ضبط الكولسترول... هل يسهم في تفادي الزهايمر؟

نشر في 16-01-2019
آخر تحديث 16-01-2019 | 00:02
No Image Caption
كشفت أكبر دراسة جينية أُجريت حتى اليوم على مرض الزهايمر أن «مجموعة صغيرة من المتغيرات الجينية» تزيد خطر تعرض البعض للخرف والأمراض القلبية الوعائية على حد سواء. وأشارت إلى أننا قد نتمكن من تعديل هدف بعض الأدوية القلبية الوعائية بغية تفادي هذا الداء أو حتى معالجته.
يدرك الباحثون أن لداء الزهايمر مركباً جينياً قوياً. مثلاً، يُعتبر مَن يملك نسخة واحدة من المتغير الجيني APOE4  أكثر عرضة بنحو الضعف للإصابة بمرض ألزهايمر، مقارنةً بمن لا يملك متغيراً مماثلاً، في حين يرفع امتلاك نسختين الخطر حتى 12 ضعفاً.

تحمل جينة APOE4  شفرة بروتين يُدعى صميم البروتين الشحمي E، ويشكل، إلى جانب الدهون، نوعاً من الجزيئات يُعرف بالبروتين الدهني.

تؤدي البروتينات الدهنية دوراً في نقل الكولسترول وأنواع أخرى من الدهون في مجرى الدم، ما يعني أن ثمة رابطاً قائماً أساساً بين الزهايمر والكولسترول.

لكن بحثاً جديداً كشف أخيراً عن جينات أخرى عدة تربط خطر الزهايمر بخطر الأمراض القلبية الوعائية.

تُعتبر الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة Acta Neuropathologica، أكبر دراسة جينية حتى اليوم تناولت الزهايمر. تولى الإشراف عليها الباحثان البارزان الدكتورة سيليست كارش، بروفسورة مساعدة متخصصة في علم النفس في كلية الطب في جامعة واشنطن في ميسوري، والدكتور راهول ديسيكان، بروفسور مساعد متخصص في علم الأشعة العصبي في جامعة كاليفورنيا.

الأمراض القلبية الوعائية

اعتمد فريق البحث على «دراسات كبيرة ركّزت على روابط مع الجينوم وأدوات مثبتة الفاعلية» بغية تفحص الحمض النووي لأكثر من 1.5 مليون شخص.

درس الفريق خصوصاً الاختلافات في الحمض النووي بين مَن واجهوا عوامل خطر جعلتهم أكثر عرضة لمرض القلب، مثل مؤشر كتلة الجسم العالي، والداء السكري من النمط الثاني، وارتفاع معدلات الكولسترول والدهون الثلاثية.

اكتشف التحليل عموماً 90 نقطة في الجينوم تُدعى واسمات تعدد أشكال النيوكليوتيدات المفردة تحمل خطراً يرتبط بالزهايمر ومرض القلب على حد سواء.

حدد الباحثون واسمات تعدد أشكال النيوكليوتيدات المفردة هذه على ما مجموعه 19 صبغياً.

أثّرت ست من هذه الواسمات التسعين بقوة في خطر مرض ألزهايمر ورفعت في الوقت عينه معدلات الدهون في الدم، علماً بأن هذا الاكتشاف يؤكد نتائج الدراسات السابقة.

جاء بعض واسمات تعدد أشكال النيوكليوتيدات المفردة، التي حددها الفريق، في جينات لم يسبق أن ربطها العلماء بخطر الزهايمر. وشملت هذه عدداً من واسمات تعدد أشكال النيوكليوتيدات المفردة في منطقة CELF1/MTCH2/SPI1 من الصبغي 11، التي ربطتها دراسات سابقة بالمناعة.

كرَّر الباحثون هذه الاكتشافات في دراسة جينية كبيرة شملت مشاركين أصحاء، فاكتشفوا أن المشاركين الذين امتلكوا تاريخاً عائلياً مع الزهايمر كانوا أكثر عرضة لحمل جينات الخطر المكتشفة حديثاً، حتى لو لم يعانوا هم أنفسهم أي أعراض.

دور الجينات

تعلّق الباحثة كارش، التي أسهمت في الإشراف على الدراسة، على هذه الاكتشافات قائلة: «الجينات التي أثرت في أيض الدهون هي ذاتها التي ارتبطت بخطر الزهايمر».

لكنها تستدرك موضحةً أن «الجينات التي تسهم في عوامل الخطر القلبية الوعائية الأخرى، مثل مؤشر كتلة الجسم والداء السكري من النمط الثاني، لم ترتبط على ما يبدو بخطر الزهايمر الجيني».

تتابع كارش: «تمثل هذه الاكتشافات فرصة للتفكير في تعديل غاية الأدوية التي تستهدف المسارات المرتبطة بأيض الدهون. متسلحين بهذه الاكتشافات، يمكننا البدء بالتفكير في ما إذا كان بعض هذه الأدوية مفيداً في الوقاية من الزهايمر أو تأخيره».

يشير د. ديسيكان بدوره إلى أن هذه الاكتشافات تُظهر أن إبقاء معدلات الكولسترول والدهون الثلاثية مضبوطة يسهم في الحد من خطر الزهايمر في حالة البعض. لكنه يشدِّد على الحاجة إلى مزيد من البحوث بغية التثبت من ذلك.

يذكر د. ديسيكان: «تشير الدراسات إلى أنه بغض النظر عما يسبب ماذا، يترافق الزهايمر والأمراض القلبية الوعائية لأنهما مرتبطان جينياً. ويعني هذا أنك إذا حملت هذا العدد القليل من المتغيرات الجينية، لا تكون أكثر عرضة لمرض القلب فحسب بل لداء ألزهايمر أيضاً».

تلخّص كارش ما توصلت إليه الدراسة قائلة إنها «تشدد على أن ما زال أمامنا الكثير لنتعلمه عن الطرائق التي تؤدي بها الجينات المحفزة لألزهايمر إلى رفع أيضاً خطر مشاكل صحية أخرى، خصوصاً الأمراض القلبية الوعائية، والعكس».

تختم الباحثة: «إذاً، علينا حقاً أن نفكر في هذه المخاطر بشكل متكامل كلي».

بحث جديد كشف عن جينات عدة تربط خطر الزهايمر بخطر الأمراض القلبية الوعائية
back to top