا ووسائل إعلامنا.

يخرج أعضاء أحزاب المعارضة، في كل الدول الديمقراطية، في وسائل إعلام مختلفة، سواء في بلدانهم أو في بلدان أخرى، ويتحدثون ويصرخون ويصبّون جام غضبهم وغضب جيرانهم وخالات جيرانهم على المسؤولين في بلدانهم، فيرد هؤلاء المسؤولون على حجج الغاضبين، وتخرج مانشيتات الصحف، بعد يوم، لتتحدث عن فحوى ما دار وما كان يجب أن يدور.

يحدث هذا في طول الكوكب الديمقراطي وعرضه، إلا في الكويت. هنا يكون الحديث عن القناة المستضيفة، وجنسيتها، واسم الضيف، واسم خصمه، واسم نسيبه، وجيران نسيبه، ووو… وتنحرف القضية عن مسارها، وتترنح، ويتم القبض عليها في حالة غير سوية.

هذا ما حدث بعد ظهور النائب شعيب المويزري في "برومو" بثته قناة mbc، تحدث فيه عما حدث بينه وبين رئيس مجلس الأمة، أثناء إحدى الجلسات، من صراخ وتلاسن، قبل أن يتم وأد الحلقة ودفنها حية. تلا ذلك طبعاً وصلات من الردح المبين، تحتج ليس على مضمون الحوار، الذي لم نشاهد منه إلا أذنه اليسرى، بل على جنسية القناة! وأصبحنا نتحدث عن "تدخل في شؤون دولة أخرى"، وبتنا نسمع اتهامات موجهة إلى الضيف، تبدأ من "تشويه صورة البلد في الخارج" وتنتهي بـ "خيانة الكويت". والحمد لله أن أحداً منهم لم يطالب، إلى الآن على الأقل، بقتل شعيب بتهمة الخيانة.

غالبية الغاضبين من ظهور النائب المويزري في "mbc" لم نسمع منهم كلمة ولا حرفاً عندما هوت الكويت في المؤشرات المختلفة، كمؤشر الحريات، ومؤشر الفساد، ومؤشر البيئة الصالحة للعمل، وغير ذلك من المؤشرات التي تشوّه صورة الكويت صدقاً لا "خراطاً".

بل أزعم أن هذه الغالبية كانت إحدى أدوات انحدار الكويت في سنواتها الأخيرة، وواحدة من وسائل التشويه الحقيقية للصورة. لكننا في الكويت "صلِّ على النبي".

back to top