دردشة: «Bay Bay» رياضة «Welcome» تجارة

نشر في 25-01-2019
آخر تحديث 25-01-2019 | 00:04
 يوسف سليمان شعيب بعد الطلقات القاتلة الأخيرة التي أُطلقت في الخفاء بما يسمى العرس الرياضي، أصبح واضحاً ومؤكداً أن هذا العرس ما هو إلا احتفال بموت الرياضة وإحلال التجارة مكانها، فاليوم من يمتلك المال يستطيع أن ينتسب لأي ناد ويترشح لإدارة مجلسه، ضارباً عرض الحائط بكل القيم والقوانين التي ترسخ المساواة والعدالة بين أفراد المجتمع، كما نصت عليه مواد الدستور.

فهيئة الرياضة الممثلة عن الحكومة هي السبب الأكبر فيما حل بالرياضة ودمارها، فاتفاقها مع مجالس الإدارات بتمرير القانون الجديد مع الجمعيات العمومية للأندية، مقابل أن تترك لهم تحديد قيمة الانتساب لعضوية الجمعية العمومية، ورسوم الترشح لعضوية مجلس الإدارة، جعل بعض الأندية تفرض مبالغ كبيرة للانتساب والترشح لا يقدر عليها الشخص البسيط. فأصبحت فئة من المجتمع لا تستطيع المشاركة في تطوير الرياضة بسبب المبالغ المفروضة للانتساب والترشح التي تمنع ذلك، ليكون في النهاية القرار لفئة دون أخرى، ودليل ذلك مجالس إدارات كثيرة فازت بالتزكية، ليس حباً في المترشحين أو نباغتهم في الرياضة أو إدارتها، بل لأنه لم يكن هناك من يقدر أن يدفع مبلغ الترشح، غير المرتجع، ليخوض معركة الانتخابات، فكانت النتيجة التزكية باسم الديمقراطية، وإلا ما الحكمة أو الهدف من جعل هذه المبالغ الباهظة رسوما للانتساب والترشح.

الأمر الآخر الذي يعتبر إحدى الطلقات التي أطلقتها الهيئة سابقا في مقتل للرياضة هو عملية شطب أعضاء الجمعية العمومية، والنظام الجائر المعمول به في هذا المجال، حيث أصبح الكثير من المؤسسين واللاعبين السابقين وأبناء النادي خارج أعضاء الجمعية بسبب قانون الهيئة، والذي يحصر عملية الانتساب والتجديد الفعّال (الذي يحق له الترشح للدورة القادمة) في شهر فبراير، الذي يلي عملية انتخاب مجلس إدارة جديد، في حين من يجدد اشتراكه في مارس لا يحق له الترشح ولا التصويت، وفي شهر أبريل يشطب كل من تأخر عن السداد والتجديد.

لماذا هذا التعسف والظلم مع أبناء الأندية والمنتسبين إليها؟ ولماذا الشطب؟ ولماذا لا يتم الاكتفاء بعدم السماح للمتعثر في تجديد اشتراكه للترشح والانتخاب مع استمرارية عضويته بالجمعية العمومية، حرام أن تذهب سنوات من الانتساب والإنجازات مع ناد ما هباء منثورا، وبجرة قلم يشطب الاسم من كشوفات الجمعية العمومية.

ما تقوم به هيئة الرياضة من سياسة في التعامل مع أبناء الأندية الذين بنوا النادي بتاريخهم ما هو إلا نكران لأجيال سبقونا في الرياضة، ومهدوا الطريق لنا وللأجيال القادمة، فالواجب على الجميع تقديرهم لا شطبهم، وسيأتي يوم نرى أن الأندية لا يديرها إلا عائلة فلان وفلان، فـBay Bay رياضة وwelcome تجارة.

وما أنا لكم ناصح أمين.

back to top