الأسبرين وأحماض أوميغا 3... كيف يحاربان السرطان؟

نشر في 22-01-2019
آخر تحديث 22-01-2019 | 00:00
No Image Caption
يدعم حمض الأسيتيل ساليسيليك، الذي يُعرف بالأسبرين، وأحماض أوميغا 3 الدهنية أوجهاً عدة من الصحة. وما زال العلماء يسعون حتى اليوم إلى اكتشاف كيفية عمل هاتين المادتين. وتشير دراسة أُجريت أخيراً إلى أن لكليهما تأثيراً في خطر الإصابة بسرطان القولون.
يتطوَّر سرطان القولون من سلائل أو نمو غير طبيعي في الأنسجة داخل القولون. يُعتبر كثير من هذه السلائل حميداً، إلا أن بعضها يؤدي إلى أورام سرطانية.

يحدِّد الأطباء السلائل التي قد تؤدي إلى سرطان عبر تنظير القولون الذي يسمح لهم باكتشاف مواضع الخلل الواضحة في المعي الغليظ.

في تجربة سريرية جديدة دُعيت «تجربة ثمار البحر»، توصل خبراء من جامعات ليدز، ونوتنغهام، وبرادفورد، ونيوكاسل في المملكة المتحدة، بالتعاون مع باحثين من مؤسسات أخرى، إلى اكتشاف مذهل.

أرادوا معرفة ما إذا كانت أدوية واسعة الانتشار، مثل الأسبرين وحمض إيكوسابنتانويك EPA (أحد الأحماض الدهنية الأساسية في الأوميغا-3)، تحد من عدد سلائل الأمعاء التي قد تؤدي إلى سرطان في حالة مَن يُعتبر أكثر عرضة لخطر سرطان القولون.

نشر الباحثون نتائجهم في مجلة «لانسيت».

فوائد علاجية

استعان الباحثون بـ709 مشاركين عبر 53 مستشفى في مختلف أرجاء إنكلترا. اعتُبروا جميعاً أكثر عرضةً لخطر الإصابة بسرطان القولون.

وزّع الفريق المشاركين على أربع مجموعات علاجية. تلقت الأولى منها الأسبرين فحسب، والثانية حمض إيكوسابنتانويك فحسب، والثالثة خليطاً من الاثنين، والأخيرة علاجاً وهمياً.

تناول المشاركون في مجموعة الأسبرين وحده حبة يومياً تضمّ 300 مليغرام من الأسبرين طوال سنة. وأُعطي المشاركون في مجموعة حمض إيكوسابنتانويك وحده مليغرامين من هذا الحمض في أربع كبسولات طوال المدة عينها من الزمن. وتُعتبر جرعة الحمض هذه أعلى من الكمية المتوافرة في مكملات أوميغا-3 العادية.

تمتع مَن تناولوا الأسبرين طوال سنة بعدد أقل بنسبة 22% من السلائل عموماً (بما فيها السلائل على الجهة اليمنى من المعي الغليظ التي تُعتبر مراقبتها عبر تنظير القولون أكثر صعوبة)، مقارنة بمن أخذوا العلاج الوهمي.

أما مَن أخذوا حمض إيكوسابنتانويك، فحظوا بتراجع في عدد السلائل بنسبة 9% عند مقارنتهم بمجموعة العلاج الوهمي، مع أن هذه النتيجة لا تُعتبر مهمة إحصائياً.

لكن المشاركين في مجموعة حمض إيكوسابنتانويك حظوا بعدد أقل من السلائل بنسدبة 25% على الجانب الأيسر من المعي الغليظ.

يشير البروفسور مارك هول، باحث أشرف على تقرير الدراسة من جامعة ليدز: «تبرهن تجربة ثمار البحر أن للأسبرين وحمض إيكوسابنتانويك تأثيرات وقائية. ويُعتبر هذا الأمر مثيراً للاهتمام، خصوصاً نظراً إلى أنهما مركبان قليلا الكلفة وآمنان يمكن وصفهما للمرضى».

يضيف: «نظراً إلى هذه الأدلة الجديدة، من الضروري أن يفكر الأطباء في وصف هذين العاملين في حالة مَن يُعتبرون أكثر عرضة لخطر سرطان الأمعاء، إلى جانب المراقبة المعتادة بتنظير القولون».

يؤكد الباحثون أيضاً أن أخذ الأسبرين وحمض إيكوسابنتانويك معاً آمن وأن المشاركين لم يواجهوا ارتفاعاً في خطر النزف. لكن مَن اتبعوا العلاج بحمض إيكوسابنتانويك وحده أفادوا عن زيادة طفيفة في اضطرابات المعدة.

يخطط الخبراء بعد ذلك إلى إجراء مزيد من البحوث حول الدور الذي يؤديه الأسبرين أو حمض إيكوسابنتانويك في خفض خطر السرطان.

back to top