تعدّد المهام... هل يعزِّز الأداء بدلاً من أن يعوقه؟

نشر في 17-01-2019
آخر تحديث 17-01-2019 | 00:00
No Image Caption
قد يكون تعدد المهام وهماً، إلا أنه وهم مفيد. تشير دراسة جديدة نُشرت في مجلة علم النفس إلى أن مجرد اعتبار نشاط واحد أو نشاطات عدة عملية متعددة المهام أمر كافٍ لتعزيز الأداء.
تشير مجموعة مثبتة من بحوث علم الأعصاب إلى أن القدرة على إنجاز أكثر من مهمة دفعة واحدة مجرد وهم. فقد أظهرت منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي سلسلة تجارب أن دماغ الإنسان، بدل إنجاز مسائل عدة معاً، يتنقل فحسب من مهمة إلى أخرى.

لكن للتنقل بين المهام ضريبته. كشفت دراسات سابقة أننا حتى لو أمكننا توقع المهام التي نتنقل بينها أو سبق أن أنجزناها مئات المرات، نحتاج إلى وقت أطول لإتمامها، مقارنة بقيامنا بالمهمة عينها بشكل متكرر.

كذلك دعمت الدراسات التي تقوم على التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فكرة أن تعدد المهام مجرد خرافة. على سبيل المثال، شملت دراسة تفحصت نشاط الدماغ الانتقال بين مهمتين واكتشفت تراجعاً بنسبة 29% و53% على التوالي في نشاط الدماغ عندما طُلب إلى المشاركين التنقل بين المهمتين.

توضح شالينا سرنا، باحثة من كلية ستيفن روس للأعمال في جامعة ميشيغان في آن أربور قادت البحث: «يشكّل تعدد المهام غالباً مسألة وجهة نظر ومن الممكن اعتباره حتى وهماً».

تضيف: «بغض النظر عما إذا كان الشخص ينجز مهمة واحدة أو مهاماً متعددة، فإن جعله يعتقد أنه يؤدي مهاماً عدة ينعكس إيجاباً على أدائه».

تؤكد هذه الباحثة التي قادت الدراسة أيضاً أن نظرة الأشخاص إلى ماهية تعدد المهام مرنة. فقد نعتبر، مثلاً، الجلوس في اجتماع مهمة واحدة، أو قد نظنها مهمتين إذا أصغينا إلى المتكلم ونحن ندون الملاحظات.

لذلك قررت سرنا وزملاؤها التحقق مما إذا كانت نظرتنا إلى ما نعتبره تعدد مهام تؤثر في طريقة إنجازنا المهمة. وراجعوا بذلك 32 دراسة عكست وجهة نظر 8242 مشاركاً.

في إحدى هذه الدراسات، طلب الباحثون إلى 162 مشاركاً مشاهدة شريط فيديو تثقيفي وتدوين حواره. قسّم الباحثون المشاركين إلى مجموعتين: أخبروا المشاركين في الأولى أنهم سيُنجزون مهمتين، مثل التعلّم والتدوين، في حين قالوا للمشاركين في الثانية إنهم سيقومون بمهمة واحدة تمتحن مهاراتهم في التعلّم والكتابة.

دوّن مَن ظنوا أنهم يؤدون مهاماً عدة عدداً أكبر من الكلمات في الثانية وأنجزوا ذلك بدقة أكبر، فضلاً عن أن أداءهم جاء أفضل في امتحان الفهم. وحاكت دراسات أخرى هذه الاكتشافات.

على سبيل المثال، اكتشفت تجربة تدوين الملاحظات على شبكة الإنترنت أن مَن ظنوا أنهم يُنجزون مهاماً عدة دوّنوا ملاحظات أشمل وأفضل مقارنة بغيرهم. كذلك أظهرت مجموعة إضافية من 30 تجربة شملت حل أحاجي الصور المقطوعة ومكافآت مالية أن مَن اعتبروا أنهم ينجزون مهاماً عدة في آن توصلوا إلى عدد أكبر من الأجوبة الصحيحة في الثانية، مقارنة بنظرائهم الذي ظنوا أنهم يؤدون مهمة واحدة.

back to top