«أسبوع الأرغن» في لبنان... تنويع بين الجاز والباروك

• فنانون عالميون في نسخته الرابعة يعيدون الألق إلى آلة تعود إلى 500 سنة

نشر في 18-01-2019
آخر تحديث 18-01-2019 | 00:04
بين الثاني من فبراير المقبل والعاشر منه تنعقد فعاليات «أسبوع الأرغن» في لبنان في نسخته الرابعة، ويتضمن تسع حفلات يحييها عازفو أرغن في العالم، ويهدف إلى تحفيز ترميم الآلات القديمة وبناء آلات جديدة، وتعزيز التمازج بين الموسيقى الشرقية والموسيقى الغربية لا سيما الكلاسيكية، فضلاً عن تعريف الأجيال الشابة إلى هذه الآلة التي تعود إلى أكثر من 500 سنة وكانت الأساس في تأليف الموسيقى في العصور الوسطى.
أسبوع الأرغن من تنظيم جامعة سيدة اللويزة وبدعم من المركز الثقافي الفرنسي في لبنان، والمركز الثقافي الإيطالي في لبنان، والسفارة الاسبانية في بيروت، ومؤسسة مارك هنري مالنجي، وبنك «بيمو»، ومؤسسة «فينيسيا» للقديس شربل، وصانع آلات الأرغن غلوفاني تانيبوريني ومطابع معوشي وزكريا. وقد حقق في السنوات الثلاث الماضية نسبة إقبال كثيفة وحفر له مكانة على روزنامة المهرجانات الشتوية في لبنان.

مشاركة عالمية

يفتتح المهرجان السبت في الثاني من فبراير المقبل مع فيلم «هلق لوين» للمخرجة اللبنانية نادين لبكي، في كنيسة مدرسة القلب الأقدس في بيروت، وذلك ضمن الاحتفالات بمرور 125 سنة على تأسيس هذا الصرح الأكاديمي العريق. ويرافق عرض الفيلم ارتجال العازف الفرنسي فريديريك بلانك على مختلف مواضيع موسيقى الفيلم الأصلية التي ألفها الفنان اللبناني خالد مزنر.

أما الأحد في الثالث من فبراير فموعد المهرجان مع العازف البولوني رومان بريوسكي في الأسمبلي هول بالجامعة الأميركية في بيروت، إلى جانب السوبرانو الفرنسية الرومانية ميشيلا مينغيراس والكونترتينور اللبناني ماتيو الخضر، وسيقدمون موسيقى من عصر الباروك.

في أمسية الاثنين الرابع من فبراير يقدم كل من العازف البولوني بريوسكي وفريد رحمة حفلة على الريكوردر في كنيسة دير مار فرنسيس للآباء الفرنسيسكان بطرابلس - الميناء.

الحفلة الرابعة في المهرجان (الثلثاء 5 فبراير)، موجهة إلى محبي موسيقى الجاز والروك وسيقدم عازف الأرغن الألماني ماتياس بابلاس، إلى جانبه توم هورينغ على السكسوفون، ورافي مندليان على الغيتار، وكريستوفر مايكل ميشال على الدرامز، موسيقى مميزة من هذا الريبرتوار وذلك في الـ أو كلوب - أنطلياس.

الأربعاء 6 فبراير الموعد مع أمسية موسيقية إيطالية مميزة يحييها العازف الإيطالي فوروشيو بارتولوتي في كنيسة دير مار أنطونيوس للآباء الفرنسيسكان - حريصا. أما الحفلة السادسة (7 فبراير) فيحييها عازف جوقة كابيلا سيستينا في الفاتيكان الإسباني جوان بارادول سوليه، إلى جانب عازف الكمان اللبناني ماريو الراعي، في كنيسة سيدة الأيقونة العجائبية في الأشرفية.

ختام المهرجان

تشهد أمسية الجمعة 8 فبراير حفلة ضخمة تحييها الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية بقيادة لبنان بعلبكي، وجوقة جامعة سيدة اللويزة، السوبرانو ماري جوزيه مطر والباريتون فرناندو عفارة، مع عازفة الأرغن الهنغارية زيتا نوراتين، وسيقدم هؤلاء كونشرتو الأرغن الرابع للمؤلف اللبناني ناجي حكيم في كنيسة دير سيدة اللويزة.

أمسية السبت 9 فبراير، يحييها تلامذة صف الأرغن في مدرسة الموسيقى التابعة لجامعة سيدة اللويزة، تحت إشراف أستاذ الأرغن الإيطالي توسيمو برونتيرا مدرس الأرغن في كونسرفاتوار كونتيزا في إيطاليا.

يختتم المهرجان مع العازف النمساوي أولريش والثر الأحد 10 فبراير في الكنيسة الإنجيلية الوطنية في بيروت.

نشاط مميز

اعتبر مدير «أسبوع الأرغن» الأب خليل رحمة (رئيس جوقة جامعة سيدة اللويزة) أن «هذا المهرجان لم يكن ليستمر لولا الدعم المطلق من الجهات الحاضنة له، لا سيما القيمين على الكنائس والقاعات، وخص بالشكر المعهد الوطني العالي للموسيقى والأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية على التعاون المستمرّ، والمساهمين «الذين لولا سخاؤهم، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، لما استطعنا الاستمرار في هذه المسيرة».

جاء كلام رحمة خلال مؤتمر صحافي عقد لإطلاق أسبوع الأرغن في نسخته الرابعة في حضور رئيس جامعة اللويزة الأب بيار نجم، ومدير المعهد الوطني العالي للموسيقى بسام سابا، والملحقة الثقافية في السفارة الفرنسية بنديكت فينييه التي أكدت دعمها هذا النشاط الموسيقي المميز الذي تشارك فيه نخبة من العازفين العالميين، والمدير المساعد لأسبوع الأرغن اللبناني ريكاردو سيريتاني.

بدوره اعتبر رئيس جامعة سيدة اللويزة أن الموسيقى تؤدي دوراً أساسياً في تظهير أرضية عبادة الله. وقال: «تسير الموسيقى والعبادة جنبا الى جنب، وبالموسيقى نستطيع أن نتأمل ونشيد بعظمة الله».

أضاف: «للسنة الرابعة على التوالي، في تعاون مشترك بين جامعة سيدة اللويزة وحراسة الأرض المقدسة نكرس قدسية الموسيقى مع آلة الأرغن، هذه الآلة النادرة، التي دخلت لبنان بداية القرن العشرين، بفضل الإرساليات كاليسوعيين، واللعازاريين، والكرمليين، والإنجيليين وغيرهم».

ختم: «ما عينة هذا المهرجان الذي يزرع البذور الصالحة التي تجلت من خلال فتح باب صف تعليم العزف على آلة الأرغن منذ أربع سنوات، إلا الحافز الإضافي لطلابنا ليدخلوا إلى رحاب الرقي».

أما ريكاردو سيريتاني فوصف المهرجان بأنه أكبر مهرجان للأرغن في الشرق الأوسط، ويقام في ثمانية بلدان، وله جذور قوية وحجم دولي، ويضم أهم عازفي الأرغن في العالم».

تاريخ وأهمية

ركز مدير المعهد الوطني العالي للموسيقى بسام سابا، في كلمته، على تاريخ آلة الأرغن وأهميتها في الموسيقى الكلاسيكية التي تقدم في قاعات الكنائس، وتعود إلى أكثر من 500 سنة وتعزف عليها أنواع مختلفة من الموسيقى.

أضاف: «كمعهد ندعم هذا النوع من المهرجانات وسنشارك عبر الأوركسترا الفلهارمونية بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي وعازفة الأرغن غيتا نوراتيل والسوبرانو ماري جوزيه مطر، مع كورال جامعة سيدة اللويزة».

من ثم عرض لتجربته الشخصية حين عزف على آلات عربية مع عزف على الارغن للسويسري دانيال شنايدر، وكتب «أوبريت»، وادخل آلة الارغن مع فرقة سمفونية ومغني كورال من طبقات صوتية مختلفة، مشيراً إلى أن المعهد يحاول إدخال آلة الأرغن إلى الآلات الأخرى في محاولة للحصول على إيقاعات موسيقية عربية ومزيج من ثقافات موسيقية متنوعة.

ريكاردو سيريتاني وصف المهرجان بأنه أكبر مهرجان للأرغن في الشرق الأوسط
back to top