البشير يزور الدوحة وحزبه يطرح مبادرة «للم الشمل»

الحكومة تؤكّد تراجع موجة الاحتجاجات... والمعارضة تواصل الحشد

نشر في 23-01-2019
آخر تحديث 23-01-2019 | 00:03
نساء من جنوب السودان يرقصن احتفالاً بإعادة ضخ النفط في حقل الوحدة أمس الأول (رويترز)
نساء من جنوب السودان يرقصن احتفالاً بإعادة ضخ النفط في حقل الوحدة أمس الأول (رويترز)
على وقع تصاعد التظاهرات ومحاولات الحكومة السودانية احتواء تداعياتها عبر اتخاذ حزمة إجراءات اقتصادية تمس الحياة اليومية للمواطنيين، أجرى، أمس، الرئيس السوداني عمر البشير زيارة إلى قطر، هي الأولى له خارج بلاده منذ قيام الاحتجاجات ضد نظامه في 19 ديسمبر عقب قرار الحكومة زيادة سعر الخبز ثلاثة أضعاف.

وأعلنت «وكالة الأنباء القطرية» الرسمية (قنا)، أن البشير وصل إلى الدوحة أمس، في زيارة عمل، وأن الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيستقبله اليوم، مشيرة إلى أن «البحث سيتناول العلاقات الأخوية بين البلدين وآفاق تعزيزها، إضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك».

وتقيم الدوحة والخرطوم علاقات جيّدة وهما حليفتان منذ زمن بعيد، ويقدّر عدد الرعايا السودانيين المقيمين في قطر بنحو 60 ألفاً.

ميدانياً، دعا «تجمع المهنيين السودانيين» وثلاثة تحالفات معارضة للحكومة إلى تظاهرات جديدة، مساء أمس، في العاصمة الخرطوم وفي مدينة أم درمان.

وتعهد «التجمع» بالاستمرار في الاحتجاجات حتى تحقيق المطالب بتنحي البشير.

ومن المقرر تنظيم مزيد من التظاهرات غداً، «في جميع أنحاء بلدات ومدن السودان»، وفق «التجمع».

وكان مئات السودانيين تظاهروا، أمس الأول، في أم درمان، بعد أن تحول تشييع جثمان طالب الهندسة، الفاتح عمر نمير الذي توفي متأثراً بجراح أصيب بها خلال احتجاجات الخميس الماضي في الخرطوم، لتظاهرات عمّت أحياء عدة في المدينة، أُطلق خلالها هتافات «حرية حرية»، و«يسقط بس، يسقط بس».

في المقابل، أعلن» حزب المؤتمر الوطني» الحاكم مساء أمس الأول، إطلاق «مبادرة لجمع الشمل، تخاطب أبناء الوطن كافة في ظل موجة الاستقطابات الحادة التي يشهدها المجتمع، بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد».

وقالت أمينة الأمانة الاجتماعية للحزب، مها أحمد عبدالعال، إن «الخطوة تأتي تحت شعار اختلاف الرأي لا يفسد للود القضية». أضافت أن «المبادرة تهدف أيضاً إلى المحافظة على التماسك المجتمعي، من خلال جهود يقودها رجال الإدارة الأهلية والطرق الصوفية والفنانون والمبدعون ورموز المجتمع».

بدوره، قال رئيس جهاز الأمن والمخابرات صلاح عبدالله قوش، إن «موجة الاحتجاجات بدأت في التراجع»، واتهم «مندسين وسط المتظاهرين بتنفيذ عمليات القتل».

ونقل موقع «سودان تريبيون» الليلة قبل الماضية عنه إن «الشعب، ورغم غضبه على الحكومة، لم ينخرط في التظاهرات واكتفى بالتفرج».

وأشار إلى أنهم استطاعوا توثيق كل التظاهرات ويعرفون حجم كل واحدة منها وصور المتظاهرين، وقال إن أكبر الاحتجاجات لم يتجاوز المشاركون فيها الـ 2500 متظاهر.

وأكد وزير الإعلام بشارة جمعة، أن «ما يحدث لدينا من تظاهرات واحتجاجات لا يختلف كثيرا، مما يحدث في الكثير من الدول سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي».

وأضاف في مقابلة مع موقع «سبوتنيك» الروسي، نشرت أمس، أن «المواطن احتج وخرج على ثلاثة أزمات وهي الوقود والنقود والقوت، وهذا الاحتجاج كان طبيعياً ومنطقياً لأن الحكومة لم تعالج هذه الاشكالات وسرعان ما تدخلت جهات كانت مترصدة بالسودان ودخلت في قلب الاحتجاجات وحاولت استخدامها كرافعة لتنفيذ أجنداتها السياسية، وهذه الفئات لديها إرتباطات مع جهات خارجية وداخلية وحاولت أن تنقض على الحكومة والدولة وترفع شعار إسقاط النظام والذي لم يكن شعار المحتجين في البداية».

من ناحيته، أعلن وزير الدولة بوزارة الإعلام مأمون ابراهيم في مؤتمر صحافي، أمس الأول، أن هناك مخططاً لتأجيج الأوضاع عبر عمليات استهداف نوعية ضد المحتجين في الايام المقبلة، لافتاً إلى أنهم رصدوا «28 فردا يديرون الاحتجاجات من داخل السودان وخارجه»، متهما «عناصر من الحزب الشيوعي السوداني وحركة عبدالواحد محمد نور المتمردة بالتورط في قتل المتظاهرين وإثارة الفوضى وعمليات التخريب وقامت السلطات في ضبطهم واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة».

back to top