10 زيوت أساسية للقضاء على مرض لايم الدائم

يشير مرض لايم إلى عدوى تشتق من جرثومة بوريليا برغدورفيرية التي تنتقل إلى البشر عن طريق حشرات القراد. يُعتبر أحد أبرز الأمراض المُعدية التي ينقلها القراد، إذ تُسجَّل نحو 30 ألف حالة كل سنة. لكن تشير تقديرات «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» إلى أن العدد الفعلي للمصابين بمرض لايم يصل على الأرجح إلى 300 ألف.

تستطيع مضادات حيوية مثل الدوكسيسيكلين أن تعالج مرض لايم خلال بضعة أسابيع، لكن تستمر العدوى في بعض الحالات. وفق المشرفين على الدراسة الجديدة، يتابع بين 10 و20 % من المرضى مواجهة الأعراض لأشهر عدة أو حتى سنوات أحياناً.

لا يعرف الأطباء بعد أسباب هذه الحالات من مرض لايم الدائم أو «متلازمة مرض لايم بعد العلاج». لكنهم يدركون أن جراثيم بوريليا برغدورفيرية قد تدخل في مرحلة خامدة أو «جامدة» حيث تتكاثر خلاياها ببطء شديد أو لا تنقسم مطلقاً.

هذه الخلايا الدائمة أكثر مقاومة للمضادات الحيوية من غيرها. لكن ربما اكتشف البحث الجديد حليفاً غير متوقع لمحاربة الجراثيم الخامدة التي تطبع مرض لايم: الزيوت الأساسية.

كانت الدراسة الجديدة بقيادة الدكتور يينغ تشانغ، أستاذ في قسم «علم الأحياء المجهري وعلم المناعة الجزيئي» في كلية «جونز هوبكينز بلومبيرغ» للصحة العامة في «بالتيمور»، «ماريلاند».

الثوم وشجر المر والزعتر

كان تشانغ وزملاؤه اكتشفوا سابقاً بعض الزيوت الأساسية النشيطة للغاية، وكانت فاعلة ضد طبقة من جراثيم البوريليا برغدورفيرية في مرحلتها الخامدة.

في الدراسة الجديدة، حلل الباحثون 35 نوعاً آخر من الزيوت الأساسية لاكتشاف خصائصها المضادة للجراثيم، فاستعملوا زيوتاً أساسية معصورة ومشتقة من نباتات أو من ثمارها لاختبار نشاط «خلاصة» النباتات العَطِرة.

كشفت الاختبارات التي حصلت في أطباق مخبرية أن 10 نباتات من أصل 35 كانت «نشيطة بقوة» ضد أشكال خامدة ودائمة من مرض لايم. اشتقت تلك الزيوت الأساسية من فصوص الثوم، وشجر المر، وورق الزعتر، ولحاء القرفة، والفلفل الإفرنجي، وبذور الكمون، والكينا وغيرها.

يوضح تشانغ: «اكتشفنا أن هذه الزيوت الأساسية أكثر قدرة من المضادات الحيوية النموذجية على تدمير الأشكال الدائمة من جراثيم لايم».

كذلك، كانت خمسة أنواع من تلك الزيوت فاعلة ضد أشكال خامدة من جراثيم لايم رغم استعمال كميات ضئيلة منها. تلاشت الجراثيم بالكامل خلال سبعة أيام ولم يتجدد نموها بعد 21 يوماً بفضل زيوت أساسية تشتق من الثوم، والفلفل الإفرنجي، وشجر المر، وعشبة الزنجبيل، وشجر تشانغ ماي.

لوحظ أيضاً أن زيوت ورق الزعتر وبذور الكمون وخشب أميريس ولحاء القرفة كانت فاعلة جداً ضد جراثيم البوريليا برغدورفيرية في مرحلتها الخامدة.

في النهاية، استنتج الباحثون ما يلي: «لا بد من إجراء دراسات مستقبلية لمعرفة مدى قدرة هذه الزيوت الأساسية النشيطة على استئصال عدوى البوريليا برغدورفيرية الدائمة في الجسم الحي». لذا يخطط فريق البحث لاختبار تلك الزيوت على الفئران المصابة بعدوى البوريليا برغدورفيرية الدائمة.

إذا أكدت الاختبارات على القوارض النتائج المشتقة من تجارب زراعة الخلايا، سيبدأ تشانغ وزملاؤه بتنظيم تجارب عيادية على البشر.

ختم تشانغ قائلاً: «في هذه المرحلة، تبدو تلك الزيوت الأساسية واعدة جداً باعتبارها علاجات محتملة لمرض لايم الدائم، لكننا سنحتاج في النهاية إلى تجارب عيادية مُصمَّمة بالشكل المناسب».