نتنياهو يتجاهل تهديد دمشق بقصف إسرائيل ويركّز على إيران

• لندن تسحب مقاتلات من سورية والعراق
• بوتين وإردوغان يبحثان الانسحاب الأميركي والتدهور في إدلب

نشر في 24-01-2019
آخر تحديث 24-01-2019 | 00:05
جنديان في قوة حفظ السلام يراقبان الحدود السورية - الإسرائيلية من مرتفعات الجولان يوم الاثنين (أ ف ب)
جنديان في قوة حفظ السلام يراقبان الحدود السورية - الإسرائيلية من مرتفعات الجولان يوم الاثنين (أ ف ب)
مع إعلان إسرائيل أن إيران باتت عدوها الرئيسي، وجيشها هو الوحيد الذي يقاتلها في سورية، هدد نظام الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام حقه في الدفاع عن النفس وقصف مطار تل أبيب، رداً على الهجمات المتواصلة على دمشق ومحيطها.
في أول رد رسمي على الهجمات الإسرائيلية المستمرة على محيط دمشق ومطارها وريفها، لوّح مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري بإمكانية قصف مطار بن غوريون الدولي بالقرب من تل أبيب.

وفي تصريحات تؤكد خبر "الجريدة" عن اتجاه طهران للضغط على دمشق لتتولى الرد على قصف إسرائيل، خصوصاً بعد أن باتت الحكومة الإسرائيلية تتبنى رسمياً الضربات، قال الجعفري مساء أمس الأول: "إذا لم يتخذ مجلس الأمن إجراءات لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، فإن سورية ستمارس حقها الشرعي بالدفاع عن النفس ورد العدوان الإسرائيلي على مطار دمشق الدولي المدني بمثله على مطار تل أبيب".

واتهم الجعفري، خلال جلسة لمجلس الأمن عن الوضع في الشرق الأوسط، المبعوث الأممي إلى المنطقة نيكولاي ملادينوف بـ "تعمد تجاهل جرائم الاحتلال الإسرائيلي وممارساته القمعية اليومية بحق أبناء الجولان السوري المحتل، كما تعمد تجاهل تسمية الأشياء بمسمياتها".

مواجهة إيران

في المقابل، تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس خلال تفقده قاعدة شيزافون العسكرية في الجولان، تهديدات سورية موجها التهديدات إلى إيران حصراً.

وكتب نتنياهو، على حسابه على "تويتر": "زرت قاعدة شيزافون العسكرية وشاهدت تدريبات قتالية. قلت للضباط: العدو الرئيس الذي نواجهه هو إيران. إيران تصرح بأنها تعتزم تدميرنا بأسلحة نووية ويجب علينا إحباط ذلك، ولكن إيران تشكل أيضا قوات عسكرية من حولنا".

وقال نتنياهو: "إيران تريد أن تطوقنا وأقامت حصناً أماميا في لبنان بواسطة حزب الله وجنوبياً في قطاع غزة تدعمه حماس والجهاد الإسلامي، والآن يريد الإيرانيون إقامة حصن ثالث على حدودنا في الجولان من خلال تموضع الجيش الإيراني في سورية"، مضيفاً: "نحن ملتزمون بمحاربة كل هذا. نضرب الجيش الإيراني في سورية. ونقوم بتحييد سلاح الأنفاق بلبنان في إطار عملية درع الشمال ونحيد سلاح الأنفاق في غزة".

وأضاف: "نواجه إيران والتنظيمات الموالية لها على ثلاث جبهات، وإنني متأكد أننا نمتلك القدرة على هزيمة العدو. نواجه تحديات في الشمال وفي الجنوب وفي الشرق وأيضاً من ساحات بعيدة، ونستطيع أن ننتصر فيها"، مؤكداً: "ربما هناك في غزة من فكر أنه يستطيع أن يرفع رأسه ويعتدي علينا. أنصحهم أن يدركوا أن الرد سيكون قاتلا ومؤلما جدا. نحن مستعدون لجميع السيناريوهات ولأي تصعيد".

هجوم إسرائيل

على الأرض، فككت وحدات الهندسة في الجيش السوري بقايا صاروخ إسرائيلي من أصل أكثر من 38، أكدت دمشق وموسكو أن الدفاعات الجوية السورية أسقطتها الاثنين الماضي.

وذكر موقع "يوميات سورية" أن "الصاروخ في مدينة قطنا بريف دمشق وتحديداً بالقرب من مساكن رأس النبع"، مشيراً إلى أن وحدات الهندسة عثرت على بقايا طائرة استطلاع إسرائيلية أسقطتها الدفاعات الجوية أيضاً في نفس المنطقة.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أنه ليس لديه معطيات حول مقتل عدد من عناصر "فيلق القدس" إثر الهجوم الإسرائيلي الأخير، معيداً التأكيد على أن حضور إيران في سورية استشاري، وليس لديها مواقع عسكرية فيها.

بوتين وإردوغان

سياسياً، عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب إردوغان في موسكو أمس محادثات حول سورية تناولت "منطقة آمنة" تسعى أنقرة لإقامتها لمنع أي حكم ذاتي كردي على الحدود والانسحاب الأميركي المرتقب، فضلاً عن اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب.

وقبل القمة، أكدت وزارة الخارجية الروسية، أن الوضع في إدلب يتدهور ويثير القلق، مشيرة إلى أن الأراضي هناك باتت عملياً تحت سيطرة "جبهة النصرة" سابقاً.

وقال إردوغان، الاثنين، انه سيبحث مع بوتين اقتراح نظيرهما الأميركي دونالد ترامب إنشاء "منطقة آمنة" تسيطر عليها تركيا وعارضتها موسكو، التي تدافع منذ بداية النزاع عن ضرورة استعادة دمشق السيادة على كل أراضي سورية.

وتحضر موسكو لتنظيم قمة ثلاثية بين بوتين وإردوغان والرئيس الايراني حسن روحاني بداية هذا العام كجزء من عملية أستانة للسلام التي أطلقتها دولهم الثلاث عام 2017.

الانسحاب البريطاني

وفي ظل تمسك ترامب بقراره المفاجئ بسحب القوات الأميركية، كشفت صحيفة "ديلي ميل" أمس الأول عن اعتزام قوات سلاح الجو الملكي البريطاني سحب أكثر من نصف مقاتلاتها العاملة على العراق وسورية، موضحة أن ثمانية من طراز "تايفون" ستعود الشهر المقبل، مما سيقلص عدد الطائرات التي تقاتل "داعش" من 14 إلى 6.

وأوضخت الصحيفة، أن "القوات الخاصة البريطانية، التي لا تزال تقوم بمهمات سرية في سورية، من المتوقع أيضاً أن تغادر عندما يتم سحب قوات النخبة الأميركية".

«قسد» و«داعش»

وبدعم أميركي، سيطرت قوات سورية الديمقراطية (قسد) أمس على بلدة الباغوز بدير الزور، لتحصر "داعش" في مزرعتين صغيرتين بالمنطقة المحاذية للحدود العراقية.

ووفق مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن، فإن تقدم "قسد" جاء غداة سيطرتها على نحو نصف الباغوز فوقاني، التي تعد آخر بلدة يسيطر عليها "داعش"على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، مبيناً أنه أجلى 4900 شخص بينهم 470 من مقاتليه منذ الاثنين الماضي إلى مناطق سيطرة القوات ذات الأغلبية الكردية في دير الزور.

حل وعقوبات

وبعد يوم من رفع الأردن مستوى تمثيله الدبلوماسي بدمشق وتعيين مستشار كقائم بالأعمال بالإنابة في سفارته لديها، أعلن المبعوث الأممي الجديد غير بيدرسون، على هامش مشاركته في منتدى "دافوس"، عن زيارة مرتقبة لكل من تركيا وإيران لبحث استئناف العملية السياسية وتشكيل اللجنة الدستورية السورية.

وعلى غرار الاتحاد الأوروبي، أقرّ مجلس النواب الأميركي أمس الأول مشروع "قانون قيصر" لفرض عقوبات على نظام الرئيس بشار الأسد وداعميه.

back to top