الوزن الزائد يسهم في دخول المستشفى بسبب الإنفلونزا

نشر في 15-01-2019
آخر تحديث 15-01-2019 | 00:00
No Image Caption
أظهرت دراسة أخيرة أن الوزن الزائد يؤدي دوراً بارزاً في إمكان دخول المصابين بالإنفلونزا إلى المستشفى. نظرة إلى التفاصيل.
وفق دراسة جديدة، يصبح الناس أكثر عرضة لدخول المستشفى بسبب الإنفلونزا أو أي فيروس تنفسي آخر إذا كانوا بدينين جداً أو من أصحاب الوزن الزائد.

اشتقّت البيانات المستعملة في الدراسة من ستة مستشفيات في المكسيك وشملت 4778 شخصاً يواجهون أعراض أمراضٍ شبيهة بالإنفلونزا. تلقى جزء من هؤلاء الأشخاص علاجهم في المستشفى بينما تلقاه آخرون خارجها.

توصلت الدراسة إلى النتائج التالية:

• كان 43% من الأفراد مصابين بمرض حاد يشبه الإنفلونزا.

• كشفت الاختبارات عن إصابة 16.3% منهم بالإنفلونزا.

• كشفت الاختبارات عن إصابة 55.2% منهم بفيروس تنفسي آخر.

• لم يتعرض 28.5% منهم لأي «فيروس تنفسي معزول».

حين قارن العلماء بين حالات دخول المستشفى وبين مؤشر كتلة الجسم لدى المرضى الراشدين، تشكّل منحنى على شكل الحرف U على الرسم البياني.

تراجع احتمال دخول المستشفى ضمن فئة الأشخاص الذين حملوا مؤشر كتلة جسم ضمن النطاق «الطبيعي» للوزن، بينما سُجّلت أكبر نسبة خطر ضمن فئة الأشخاص الذين حملوا أدنى وأعلى مستوى من ذلك المؤشر.

شكّل الأولاد (أي الفئة التي اعتبرها الباحثون تحت التاسعة عشرة) 32% من المشاركين في الدراسة. لكن لم يرصد العلماء أي رابط واضح بين مؤشر كتلة الجسم وبين خطر الإصابة بأمراض حادة تشبه الإنفلونزا ضمن هذه المجموعة.

أشرف الدكتور جون بيغل على الدراسة، وهو يعمل في شركة «ليدوس» للأبحاث الطبية الحيوية التي تُشغّل منشآت «المختبر الوطني» في «المعهد الوطني للحساسية والأمراض المُعدِية». وكان الباحثون الآخرون يعملون في المعهد نفسه وفي مستشفيات أخرى في المكسيك.

نشرت مجلة «الإنفلونزا وفيروسات تنفسية أخرى» تقريراً عن هذه الدراسة حديثاً.

كتلة الجسم والبدانة

يشير مؤشر كتلة الجسم إلى وزن الشخص بالكيلوغرام مقسوم على مُربّع طوله بالأمتار. نظراً إلى سهولة قياس مؤشر كتلة الجسم، يستعمله الباحثون غالباً لاستكشاف المخاطر الصحية المرتبطة بالوزن على مستوى السكان أو ضمن مجموعات كبيرة جداً.

تُحدد «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» مستويات مؤشر كتلة الجسم للراشدين على الشكل الآتي:

• نقص الوزن: مؤشر كتلة الجسم أقل من 18.5.

• وزن طبيعي: مؤشر كتلة الجسم بين 18.5 و24.9.

• وزن زائد: مؤشر كتلة الجسم بين 25 و29.9.

• بدانة: مؤشر كتلة الجسم يساوي 30 وما فوق.

يُستعمل النظام نفسه مع الأولاد والمراهقين منذ الولادة حتى التاسعة عشرة، ولكن تتوقف العتبة القصوى على العمر والجنس.

تستعمل منظمة الصحة العالمية المعدلات نفسها لقياس مؤشر كتلة الجسم، ولكن تختلف التسميات. مثلاً، يُستعمل مصطلح «ما قبل البدانة» مقابل «الوزن الزائد» حين يتراوح مؤشر كتلة الجسم بين 25 و29.9.

تصنّف «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» ومنظمة الصحة العالمية ظاهرة البدانة لدى الراشدين ضمن ثلاث فئات:

• الفئة الأولى: مؤشر كتلة الجسم بين 30 و34.9.

• الفئة الثانية: مؤشر كتلة الجسم بين 35 و39.9.

• الفئة الثالثة: مؤشر كتلة الجسم يساوي 40 وما فوق.

ربطت الدراسات السكانية بين الوزن الزائد والبدانة من جهة، وبين الوفاة المبكرة وداء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أشكال السرطان من جهة أخرى.

توصي «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» الأطباء باستعمال مؤشر كتلة الجسم لفحص الأفراد حصراً، وليس لتشخيص الأمراض.

يشير العلماء والأطباء أحياناً إلى الفئة الثانية تحت اسم «البدانة المَرَضية» والفئة الثالثة تحت اسم «البدانة الحادة أو الشديدة». في الدراسة الأخيرة، استعمل الباحثون مصطلح «البدانة المَرَضية» للدلالة على مؤشر كتلة الجسم الذي يبلغ 35 وما فوق.

نقص الوزن «مشكلة معقدة»

صحيح أن الحمية الغذائية الصحية وأسلوب الحياة يؤديان إلى تراجع مؤشر كتلة الجسم، لكن قد تكون الاضطرابات الغذائية وسوء التغذية ومشاكل صحية أخرى عوامل مؤثرة في هذا المجال أيضاً. في تقرير عن دراسة نرويجية جرت في عام 2017 وشملت 30 ألف شخص، اعتبر الباحثون أن نقص الوزن يطرح مشكلة معقدة جداً.

اكتشف الباحثون عدداً إضافياً من الأشخاص الذين يدخنون يومياً وعدداً موازياً من الأشخاص الذين لا يمارسون أي نشاطات جسدية ضمن فئتَي نقص الوزن والوزن الزائد معاً.

دعت الدراسة مقدمي الرعاية الصحية إلى فحص أصحاب الوزن الزائد بحثاً عن «المستوى نفسه» من المخاطر الصحية، مثلما يفحصون الأشخاص البدينين.

اعتبر الباحثون في الدراسة الأخيرة أن بحثهم يطرح أولى الأدلة المعروفة التي تربط بين تراجع مؤشر كتلة الجسم وبين زيادة حدة الأمراض الشبيهة بالإنفلونزا: «يبدو أن نقص الوزن يشكّل عامل خطر دائم بالنسبة إلى المشاركين الراشدين المصابين بأمراض شبيهة بالإنفلونزا».

لكن ذكر الباحثون أيضاً أن دراستهم تبقى محدودة بدرجة معينة لأنها اقتصرت على أشخاص أرادوا تلقي رعاية طبية لمعالجة أمراض شبيهة بالإنفلونزا. لذا قد لا تعكس النتائج وضع عامة الناس.

في النهاية، استنتج الباحثون: «يجب أن يأخذ الأطباء بالاعتبار مؤشر كتلة جسم المرضى عند تقييم المخاطر واختيار مسار العلاج للأمراض الشبيهة بالإنفلونزا».

دراسات سكانية ربطت بين الوزن الزائد وبين الوفاة المبكرة وداء السكري وارتفاع ضغط الدم
back to top